حتى تجد قيمة لعملك عليك أن تغير نظرتك اتجاهه

يعتقد الكثير من الناس أن لا قيمة للعمل

إعطاء العمل قيمة أو هدف هو فعل يتطلب إرادة ومواظبة.

كيف علينا أن نربط عملنا بهدف؟؟

أولًا نربط العمل الذي نقوم به بالخدمات التي يقدمها.

اسأل نفسك من أخدم؟

إن ربط أعمالك اليومية بشكلٍ واعٍ وملموس مع الغاية منها يجعلك تتم عملك بدقة أكثر.

بعد ذلك: اصنع عملك واجعل حرفتك العمل.

اجعل لمهامك معنى أفضل وكرس نفسك لتتعلم أسرار النجاح في هذا العمل.

ثم استثمر وقتك في العلاقات الجيدة من خلال تطوير علاقتك بزملاء العمل.

وأخيرًا تذكر ما الغاية التي تعمل من أجلها.

حدد شخص أو مجموعة الأشخاص في حياتك الشخصية الذين تعمل من أجلهم وتذكرهم عندما تعمل حتى في الوظائف المملة للغاية.

الهدف من العمل ليس سحر إنه شيء يجب علينا أن نقدره ونصنعه.

مع الهدف الصحيح أي وظيفة تصبح ذات قيمة.

مقالة رائعة نشرت في مجلة نيويورك تايمز في عام 2007 في تحدي المشغل السنوي والمعروف باسم أولمبياد الحمأة وهو مسابقة لعمال معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة نيويورك.

يتنافس المتسابقون لإظهار مهاراتهم العملية وكيفية القيام بها بشغف رائع.

قالت إيميلي لويد مفوضة إدارة قسم حماية البيئة في مدينة نيويورك، عن العمل الذي يقوم به المتسابقين إنه بالفعل عمل شاق.

إنه عمل غير سهل. وهم رائعون بالقيام به!

وعند قراءتك لهذه المقالة ستلاحظ فخر العمال بعملهم الذي يؤدونه وسبب قيامهم به.

ونقل عن رجل يدعى جورج موسوس أن الأعمال التي يقومون بها قد تكون مجهولة وعلق قائلًا هذا كافٍ لخدمة الشعب.

لماذا هنالك أشخاص بالرغم أنهم يتقاضون رواتب عالية ويعملون في ظروف جيدة ولكنهم يشعرون بالفراغ بينما هنالك أخرين يعملون في الصرف الصحي بمدينة نيويورك ويشعرون بالرضا.

الشغف هو جزء من الإجابة.

وكما لاحظت مؤخرًا في مقالة سابقة وعند غالبية الناس الشغف يُبنى ولا يوجد بمفرده.

العمل بشغف هو أمر يحتاج إرادة يتطلب التمرين والمواظبة.

إن كان لديك أصدقاء وزملاء عمل يعملون بدون شغف ولعدة سنين فهذه نصيحتي لك.

كيف يجب عليك أن تعمل بشغف بغض النظر عن مهنتك.

عندما كنت في مرحلة الدراسات العليا سمعت بيل جورج يروي قصة عن كيفية تسليط الضوء على كل من المرضى والموظفين في الاجتماع السنوي لشركة ميدترونيك عندما كان المدير التنفيذي.

على سبيل المثال، دعا بيل شخص تم إنقاذ حياته من مرض الرجفان ليخبر زملائه كيف أن عملهم أنقذ حياته.

وأشار إلى موظفة في قسم مراقبة الجودة في ميدترونيك وكيف إصرارها وعزيمتها كانت السبب في إنقاذ آلاف الأرواح.

لقد أشار بطريقة مباشرة إلى زملائه وإلى العمل الذي يقومون به.

في حين أن الجميع لا يتعرضون لمسألة حياة أو موت خلال عملهم لكن كل منا يخدم أناسًا بالعمل الذي يقوم به.

يستطيع المعلمون يوميًا رؤية الأرواح الشابة التي يصنعونها ويتصورون التأثير الدائم الذي يؤثرون به على هؤلاء الشباب التي يعلمونهم.

يستطيع المحاسبون ربط عملهم عقليًا بالعمل الأكبر الذي تقوم به منظماتهم ويتباهون بالخدمة التي يقدمونها للعملاء.

ما العمل الذي يقومون به؟

ربطنا لأعمالنا اليومية التي نقوم بالأشخاص الذين نخدمهم يجعلنا نقوم بهذه الأعمال بشكلٍ هادف أكثر.

أجرت أستاذة جامعة ييل إيمي ورزيسنيفسكي ذات مرة دراسة متعمقة لموظفي الحراسة في المستشفى لتحديد ما الذي ساعد بعض أعضاء فريق الحراسة على التفوق.

وكانت نتيجة الدراسة التي رواها السيد (ديفيد زاكس) مذهلة!

