10 علماء مشهورين وإنجازاتهم

تعرّف على أعظم العلماء في العالم، وكيف غيروا العالم إلى ما نعرفه اليوم بواسطة اكتشافاتهم ومساهماتهم، من كشف غموض.

الكون إلى تحرّي أصل البشرية، لم يوسّع هؤلاء العلماء حدود المعرفة البشرية فقط، إنّما غيّروا طريقة حياتنا وعملنا وإدراكنا للعالم من حولنا، ولقد دفع سعيُ هؤلاء المفكرين الحثيث.

المعرفةَ البشرية إلى الأمام بصورة لا يمكن تخيّلها، وقد كان.

لهؤلاء الأفراد المميزين تأثير عظيم في عدد من المجالات مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والفلك وغيرها الكثير، وتعتبر.

مساهماتهم دليلًا على القدرة التحويلية للفضول البشري، والتأثير المستمر لمن تجرّأ على طرح الأسئلة وتحدي الوضع الراهن وتغيير العالم.

انضموا إلينا في رحلتنا لنتعرف على حياة أعظم العلماء وإرثهم.

1-ألبرت أينشتاين: الحكاية كاملة

لم يكن ألبرت أنشتاين عالمًا عبقريًا فقط وإنّما أيضًا شخصًا محبوبًا ومثيرًا للاهتمام.

تحدّت مساهماته العلميةُ الملحوظةُ التي تشمل المعادلة الشهيرة E=mc2 والنظرية النسبية المعتقداتِ السائدةَ وغيّرت مفهومنا للكون.

– حياته

ولد أينشتاين في مدينة أولم ULM الألمانية عام 1879، وكان طفلًا يتميز بنضجه المبكر، وكتب في مرحلة المراهقة بحثًا عن الحقول المغناطيسية. لم يرسب أينشتاين أبدًا في مادة الرياضيات على عكس ما هو شائع عنه. بدأ عمله كموظف في مكتب براءات الاختراع في سويسرا عام 1905 حيث نشر أبحاثه الأربعة الرائدة التي تحوي معادلته الشهيرة E=mc2 التي تصف العلاقة بين الكتلة والطاقة.

– إنجازاته

كان عام 1905 نقطة التحول في حياة أينشتاين، حين بدأ الاهتمام بأهم نشراته في الحركة البراونية والتأثير الكهرضوئي والنسبية الخاصة. بينّت نظريته في النسبية الخاصة وجود تداخل بين الزمان والمكان، وساهمت في تأسيس علم الفلك الحديث، وقد وسّع أينشتاين عام 1916 نظريته النسبية من خلال تطوير نظرية النسبية العامة التي تفترض أنّ الكتلة تُشوّه الزمان والمكان.

– الجوائز

حصل ألبرت أينشتاين على جائزة نوبل للفيزياء عام 1921 عن اكتشافه للتأثير الكهروضوئي وليس عن عمله في النظرية النسبية العامة، ولقد منحته مساهماته في تطوّر العلم مكانةً مرموقةً في المجتمع العلمي.

– لحظة مهمة في حياته

اقتحم حشدٌ من الناس الديوراما diorama، والعروض الزجاجية وحراس الأمن المتيقظين في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، وعندما سقط بعض الأفراد أرضًا ودهستهم الأقدام، علت الصيحات حتى وصل المقتحمون إلى قاعة المحاضرات وحطموا الباب.

كل ما سبق حدث في 18 كانون الثاني عام 1930، عندما عرض متحف نيويورك فيلمًا عن ألبرت أينشتاين ونظريته النسبية العامة. ورغم أنّ أينشتاين لم يكن موجودًا في هذا الحدث، إلّا أنّ 4500 شخص معظمهم ليس لديهم بطاقات حضروا لمشاهدة العرض، وعندما أخبرهم مسؤولو المتحف أنّه لا يمكنهم الدخول دون بطاقات، كان هذا الأمر دافعًا لأول أعمال شغب في التاريخ العلمي حسب صحيفة Chicago Tribune.

– وفاته

ترك أينشتاين الذي توفي عام 1955 بسبب إصابته بقصور القلب إرثًا عظيمًا في عالم العلوم، ولم يقتصر عمله على الاكتشافات العلمية وإنّما مارس دوره كمفكّر عام ومدافع عن الحقوق المدنية وداعٍ للسلام.

