عمليّة الزراعة لقلب خنزير، تبدي نتائج مبشّرة

يقول العلماء بأن الرجل الذي أجريت عليه عملية ‘زراعة قلب خنزير’ بصحة جيدة ولم يظهر أي علامات رفض أو التهاب.

وصرّحت ‘CNN’ بأن الرجل القادم من مايرلاند والذي أجرى عملية زرع قلب خنزير معدّل جينياً بصحّة ممتازة ولم تظهر عليه أيّة علامات رفض أو التهاب بعد شهر من العملية، والتي كانت الثانية فقط من نوعها.

كان لدى لورانس فوسيت ذو ال58 عامًا في أيلول من مرض عضال في القلب عندما تمّ تقديمه إلى جامعة ماريلاند الطبية، حيث قام الأطباء والعلماء المدرّسين بأول عملية زراعة قلب خنزير في التاريخ عام 2022.

وعانى فوسيت من ظروف معيّنة منعته من تلقّي قلبٍ بشريٍّ، وهذا ماجعله صالحًا للعملية التجريبية بعد أخذ الموافقة من الإدارة الأميركية للغذاء والدواء على هذه العملية الرائدة، وذلك من خلال مبادرة ‘الاستخدام الرحيم’ للأدوية أو العمليّات غير المعتمدة وفقًا للمسؤولين عن الجامعة في وقت إجراء العملية الجراحية.

ووفقًا لما صدر عن الجامعة، كان أداء قلب الخنزير الخاص بفوسيت بعد العملية ممتازًا بدون أية مساعدة، كما كان قادرًا على أن يتنفس لوحده.

إن نجاة فوسيت لمدة شهر كامل بعد العملية هو حجر أساس لمثل هذا النوع الجديد من العمليّات، ولكننا حتى الآن لا نستطيع أن نعتبره خارج دائرة الخطر بشكلٍ كامل.

مات متلقّي القلب في عملية عام 2022 بعد شهرين من إجرائها بسبب عدة عوامل -بما يتضمن تعقيدات متوقعة بسبب الأدوية التي دمّرت القلب- ولكنه لم يمتلك أية علامات رفض للعضو الجديد.

وامتلك أيضًا دلائل على وجود فيروس خنزيري اختبأ في القلب المزروع، ولكن العلماء غير متأكدين فيما اذا كان ذلك العامل قد أدّى إلى الموت.

وحسب CNN, فإنه بالنسبة لفوسيت الأطباء مستمرّون في مراقبة تقدّمه ومنعوه عن الأدوية التي كانت تدعم قلبه في البداية، وهو الآن يتلقّى معالجة فيزيائية حتّى يستطيع المشي مجددًا واستعادة قواه.

ومهما كانت النتائج فإن العملية ونجاحها المستمر يعطي الأمل لأكثر من مئة ألف أميركيّ منتظر لعملية زراعة القلب، ولظهور علم نقل الأعضاء بين الأنواع المختلفة بيولوجيًا، التي ستمكّن البشر من تلقّي أعضاء وأنسجة وخلايا من حيوانات أخرى.

جاء قلب الخنزير من شركة ريفيفيكور في فيرجينيا، وهي شركة تكنولوجيا حيوية تقوم بإنتاج خنازير معدّلة جينيًت لتلبية النقص العالمي في الأعضاء. قام العلماء بتعديل مورّثات هذه الخنازير المميزة بحيث لا يقوم الجسم البشري برفض الأعضاء أو الأنسجة أو الخلايا.

ولكن هناك مشكلة أخرى في أعضاء الخنازير، وهي بأنه من الممكن أن تحمل طفيليات كامنة وبكتيريا وفيروسات، على الرغم من أنه تم إنتاج هذه الخنازير في منشآت خاصة.

فحص العلماء الخنزير المتبرّع بالقلب قبل العملية بعناية بالغة للتأكد من أنه لا يوجد أي شيء خبيث داخل العضو.

أخبرت آن (زوجة فوسيت) مسؤولي الجامعة بعد العملية بأنّ الزوجان لم يملكوا أيّة توقعات سوى أن يحصلوا على وقت إضافيّ سويّةً.

ويمكن أن تكون هذه الأمنية بكل بساطة أن يجلسا سويّةً على شرفة المنزل ويحتسيا القهوة معاً.

وفي النهاية، فإن الهدف من التجارب الطبّيّة هو إعطاء الناس الأمل عندما يتم فقدانه كلّيّا.

  • ترجمة: كريم عبد الرحمن
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1