كشفت ورزيسنيسفكيا أن أسعد الحراس، أكثرهم تفانيًا بالعمل يشتركون بعملٍ واحد أسمته إعادة تشكيل الوظائف.

هؤلاء عمال الحجز، الذين يركزون بشكل مكثف على خدمة المرضى، يبتكرون من العمل المكلفين به أعمالًا أخرى ذات هدف وجديرة بالاهتمام يريدون القيام بها.

قد يعيد الموظف ترتيب الأعمال الفنية في الغرف لتحفيز أدمغة مرضى الغيبوبة، بينما كرس آخرون وقتًا للتعرف على المواد الكيميائية التي يستخدمونها لتنظيف الغرف ومعرفة المواد الأقل احتمالًا لتهيج حالات المرضى.

كانوا يسعون إلى التميز في خدمة الآخرين وسيكيفون وظائفهم لتناسب هذا الغرض.

لقد حسنوا العمل المكلفين به ليكون ذا فائدة لهم ولمن يقومون بخدمتهم.

بدأت ورزيسنيسفكيا وزملاؤها في التفكير بعمق أكبر في التمارين التي يمكن أن تساعد أي شخص على التركيز في تطوير عمله في شيء يمنحه هدفًا متماشيًا مع جوهر عمله.

وبمعنى أخر للمصطلح، كانت هذه الصياغة أيضًا دليلًا على معاملة العمل على أنه حرفة مع التركيز على المهارة اللازمة لإكمال عمل المرء وتكريس نفسه لإتقان تلك المهارات.

يبدو أن جو التحسين المستمر في خدمة المركبات الذي أظهره باقتدار عمال معالجة مياه الصرف الصحي في نيويورك يملأ في حد ذاته الأنشطة المهنية بهدف أكبر.

استثمر في العلاقات الإيجابية.

من نعمل معه لا يقل أهمية عما نقوم به. كتب عالم النفس مارتن سيليجمان (من بين آخرين) على نطاق واسع عن أهمية العلاقات للسعادة والإنجاز (إنه عنصر أساسي في نموذج «PERMA» الخاص به للازدهار) ووجدت دراسة هارفارد جرانت الشهيرة الآن أن السعادة وحتى النجاح المالي مرتبطان بدفء علاقات المرء، حيث خلص كبير المهندسين المعماريين للدراسة إلى أن “السعادة هي الحب.

نقطة وانتهى الكلام

أنت وفريقك سلسلة.

في حين أن العلاقات تبدو بالضرورة (وبشكل مناسب) مختلفة داخل مكان العمل عن خارجه، إلا أنها لا تزال مهمة.

سنُخدمُ جميعًا من خلال تحديد المزيد من الطرق لتطوير علاقات جماعية إيجابية في العمل.

حدد الموظف الجديد أو الأصغر سنًا الذي ترغب في تمكينه، وأعرض مساعدته على التنقل في شركتك.

خذ زمام المبادرة في جدولة حدث سيسمح لك ولزملائك بمعرفة بعضكم البعض بشكل كامل.

ما عليك سوى قضاء الوقت في التفكير في زميل جديد كل يوم، في محاولة لفهمه ولماذا أنت ممتن لإتاحة الفرصة لك للعمل معهم.

مهما كان نهجك، فإن الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الإيجابية التي تربطك بالآخرين في العمل غالبًا ما تستثمر في خدمتهم ويمكن أن تعطي العمل هدفًا أكبر.

تذكر لماذا تعمل.

معظمنا لا يتمتع برفاهية العمل فقط من أجل المتعة، قد نستمتع بوظائفنا، لكننا نعمل أيضًا على كسب المال ودفع الفواتير.

يعد العمل لمعظمنا في حد ذاته عملاً ذا مغزى خدميّ.

غالبًا ما يعمل الآباء بجد للاستثمار في أطفالهم؛ وغالبًا ما يساعد أولئك الذين ليس لديهم أطفال في دعم الآباء المسنين أو الأقارب الآخرين.

غالبًا ما يستخدم أولئك الذين ليس لديهم عائلات مواردهم لدعم المنظمات التي يحبونها في المجتمع أو أصدقائهم في أوقات الحاجة.

من النادر أن تجد شخصًا يعمل مع مراعاة احتياجاته الشخصية فقط.

من أجل من تعمل؟؟

حدد الشخص أو مجموعة الأشخاص.

عندما تكون الساعات صعبة أو تكون المهام غير ملفتة، تذكر أن عملك هو خدمة لمن تهتم بهم في حياتك الشخصية.

سيساعدك الحفاظ على هذا الأمر في المقدمة على ربط المزيد من الغايات بعملك، حتى عند إنجاز أكثر المهام مللًا.

الهدف من العمل ليس سحرًا – إنه شيء يجب أن نتابعه ونخلقه بوعي.

مع النهج الصحيح، يمكن أن تكون أي وظيفة تقريبًا ذات هدف وقيمة.

  • ترجمة: زينب المهباني
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1