– إرثه

تبقى نظرية ألبرت أينشتاين في النسبية العامة إحدى أهم إنجازاته المشهورة، والتي تنبأت بوجود الثقوب السوداء وموجات الجاذبية، مع قياس الفيزيائيين مؤخّرًا للأمواج الناجمة عن اصطدام ثقبين سوداوين على بعد بلايين السنوات الضوئية. دعمت النسبية العامة مفهوم عدسة الجاذبية لتتيح لعلماء الفلك دراسة الأجسام الكونية البعيدة بطريقة لم تستخدم سابقًا.

وقال جيمس أوفردين، عالم الفيزياء النظرية في جامعة توسون في ميرلاند: “يبقى أينشتاين عالم الفيزياء الأخير وربما الوحيد المعروف”. يتجاوز تراث أينشتاين مساهماته العلمي، وهو يُذكر لخياله المبدع الذي قاده إلى أعظم أفكاره. إنّ تأثيره كشخصية عامة ودفاعه عن الحقوق المدنية لا يزال يُلهم الأجيال.

2- ماري كوري: وجدت طريقها الخاص

تميزت رحلة ماري كوري الرائعة نحو الإبداع العلمي والشهرة بالإصرار والتعطش للمعرفة، فالعيش وسط الفقر والاضطرابات السياسية، وشغفها للتعلم ومساهماتها في مجالات الفيزياء والكيمياء، قد جعلوا لها تأثيرًا مستمرًا في عالم العلوم.

– حياتها

واجهت ماري كوري المولودة باسم ماريا سالوميا سكلودفوسكا عام 1867 في مدينة وارسو في بولندا صعوبات هائلة في بداية حياتها بسبب جنسها ومشاكل عائلتها المالية، وقد ضحّى والداها الوطنيان بثروتهما لدعم معركة وطنهما في سبيل الاستقلال عن الحكم الروسي والنمساوي والبروسي. ورغم الصعوبات التي واجهتهما، زرع والداها المتعلمان في ابنتهما حب التعلم والثقافة البولندية، في البداية، حُرمت ماري وأخواتها من فرص التعليم العالي بسبب القيود الاجتماعية ونقص الموارد المالية، وكردّ فعل على ذلك، انضمت ماري وأختها برونسوافا إلى منظمة سرّيّة تدعى الجامعة الطائرة، وهدفت إلى تأمين التعليم البولندي المحظور في زمن الحكم الروسي.

– مساهماتها

بدأ طريق ماري كوري نحو العظَمة العلمية عندما وصلت إلى باريس عام 1891 لمتابعة تعليمها العالي، وألهمها عمل الفيزيائي الفرنسي هنري بيكريل مكتشف إشعاع اليورانيوم لاختيار دراسة أشعة اليورانيوم في أطروحتها لنيل درجة الدكتوراة، إذ قادها بحثها إلى الاكتشاف الثوري للنشاط الإشعاعي موضحةً أنّ المادة تخضع لتحولات على مستوى الذرات.

تعاونت ماري كوري وزوجها بيير كوري معًا، وفحصا المعادن الغنية باليورانيوم، واكتشفا في نهاية المطاف عنصرين جديدين هما البولونيوم والراديوم، ونُشر عملهما عام 1898، وأعلنا بعد 5 أشهر فقط اكتشاف الراديوم.

وفي عام 1903 فازت ماري كوري وبيير كوري وهنري بيكريل معًا بجائزة نوبل في الفيزياء لعملهم الرائع في النشاط الإشعاعي، وأصبحت ماري كوري أول امرأة تحصل على جائزة نوبل في إنجازٍ تاريخيٍ.

الجوائز

فُجعت ماري كوري عام 1906 عندما توفي بيير كوري في حادث عربة، ورغم حزنها تابعت بحثها واستلمت منصب بيير كوري في جامعة باريس، وحصلت عام 1911 على جائزة نوبل الثانية في الكيمياء، هذه المرة لاكتشافاتها المهمة في مجالات البولونيوم والراديوم.

يمتد إرث ماري كوري ليتجاوز جوائز نوبل، فقد كانت مساهماتها مهمة في مجالات علم الإشعاع والفيزياء النووية، كما أسست معهد الراديوم في باريس والذي خرّج عددًا من الحاصلين على جوائز نوبل، وقادت المركز الإشعاعي الفرنسي العسكري في الحرب العالمية الأولى، لتصبح أول عالمة فيزياء طبية.

