دراسةٌ أُجريت على 657،461 طفل، توصلت إلى أنه لا يوجد رابط بين التطعيم والتوحد

استنتجت أكبر دراسة أُجريت حتى يومنا هذا، بأنه لا يوجد رابط بين التطعيم والتوحد، حتى لدى الأطفال الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الاضطراب. وفي واقع الأمر، وجد الباحثون بأن الأطفال غير المطعمين، كانوا أكثر عرضة لتشخيصهم بالتوحد من الأطفال المطعمين.

الخرافة القائلة بأن التطعيم يسبب التوحد، فُندت مرارًا وتكرارًا. في عام 1998، نشر (أندرو واكفيلد) دراسة أُجريت على 12 طفل، ربطت بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، والإصابة بالتوحد. النتائج لم تكرر، واتضح لاحقًا بأن واكفيلد، زوّرَ البيانات المتعلقة بدراسته، مما أدى إلى سحب رخصته الطبية.

ودراسة أخرى أجريت عام 2017، ربطت بين تواجد عنصر الألمنيوم في التطعيم والإصابة بالتوحد. وسُحِبت الدراسة بعد أن لاحظ العلماء بأن هناك تلاعبٌ بالصور، كما ادعى أحد المؤلفين المشاركين بأن الأرقام الواردة في التقرير، عُدلت بشكلٍ متعمد قبل النشر.

ومع ذلك، ما زالت الخرافة قائمة، ومن الممكن أن تنتشر عبر الإنترنت مثل النار في الهشيم، مساهمة في ازدياد حالات الإصابة بمرض الحصبة إلى الضعف في العام الفائت، مما أجبر المراهقين على تلقي التطعيم دون علم ذويهم.

الدراسة الأخيرة التي استنتجت عدم وجود رابط بين لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والإصابة بالتوحد، نظرت في 657،461 طفلًا ولدوا في الدنمارك بين عامي 1999 و2010، متضمنة 6،517 طفلًا مصابون باضطراب طيف التوحد.

ووجدت الدراسة، التي نُشرِت في مجلة Annals of Internal Medicine، بأن الأطفال الذين لديهم أشقاء مصابون بالتوحد، هم عرضة للإصابة بطيف التوحد بمعدل سبع مرات أكثر من الأطفال الذين لا يوجد في تاريخهم العائلي إصابة بهذا الاضطراب، كما أن الأطفال الذكور هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بمعدل أربع مرات مقارنًة مع الفتيات. وكما أنه لا يوجد رابط بين تلقي التطعيم والإصابة بالتوحد، حتى ضمن الفئة الأكثر عرضة للإصابة به.

في واقع الأمر، وجد الفريق الدانماركي بأن نسبة 5%؜ من الأطفال الذين شاركوا في الدراسة، والذين لم يتلقوا التطعيم، كانت احتمالية إصابتهم بالتوحد أكثر بمعدل 17%؜ من الأطفال الذين تلقوا التطعيم.

استنتج مؤلفون من معهد ستاتنز سيروم في كوبنهاجن في بحثهم بأن “الدراسة تؤيد وتدعم بشدة بأن تلقي لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، لا يزيد من خطر الإصابة بالتوحد، ولا يحفز ظهور أعراضه عند الأطفال المعرضين للإصابة به، كما أنه لا يرتبط بظهور حالات التوحد بعد تلقي التطعيم”.

تضيف الدراسة إلى مجموعة الأدلة (الكبيرة بالفعل)، والتي أظهرت بأنه لا يوجد رابط بين التطعيم ومرض التوحد.

صرح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور (أندرياس هفيد)، لوكالة رويترز بأنه “يجب على الآباء عدم التنصل من التطعيم، خوفًا من الإصابة بالتوحد، فمخاطر عدم تلقي التطعيم تنذر بعودة تفشي مرض الحصبة، الشيء الذي بدأنا نلاحظه في وقتنا الحاضر، وهي صورة لانتشار المرض”.

  • ترجمة: زينة المللي
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1