عملية جراحية فريدة لاستعادة القدرة على الحركة بعد الشلل: تعرّف على نظام العلاج الجديد

العمليةُ الجراحيةُ الأولى من نوعها، والتي ساعدت رجلاً على استعادة قدرته على الإحساس بيده بعد أربعة أشهر من زراعة رقاقة في دماغه، إذ شعر الرجل بلمسة يد شقيقته.

خمس رقائق مايكروية وُضِعت في دماغ كيث توماس، وقد أسعفته هذه الرقائق لاستعادة قدرته على الحركة واللمس.

في بيان صادر عن NORTHWELL HEALTH, في الثامن عشر من يوليو/تموز عام 2020، وبعد حادث غوصٍ أدى إلى تضرر الفقرتين العنقيتين الرابعة والخامسة (C4 & C5)؛

الأمر الذي أدى إلى فقدان تام للقدرة على الحركة والإحساس بأسفل صدر المصاب كيث توماس.

فقد أُجريت عملية هي الأولى من نوعها سريرياً. استطاع المصاب كيث توماس استعادة السيطرة على الإحساس والحركة، إذ حرّكَ يده بعد أربعة أشهر فقط من إجراء عملية زراعة الرقائق المايكروية التي تدعم تشغيل AI في دماغه.

إضافة إلى ذلك، بدأ يلاحظ بتحسن لوظائف معصمه ويده خارج المختبر، حتى عند انطفاء الرقاقات المايكروية المزروعة.

“هذه المرة الأولى التي يتم ربط الدماغ والجسم، والحبل الشوكي مع بعضها بالكامل إلكترونيًا في شخص مشلول لاستعادة قدرته على الحركة”.

وقال تشاد بوتون، البروفيسور في معهد الطبي الإلكتروني-الحيوي في معاهد فينشتاين Institute of Bioelectronic Medicine، ومطور هذه التكنولوجيا، والمحقق الرئيسي لهذه الدراسة السريرية في بيانٍ له في يوليو/تموز:

“عندما فكر المشارك بتحريك يده أو ذراعه، قمنا بتنشيط فائق للحبل الشوكي، وحفزّنا دماغه وعضلاته؛ لمساعدته على إعادة بناء الاتصال العصبي-الحركي، وتقديم ردود الفعل الحسية، وتعزيز الإنعاش”.

لجذب إعادة الاستثار المحتمل، أمضى فريق بوتون في NORTHWELL HEALTH في نيويورك الشهور الأولى في تحديد المناطق الوظيفية في دماغ توماس عن طريق التصوير الشعاعي المغناطيسي MRI، وبالتحديد المناطق المسؤولة عن حركة ذراعه، وكذلك تلك المسؤولة عن حاسة اللمس في يديه.

ومن جانب آخر، أجرى جراحيّ الأعصاب عملية استغرقت 15 ساعة -جزءٌ من العملية كان أثناء استيقاظ توماس- لوضع شريحتين لاستعادة قدرته على الحركة بشكل صحيح، وثلاث شرائح أخرى في المناطق المسؤولة عن اللمس، والاستشعار بإصبعهِ.

ومن ضمن الإجراءات المكثفة، تثبيت رقاقات خارجية على رأس توماس، إذ قام الباحثون بربط تلك الرقائق ببرامج AI؛ لتفسير نشاط دماغه إلى ردود فعل جسدية بنظام يسمى “العلاج بالتحكم الفكري”.

عندما تستقبل AI مُدخلات دماغه، تُحوّلها إلى إشارات تُستقبَل بواسطة أقطاب كهربائية سطحية (غير متمركزة) على كُل مِن عضلات العمود الفقري وعضلات الساعد؛ لتحفيز الحركة، بالإضافة إلى حساسات وُضِعت على روؤس وأطراف أصابعه، وكذلك ناقلات ضغط وبيانات اللمس إلى منطقة دماغه المسؤولة عن هذه الحواس.

بعد أربعة أشهر فقط من نظام العلاج هذا، استعاد توماس قدرته -بما فيه الكفاية- على الإحساس بأطراف ورؤوس أصابعه، واستطاع أن يحس بلمسة يد أخته، وكذلك القدرة على تحريك يده بحرية أكثر، وضعف ما كانت عليه قدرته قبل دخوله للدراسة (نظام العلاج بالتحكم الفكري).

وكذلك لاحظ الفريق بعض الانتعاش الطبيعي الذي وصفوه بالمذهل، إذ قال الباحثون أن هذا الانتعاش من الممكن أن يقلل بعض الآثار الضارّة على العمود الفقري بشكل نهائي، سواء أثناء استخدام الرقاقات أو حتى من دون استخدامها.

يقول فريق NORTHWELL HEALTH:

“آثار هذه التكنولوجيا الجديدة في العلاج واعدة للغاية، وأظهرت أنه من الممكن إعادة تجسيد المسارات العصبية دون الحاجة إلى اللجوء إلى المواد الصيدلانية”.

ووفقاً لما قاله توماس، فإن تقدمه المحدود قد غيّر حياته بالفعل: “مررتُ بوقت لم أكن أعرف إذا ما كنت سأعيش، أو أرغب بذلك بصراحة. والآن أنا أستطيع أن أشعر عندما يلمس شخص ما يدي، وهذا أمر رهيب”.

قال توماس في 28 من يوليو/تموز:

“إذا كان هذا الأمر سيساعد شخصاً ما في مكانٍ ما، أكثر مما ساعدني، فالأمر يستحق كل شيء”.

  • ترجمة: سفوك حجي
  • المصادر: 1