– وفاتها

توفيت ماري كوري عام 1934 بسبب إصابتها بنوع من فقر الدم نشأ غالبًا من تعرضها الكبير للإشعاع خلال حياتها المهنية، وفي الواقع، لا تزال ملاحظاتها الأصلية وأوراقها محفوظة في صناديق مبطنّة بالرصاص ويجب أن ترتدي ملابس واقية لمعاينتها.

– إرثها

تعتبر ماري كوري واحدة من أعظم العلماء في العالم، كما تبقى الوحيدة التي حصلت على جائزتي نوبل في مجالين مختلفين من العلوم، وهو دليل على مساهماتها الاستثنائية في العلوم. لقد غيّر اكتشافها الثوري في النشاط الإشعاعي جذريًا فهمنا للمادة والطاقة، تاركًا علامة مميزة لها في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب.

3-إسحق نيوتن: الرجل الذي عرّف العلم

كان إسحق نيوتن عالمًا انجليزيًا في الرياضيات والفيزياء والفلك، وقد عُرف كواحد من أكثر العلماء تأثيرًا في التاريخ، وساهم في الكثير من مجالات العلوم والرياضيات، ويعتبر الشخصية الرئيسية في الثورة العلمية في القرن السابع عشر.

– حياته

ولد إسحق نيوتن في عيد الميلاد عام 1642، وتعتبر نجاته إنجازًا، فقد كان رضيعًا مريضًا، وبعد 23 سنة، ومع إغلاق جامعة كامبريدج بسبب الطاعون، بدأ نيوتن اكتشافاته الثورية التي ستحمل اسمه، لقد اخترع حساب التفاضل والتكامل وهو شكل جديد من الرياضيات كجزء من رحلته العلمية.

– مساهماته

حجبت طبيعة نيوتن الانطوائية اكتشافاته لعقودٍ من الزمن، ووافق نيوتن أخيرًا على نشر أبحاثه بعد جهود صديقه إدموند هاري المشهور باكتشاف المذنبات، كان هاري منزعجًا من رهانٍ على مدارات الكواكب، وأثار إعجابَه حلُّ نيوتن لتلك المشكلة.

يعتبر كتاب “الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية” المعروف باسم المبادئ الذي نُشر عام 1687 ذروة أعمال نيوتن، فقد وصف في هذا الكتاب حركة الكواكب والمقذوفات، كما كشف قوة الجاذبية التي تؤثر على كلٍّ من الأجسام السماوية والأرضية، وأصبحت قوانين نيوتن مفتاحًا يكشف غموض وأسرار الكون.

استمر تفاني نيوتن في العمل الأكاديمي، حيث كان لا يغادر غرفته إلا لإلقاء محاضرة، ويمضي معظم وقته وحيدًا فيها، ولم تقتصر مساهماته على قوانين الحركة والجاذبية، وإنّما امتدت لتشمل أعماله الرائعة في البصريات ونظرية الألوان وتطوير التليسكوبات العاكسة التي حملت اسمه والتطورات الأساسية في الرياضيات والحرارة.

– الجوائز

واجه نيوتن عام 1692 فشلًا نادرًا وعانى من انهيار عصبي استمر فترة طويلة، ربما بسبب تعرضه للتسمم بالزئبق خلال تجاربه الكيميائية، ورغم توقف عمله العلمي، استمر تأثيره في مجال العلوم.

– إنجازاته

أمضى نيوتن عقوده الثلاثة الباقية في تطوير الاقتصاد الإنجليزي وملاحقة المجرمين، فقد عُيّن عام 1696 مديرًا لدار صك العملة الملكية في لندن، ورغم أنها وظيفة سهلة وراتبها جيد، انغمس نيوتن في العمل، إذ أشرف نيوتن على إعادة صك العملة الإنجليزية وإعطاء النصائح الاقتصادية وأسس معيار الذهب، كما أدخل العملات المعدنية التي منعت التلاعب بالمعادن الثمينة، واتسع تفاني نيوتن ليلاحق المزوّرين بحماس، حتى أنّه تسلل إلى شبكات المجرمين في لندن وساهم في إعدامهم.

لم تكن سمعة نيوتن بين أقرانه جيدة نظرًا لتصرفاته البغيضة، كان لديه القليل من الأصدقاء المقربين، ولم يتزوج، كما وصف عالم الفلك الملكي جون فلامستيد نيوتن أنّه مخادع وطموح ومُحب للثناء جدًا وغير صبور في الخلافات. استمر حقد نيوتن فترات طويلة من حياته وخاض صراعات كثيرة أبرزها مع العالم الألماني جوتفريد ليبنتز حول من اخترع حساب التكامل والتفاضل، ومع العالم الانجليزي روبرت هوك أيضًا.

