تقول شركة التكنولوجيا الحيويّة أنّها زرعت خلايا مسؤولة عن صنع الدوبامين في أدمغة المرضى

تقول شركة التكنولوجيا الحيويّة أنّها زرعت خلايا مسؤولة عن صنع الدوبامين في أدمغة المرضى.

تقول إحدى شركات التكنولوجيا الحيويّة التي تقع في كاليفورنيا أنّها نجحت في زرع خلايا عصبيّة مصنوعة في المختبر في أدمغة مرضى باركنسون لتحفيز استجابة الدوبامين وأنّها إذا عملت على النحو المنشود، فقد يكون ذلك بمنزلة تقدّم كبير في مكافحة المرض.

وكما ذكرت مجلة (MIT Technology Review)، يبدو أنّ تجربة الخلايا الجذعيّة المبكّرة، والتي كان من المفترض أن تختبر ما إذا كان الإجراء آمنًا، قد نجحت في تحقيق هذا الهدف.

حيث شملت التجربة اثني عشر شخصًا مصابين بمرض باركنسون، وهو مرض تدريجي منهك يتميّز بنقص الدوبامين، وتمّ زرع الخلايا العصبيّة المصنوعة في المختبر لمدّة عام قبل تقييم النتائج، وتبيّن أنّ الخلايا المزروعة قد بقيت حيّة. وفي غضون فترة قصيرة، حدث تطور مثير؛ فهناك دلائل تشير إلى أنّها قد تقلل من أعراض المرضى وأنّ فحوصات الدماغ للمشاركين في التجربة أظهرت زيادة في خلايا الدوبامين وانخفاضًا في الأوقات التي يشعر فيها المرضى ب (التوقف) أو العجز بسبب أعراضهم. وكما قال المشرفون على التجربة: إنّ (وقت التوقف) كان أقلّ بالنسبة لأولئك المرضى الذين تلقّوا جرعات أعلى من الخلايا العصبيّة النجميّة التجريبيّة.

في هذه المرحلة، النجاح الأكثر أهميّة للتجربة الصغيرة هو سلامتها الواضحة؛ لكن طبيبة الأعصاب (إيرفين كلير هنشكليف) -التي قادت الدراسة- قالت: إنّ النتيجة المثاليّة النهائيّة أسمى بكثير.

وأضافت: الهدف هو أن تشكّل [الخلايا المزروعة في المختبر] مشابك عصبيّة وتتواصل مع الخلايا الأخرى كما لو كانت من نفس الشخص. “الأمر المثير للاهتمام هو أنّه يمكنك توصيل هذه الخلايا ويمكنها البدء في التحدّث إلى المضيف”.

ولكن وفقًا ل (روجر باركر)، فإنّ النتائج الحاليّة مخيّبة للآمال بعض الشيء؛ لأنّ الباحثين لا يستطيعون رؤية الخلايا داخل أدمغة المرضى بمجرد زرعها، فقد حقنوها بمادة الدوبامين المشعّة التي يمكن تصويرها على مسح (PET) في أثناء امتصاصها. وقد أظهرت تلك الفحوصات بعض الزيادات في الدوبامين؛ ولكن كما أشار (باركر)، لا يزال من المبكّر جدًّا معرفة ما إذا كانت الخلايا المزروعة قد بدأت بالفعل في إصلاح أدمغة المرضى.

ومع ذلك، من المشجع أنّ التجربة لم تؤدّ إلى أيّ مخاوف تتعلّق بالسلامة وأنّه قد يكون هناك بعض الفوائد.

في حين أنّ هناك دواءً للمساعدة في السيطرة على أعراض مرض باركنسون، إلا أنّه لا يوجد علاج للاضطراب التدريجيّ الذي يؤدّي إلى زيادة الصعوبات الحركيّة ويسبب الرعشات وتيبّس الأطراف.

ولهذا يمكن للعلاج بالخلايا؛ مثل العلاج الذي تطوّره شركة (BlueRock) باستخدام الخلايا المزروعة في المختبر، أن يغيّر مسار المرض بشكلٍ جذريٍّ عن طريق استبدال الخلايا العصبيّة المتأذيّة بدلًا من علاج أعراضه فقط.

وقال (سيث إيتنبرغ)، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة (BlueRock): “إنّ إمكانيّات الطب التجديديّ لا تتمثّل في تأخير المرض فحسب؛ بل في إعادة بناء وظائف المخ، وسيأتي يوم نأمل فيه ألّا يعتبر الناس أنفسهم مرضى باركنسون.”.

سوف تمضي شركة (BlueRock) الآن قدمًا في تجارب المرحلة الثانية، وإذا نجحت؛ فإنّ اختبار التكنولوجيا المتجدّدة المثيرة للجدل قد يجعلها في النهاية أكثر انتشارًا.

  • ترجمة: سالي الدروبي
  • تدقيق لغوي: آية الخلفان
  • المصادر: 1