هل على الأطباء التظاهر بإنعاش المرضى المحتضرين؟

«من واجب المختصين في مجال الرعاية الصحية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل ضمان إنقاذ المرضى. ومع ذلك، في بعض الحالات، يكون بعض الأطباء على استعداد للذهاب أبعد من ذلك ومحاولة إجراء عمليات إنعاش قلبي رئوي (CPR) حتى على المرضى الميؤوس من حالاتهم، كما أفاد موقع The Messenger، وتعرف هذه الممارسات باسم «الإجراءات البطيئة» أو «الإجراءات الشكلية».

يعد الموضوع معقدًا عندما يتعلق الأمر بالمرضى الذين لم يوقعوا موافقةً بعدم إعادة الإنعاش، أو عندما يكون لديهم أفراد عائلة يصرون على تلقي أحبائهم الرعاية الطبية حتى اللحظة الأخيرة.

هناك إمكانية حقيقية للتسبب بالمزيد من الأذى عوضًا عن الفائدة المرجوة، مما يفاقم الألم للمرضى الذين يواجهون مرحلة نهائية في حياتهم. الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) خاصةً أصبح العلاج الافتراضي للعديد من المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة، على الرغم من أن نسبة فشله تبلغ ما يقرب من 85% تقريبًا. ويمكن أيضًا أن يسبب هذا الإجراء أذى جسديًا كبيرًا، بما في ذلك كسور الأضلاع أو ثقب الرئتين.

على الرغم من أن ممارسة «الإجراءات البطيئة» تعد منتشرة إلى حد ما، إلا أنها رغم عدم تقبلها استمرت على مر السنين. مما تطلب البحث بالموضوع من قبل خبراء في مجلة Bioethics لفهم مدى قبول هذه الممارسات بعمق.

في ورقة بحثية نُشرت في عام 2021 في مجلة the Journal of Pain and Symptom Management، أعرب الممارسون عن مشاعر مختلطة بجدية حول أخلاقيات ممارسة «الإجراءات البطيئة»، إذ شعر معظم الممارسين بعدم الارتياح تجاه طلب إجراء عمليات إنعاش في حالات طبية بدون جدوى. وفقًا لموقع The Messenger منعت بعض المستشفيات حتى هذه الممارسة تمامًا.

وقال باركر كراتشفيلد، أستاذ الفلسفة المساعد المتفرغ في جامعة ويسترن ميشيغان ومحرر مشارك في مجلة Bioethics: «حتى إذا كانوا على وشك الموت، فإنه قد يزيد من معاناتهم».

من ناحية أخرى، يمكن أن يكون التظاهر وكأن المريض تلقى أقصى رعاية ممكنة مفيدًا فعليًا.

أضاف كراتشفيلد: «ولكنه أيضًا، يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير في العائلات حتى عند القيام به بشكل غير صادق».

الخبراء يأملون الآن في التوصل إلى توافق حول ما هو الأفضل، ووضع إرشادات واضحة حول ما يجب القيام به في حالة ممكنة للقيام ب«الإجراءات البطيئة».

قال آرثر كابلان، أستاذ الأخلاقيات الطبية في جامعة نيويورك، لموقع The Messenger: «يجب عليك أن تتخذ قرارًا حول ما هو حقًا بلا جدوى، وما هو حقًا في مصلحة شخص ما»، «وهذا ما لم يكتب في أي قواعد إرشادية».

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1