متى يكون قياس الضغط أكثر دقّة؟ أثناء الوقوف أم عند الجلوس؟

صرح باحثو المركز الطبي في جامعة جنوب تكساس بأن قياس ضغط الدم أثناء وقوف المرضى بدلًا من الجلوس يمكن أن يحسن دقّة القياس، وحسبما أفادوا في دراستهم المنشورة في ‘Scientific Reports’، يمكن أن تؤدي النتائج إلى تحسن ملحوظ في التقصي المبكر عن ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين الأصحاء.

وقال الكاتب الرئيسي ‘الدكتور وانبين فونغباتاناسين’ أستاذ الطب الباطني ومدير قسم ارتفاع ضغط الدم في قسم أمراض القلب في جامعة تكساس: “يُفحص ضغط الدم بشكل رئيسي أثناء جلوس المرضى في عيادة الطبيب، إلا أن ذلك الفحص محدود من ناحية الدقة والموثوقية نظرًا لعدم تجسيده ضغط الدم في المواقف الواقعية، إذ أننا نقف ونمشي أغلب الوقت. وتظهر دراستنا أن قياس الضغط في وضعية الوقوف ستحدد بدقة أكبر إذا كان الشخص مصابًا بارتفاع ضغط الدم، مما يستدعي مراقبة ضغط الدم الإسعافية على مدار الساعة أو قياسه على فترات منتظمة (ABPM)”.

ما زال ارتفاع ضغط الدم العامل الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية -إذ يؤثر على 48% من البالغين في الولايات المتحدة- فقد كان سببًا رئيسيًا أو مساهمًا في أكثر من 690,000 حالة وفاة في الولايات المتحدة عام 2021، وذلك وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

قاس باحثو المركز ضغط دم 125 شخصًا من الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عامًا، ولم يسبق لهم الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو استخدام أدوية للضغط أو لأمراض مصاحبة.

أوضح التحليل الإحصائي المستخدم لتقييم الدقة الشاملة لاختبار تشخيص ارتفاع ضغط الدم أن قياس الضغط أثناء الوقوف -بشكل منفصل أو بالإضافة لقياسه أثناء الجلوس- كانت أكثر دقة في التشخيص بشكلٍ ملحوظ.

واستخدم الباحثون عدة إرشادات معتمدة لتعريف ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك إرشادات الجمعية الأمريكية للقلب.

تم قياس ضغط الدم بثلاث طرق:

  1. من خلال رصد ضغط الدم لمدة 24 ساعة.
  2. أثناء الجلوس في مكتب الطبيب.
  3. أثناء الوقوف في المكتب.

وتمثّل نِسَبُ الحساسية (الدقة في تقصي حالة ما، أو نتيجة ‘إيجابية’) والنوعية (الدقة في تقصي عدم وجود حالة، أو نتيجة ‘سلبية’) للكشف عن ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس على التوالي 43% و92%، بينما في وضعية الوقوف 71% و67% على التوالي.

واستنادًا إلى معدل قياسات ضغط الدم لمدة 24 ساعة، اكتشف الباحثون أن 33.6% من المشاركين كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

كان متوسط العمر لهؤلاء المشاركين 55.7 عامًا وكانت نسبة الإناث 57%، ونسبة البالغين البيض 55%، ونسبة البالغين السود 29%، ونسبة البالغين الآسيويين 16%، وكان 16% من أصلٍ لاتيني. وقد كان الفارق الوحيد الملحوظ للمشاركين غير المصابين هو السن المبكّر (45.3 عامًا).

استُخدمت بيانات ‘UTSW Dallas Heart Study’ لتحديد مستويات ضغط الدم في المكتب والمنزل وأثناء رصد ضغط الدم لمدة 24 ساعة التي تُعتبر جميعها مثالية لصحة القلب والأوعية الدموية.

تتيح نتائج هذا البحث فرصة لتحسين تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين الأصحاء، وربّما تؤدي إلى تشخيصاتٍ أفضل للمرضى الذين يعانون منه مسبقًا.

وأضاف الدكتور فونغباتاناسين: “تمت هذه الدراسة على بالغين أصحاء بدون تشخيصٍ لارتفاع ضغط الدم أو علاج بأدوية مضادة خافضة للضغط، لذا نحتاج إلى تقرير فيما إذا كان قياس ضغط الدم أثناء الوقوف سيكون أداة تشخيصية أفضل من قياسه أثناء الجلوس لرعاية المرضى الذين يتعاطون أدوية مضادة لارتفاع ضغط الدم”.

  • ترجمة: مريم قاسم القاسم
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1