إرثه

يعتبر إرث إسحق نيوتن واحدًا من أعظم العلماء في العالم. غيّرت مساهماته في الفيزياء والرياضيات ومختلف المجالات العلمية الفهم البشري لها، وأحدثت قوانين نيوتن في الحركة والجاذبية ثورةً في مجال الفيزياء وتبقى إلى الآن مبادئ أساسية في هذا المجال، وأتاح عمله في البصريات والرياضيات المجال للعلماء الآخرين للاكتشاف والتطوير المستقبلي لهما، ورغم شخصيته المعقدة، يبقى تراث نيوتن كعالم مبدع لايمكن مجاراته. قال بيل أندروز: “من المناسب تسمية وحدة القوة تيمنًا بنيوتن المثابر والعنيد، فهو بحد ذاته قوة طبيعية”.

4-تشارلز داروين: ناقل العهد التطوري

أصبح تشارلز داروين واحدًا من أشهر العلماء في العالم، وكان فضول داروين المتعلق بالخنافس وعلم الأرض هو الملهم الأكبر له، تحدّت نظريته عن التطور من خلال الانتقاء الطبيعي المعتقدات السائدة، وتركت إرثًا يستمر في تشكيل علم البيولوجيا وفهمنا للحياة على الأرض.

– حياته

بدأ تشارلز داروين عالِم التطور المختلف رحلته بجمع الخنافس ودراسة علم الأرض، وعندما أصبح شابًا في جامعة أدنبرغ الطبية، كان يتغيب عن دروسه غالبًا من أجل اكتشاف الريف المحيط، لكن طريقه ليصبح الأب الروحي لتطور علم الاحياء اتّخذ منعطفًا غير متوقعٍ عام 1831، حين تلقى دعوة للانضمام إلى رحلة حول العالم على متن سفينة HMS Beagle.

– مساهماته

لاحظ داروين في أثناء الأعوام الخمسة التي أمضاها على متن سفينة HMS Beagl التكونات الجيولوجية، والبيئات المختلفة والنباتات المتنوعة والحيوانات الموجودة في نصف الكرة الجنوبي ودوّن ملاحظاته حولها، وأدت ملاحظاته إلى تغيير جذري للنموذج الفكري الذي تحدى النظريات السائدة في العصر الفيكتوري حول أصل الحيوان الراسخ في نظرية الخلق، ولاحظ داروين اختلافات دقيقة داخل نفس النوع بناءً على بيئاتهم، وضرب مثلًا على ذلك الأشكال المميزة لمناقير عصافير غالاباغوس المتناسبة مع مصادر غذائها.

أسفرت هذه الملاحظة عن ظهور مفهوم الانتقاء الطبيعي، الذي يقترح أن الأنواع يمكن أن تتغير مع مرور الوقت بسبب العوامل البيئية، وليس التدخل الإلهي.

بعد عودته، تردد داروين في البداية في نشر أفكاره التطورية، وبدلًا من ذلك ركز على دراسة العينات التي جمعها في رحلته وإنتاج أعمال تتعلق بعلم الأرض والشعب المرجانية والإوز القطبي. تزوج من ابنة عمه، إيما ويدجوود، وأنجبا عشرة أطفال، وكان داروين أبًا محبًا يهتم بأبنائه، وهو أمر غير شائع بين العلماء البارزين في عصره.

لم تمنع اهتمامات داروين المميزة بالتحنيط والطعام الغريب وصحته السيئة من متابعة أفكاره التطورية، وتمكّن خلال عقدين من الزمن من جمع الأدلة التي تدعم أفكاره عن التطور.

– منشوراته

حين بلغ داروين الخمسين من عمره، جمع ملاحظاته وأفكاره حول التطور في إنجاز رائع نُشر عام 1859 هو كتاب “أصل الأنواع”، وقد بِيع الكتاب المؤلف من 500 صفحة على الفور، وأُصدرت ست طبعات منه، وأضاف داروين في كل طبعة المزيد من الأدلة، بلغة مفهومة وغير معقدة، طرح الكتاب حجة بسيطة حول كيفية ظهور المجموعة الواسعة من الأنواع على الأرض، وقد استندت إلى فكرتين: أن الأنواع يمكن أن تتغير تدريجيًا مع مرور الوقت، وأن جميع الأنواع تواجه صعوبات مع البيئة المحيطة بها، وبعد هذه الملاحظات الأساسية، من المنطقي أن تبقى الأنواع التي تتكيف بشكل أفضل مع بيئاتها على قيد الحياة، بينما ستنقرض الأنواع التي لا تستطيع التكيف.

