المُتَنبّئ الأَفضل للطلاق
توجد بعض المشاكل في بداية الزواج، بينما تتطور أُخرى مع مرور الوقت.
قد يتصور الأَزواج المشاكل بطريقةٍ مختلفة، خاصة تلك التي تؤدي إلى الطلاق.
توفر علامات الانذار المُبكرة فرصة للتعامل مع المشاكل قبل أَن تُهَدد العلاقة.
يُعلن بعض الأَزواج الانفصال بشكلٍ مفاجئ -للأصدقاء والعائلة- وهم بالنسبةِ للبعض (يبدون سُعداء جدًا).
إعلان الطلاق ليس خبرًا لأَي شخص.
للأسف رَآها الجميع قادمة، ومع ذلك لا يبدأ الزواج مع وضع نهايته في الحسبان -على الأقل ليس في هذه الحياة- حيث يُقسِم الأزواج بالبقاءِ معًا “وحدهُ الموت يُفرق بيننا”.
هذه الرؤية التفاؤلية تفترض أَن الأزواج يمكنهم التعامل مع المشاكل إِذا رأوها في وقتٍ مُبكر بشكلٍ كافٍ، ولكن هل يستطيعون ذلك؟
يوفر البحث العديد من الإِجابات الشيّقة.
الإشارات الحمراء التي توحي بالطلاق:
درست كل من هانا سي ويليامسون Hannah C. Williamson وآخرون (2016) ما إذا كانت المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق موجودة من بداية الزواج أَم أَنها تتطور مع مرور الوقت. يوجد من يميزون بين المشاكل الموجودة في بداية الزواج والتي يشيرون إليها بنموذج الديناميات المستمرة، وتلك التي تتطور مع مرور الوقت ويلقبونها بنموذج الضيقة الناشئة.
ما نوع المشاكل؟
تُشير ويليامسون وآخرون إلى أَن تحليل التقارير التي درست عينة وطنية من الأَشخاص المُطلقين، يكشف إِنَ أَسباب الانفصال تشمل: عدم التوافق، الخيانة، استخدام المخدرات أو الشرب، والابتعاد عن بعضهما.
تم تحديد المشاكل المُعتبرة أَنها مساهمة رئيسية في الطلاق بما في ذلك الخيانة وعدم الالتزام وتنازع الآراء.
هل تكون علامات الخطر المُبكرة أَكثر وضوحًا للأزواج أَم الزوجات؟
في بحثهم الاستفساري عن أَسباب الطلاق لدى 40 شخصًا مُطلقًا، وجدت ويليامسون وآخرون دعمًا لنموذج الضغوط الناشئة لدى الزوجات اللواتي رَأوا زيادة في المشاكل التي أدت إلى الطلاق مع مرور الوقت.
أشار الأَزواج إلى أَنهم كانوا أَقل تنبهًا للمشاكل في الشكلِ العام، مما يُشير إلى أَن الزوجات أفضل في توقع مشاكل العلاقة.
نتائجهم مُكَررة للأبحاث السابقة في تحديد مشاكل الاتصال والخيانة والثقة كمشاكل شائعة في الزيجات المُنحلّة، وتوسيع نتائج البحث من خلالِ تحديد الزوجات كأَكثر حساسية لمشاكل العلاقة من الأزواج، وأَيضًا أَكثر احتمالًا لمُلاحظة تفاقم المشاكل مع مرور الوقت; مما يدعم نموذج الضغوط الناشئة.
لاحظت ويليامسون وآخرون أَنهُ في إِحدى الحالات فقط من بين 13 حالة رَأى الأزواج مشكلة العلاقة في بداية الزواج، ويصفونها بأَنها تُساهم في طلاقهم.
بالمقابل رَأت الزوجات 7 من بين 13 مشكلة وصفوها لاحقًا بأَنها تؤدي إلى الطلاق بشكلٍ كبير خلال علاقتهم.
على ما يبدو، وبناءً على النتائج الخاصة بكل جنس، تُلاحظ ويليامسون وآخرون أَن الأزواج يُراقبون علاقاتهم بطرقٍ مختلفة.
فالنساء ليس فقط يرينَ المزيد من المشاكل العلاقية، بل إِنهن أَيضًا أَكثر احتمالًا للاعتراف بتلك التي تتوقع تفكك العلاقة.
تحويل الأحمر إلى الأخضر:
توحي ويليامسون وآخرون بأَن التدخلات يمكن أَن تُركز على المشكلات التي تُحَددها الزوجات، ويسلطون الضوء أَيضًا على الحاجة إلى دمج المعلومات التي تم جمعها قبل وبعد الطلاق; بهدف منع التفكك الزوجي.
والتواصل طريق ذو اتجاهين، بغض النظر من يكتشفها أَولًا.
توفر علامات الإنذار العلاقية المُبكرة، فرصة للعمل على حل المشكلات قبل أَن تُهدد العلاقة; مما يُحَوّل الأَعلام الحمراء المُشتبه بها إلى إِشارات خضراء للنجاح.
- ترجمة: إلهام مخلوف
- تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
- المصادر: 1