لماذا تحب القطط الصناديق كثيرًا؟

لماذا تحب القطط الصناديق؟ للأسباب التي نتوقعها إلى حد كبير، إلا أنهم يحبون الصناديق المزيفة بقدر ما يحبون الصناديق الحقيقية كما يبدو.

حتى إن كنت لا تشارك منزلك مع قطة، فمن المحتمل أنك تعرف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن القطط تحب وضعها في الصناديق. تُظهر التعابير الصامتة المفضلة لدي، القطط في الصناديق، عدة قطط تجلس في صناديق مع تسمية توضيحية تقول: «مصائد القطط».

ولكن هل تساءلت يومًا لماذا تمتلك القطط هذا الشغف الغريب نحو الصناديق؟ الإجابة هي ما نتوقعه إلى حد كبير: إنهم يشعرون بمزيد من الأمان والراحة، وكل ذلك في مساحة صغيرة.

لماذا تحب القطط الصناديق؟

وجدت بعض الدراسات أنه عند إعطاء القطط صناديق للاختباء بداخلها، فإن مستويات التوتر لديها تنخفض بشكل ملحوظ. في مقال لمجلة The Conversation، يوضح عالم السلوك البيطري نيكولاس دودمان أن الاحتماء في مساحات صغيرة مغلقة هو نوع من سلوك (التقميط) المتبقي لدى القطط من احتضان أمهاتهم وإخوانهم عندما كانوا قططًا صغيرة. لكن الجلوس بداخل الصندوق أكثر من مجرد شيء لطيف، إذ قد يكون مهمًا للصحة العقلية للقطط. يكتب دودمان أن: «القطط تحتاج إلى صناديق أو أوعية أخرى لأغراض الإثراء البيئي». لذا من فضلك، قم بتمرير صناديق أمازون هذه إلى قططك.

لماذا تحب القطط المربعات؟

لكنها ليست مجرد صناديق. كما هو واضح من خلال هاشتاج على منصة تويتر (X)، غالبًا ما تندفع القطط إلى مربع محدد على الأرض بقطع من الشريط اللاصق. وكما لاحظ العديد من محبي القطط، فإن قطعة الورق الموجودة على المكتب أو الطاولة أو الأرضية هي أيضًا عامل جذب قوي للقطط. هذا غريب. ما مدى الأمان والراحة التي يمكن أن تشعر بها القطة وهي تجلس في العراء فوق فاتورة المياه؟ يصفه دودمان بأنه يشبه تأثير الدواء الوهمي، إذ يبيّن: «قد يوفر هذا الصندوق الافتراضي إحساسًا في غير محله بالأمان والراحة النفسية الجسدية». تحب القطط الصناديق كثيرًا حتى أنها تقع في حب الصناديق المزيفة. وقد وجد فريق من الباحثين من كلية هانتر، جامعة مدينة نيويورك، أن القطط ستجلس بسعادة في مربعات وهمية.

تحديات دراسات القطط

ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل تلك الدراسة، دعونا نتوقف للحظة ونتحدث عن الدراسات العلمية التي أجريت على القطط. بناءً على شعبية القطط على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يوجد الكثير من الدراسات كما نعتقد. السبب؟ عند الحديث عن القطط فإننا ندخل في موضوعات بحثية رديئة للغاية. فعندما يحضر الباحثون القطط إلى المختبر لاختبار ذكائها، تميل القطط إلى التجول أو الاختباء أو مجرد الكسل، غير مهتمة تمامًا بما يحاول الباحثون حملهم على القيام به. ديفيد جريم هو مؤلف كتاب Citizen Canine «علاقتنا المتطورة مع القطط والكلاب». كتب في مقال لمجلة Slate، أنه عندما كان يبحث في فصل من الكتاب عن الذكاء الحيواني، سأل آدم ميكلوسي، أحد كبار الخبراء في العالم في هذا الموضوع، عن الأبحاث حول ذكاء القطط. كانت إجابة ميكلوسي، وفقًا لجريم، هي: «لقد أجرينا دراسة واحدة على القطط، وكان ذلك كافيًا!».

لذلك، وبحكمة، قرر الباحثون في كلية هانتر السماح للقطط بالبقاء في المنزل. فبدلًا من دعوة القطط إلى المختبر، جندوا علماء مواطنين لاختبار قططهم في المنزل. (وما ساعد في ذلك أن هذا كان خلال مرحلة الإغلاق لجائحة كوفيد-19، لذلك كان الكثير من الناس في المنزل مع قططهم، ويبدو أنهم كانوا يشعرون بالملل من رمي الألعاب للقطط ويبحثون عن طرق جديدة لتمضية الوقت).

إن ناسبني أجلس

في الدراسة التي تحمل اسمًا ساحرًا وذكيًا جدًا، «إن ناسبني أجلس: تحقيق علمي للمواطنين في قابلية التكيف الوهمية لدى القطط المنزلية» (Felis silvestris catus)، اختبر الباحثون القطط لمعرفة ما إذا كانت هذه الجالسات في المربعات، سيئة السمعة سوف تنخدع بالوهم البصري المعروف باسم مربع كانيشزا. مربع كانيشزا عبارة عن لغز بصري يتم فيه ترتيب دوائر تشبه Pac-Man لخلق مربع وهمي.

باستخدام الورق والشريط اللاصق والمقص، أنشأ أصحاب القطط مربعات حقيقية ووهمية وفقًا للتعليمات التي أرسلها الباحثون. ومن المؤكد أن القطط كانت تجلس في مربعات كانيشزا بنفس القدر مثل المربعات الحقيقية. ويقول الباحثون إن الدراسة أكدت الأبحاث السابقة التي أظهرت أن القطط عرضة للأوهام البصرية، مما يضيف إلى مجموعة الأبحاث المتنامية ولكن الهزيلة نسبيًا حول إدراك القطط. كما أظهرت الدراسة إمكانية دراسة سلوك القطط فيما وصفه مؤلفو البحث بأنه: «بيئة واقعية أكثر صحة من الناحية البيئية».

كان للدراسة قيد محتمل واحد وهو حجم العينة. لقد خمنت ذلك. فمن بين مجموعة أولية مكونة من 561 مشاركًا مهتمًا، انتهى الأمر ب30 قطة لإكمال الدراسة. ربما كان ميكلوسي محقًا في الاستسلام بعد دراسة واحدة والسماح للقطط بالعودة إلى صناديقها.

  • ترجمة: عبير ياسين
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1