– إرثه

رغم مواجهة انتقادات شديدة من مؤيدي نظرية الخلق والمؤسسة الدينية، إلا أن نظرية داروين حول الانتقاء الطبيعي والتطور حظيت بالقبول في نهاية المطاف في ثلاثينيات القرن العشرين، لقد أحدث عمله ثورة في الفكر العلمي ولا يزال على حاله إلى حد كبير حتى يومنا هذا.

صمدت نظرية داروين، الموثّقة بدقة ومنطقية أمام اختبار الزمن والتدقيق، ويؤكد جيري كوين، الأستاذ الفخري في جامعة شيكاغو، على التأثير العميق لنظرية داروين، مشيرًا إلى أنها “غيرت آراء الناس في وقت قصير جدًا، كما أنّه لا يوجد شيء يمكنك قوله عن الجوانب المهمة من نظرية داروين”.

5-نيكولا تسلا: ساحر الثورة الصناعية

يمسك نيكولا تيسلا قبعته في يده، ويوجه عصاه نحو شلالات نياجرا، ويطلب من المارة أن يحوّلوا أنظارهم إلى المستقبل. يقف تمثال تسلا البرونزي هذا (وهو تمثال على الجانب الكندي) فوق محرّك تحريضيّ، وهو نوع المحرك الذي شغّل أول محطة للطاقة الكهرومائية.

أظهر نيكولا تيسلا كفاءة ملحوظة في العلوم والاختراع في سنّ مبكرة. إن عمله في مجال الكهرباء ومفاهيم نقل الطاقة المغناطيسية واللاسلكية جعلاه غريب الأطوار، كما جعلاه رائدًا رائعًا في مجال الهندسة الكهربائية.

– حياته

ولد المهندس الأمريكي ذو الأصول الصربية عام 1856 في البلد المعروف اليوم باسم كرواتيا، لقد أدى عمله في مجال الهندسة الكهربائية إلى تأسيس عالمنا الكهربائي الحديث، وكان لتصاميم نيكولا تسلا الثورية دورٌ مهمّ في تطوير تقنية التيار الكهربائي الترددي خلال الفترات الأولى من عصر الكهرباء، كما ساهمت في نقل الطاقة الكهربائية عبر مسافات طويلة، مضيئةً في نهاية الأمر البيوت في أمريكا.

– مساهماته

كان تطوير ملفّ تسلا أحد أهم مشاركاته، وهو محوّل عالي الجهد، كان له تأثير أساسي في الهندسة الكهربائية، وقد أتاحت تقنياته الرائعة المجالَ لنقل الطاقة اللاسلكية، المفهوم الذي لا نزال نستخدمه حتى اليوم، خاصًة في مجال الشحن اللاسلكي وتطبيقاته في الهواتف الخليوية.

إن عقل تسلا الحالم قد قاده إلى اقتراح أفكار جريئة، بما في ذلك خطة كبيرة تشمل نظامًا من الأبراج يمكنها استخدام الطاقة من البيئة، ونقل الإشارات والكهرباء لاسلكيًا حول العالم، ورغم أن هذه الأفكار كانت مثيرة للاهتمام، إلا أنها اعتبرت في نهاية المطاف غير عملية وظلت غير مُطبّقة، كما ادّعى أيضًا أنه اخترع “أشعة الموت”، مما زاد من غموضه.

– الجوائز

اكتسبت عبقرية تسلا الغريبة واختراعاته العديدة شهرة واسعة النطاق خلال حياته، وحصل على العديد من براءات الاختراع، كما قدّم مساهماتٍ كبيرةً في مجال الهندسة الكهربائية، ورغم أنه لم يخترع التيار الكهربائي الترددي، إلا أنّ له دورًا أساسيًا في تطويره وتعزيزه، وقد جعلته أعماله واختراعاته المتواصلة اسمًا مألوفًا، وهو إنجاز نادر للعلماء في عصره.

– إرثه

في السنوات الأخيرة، اكتسب إرث تسلا طابعًا خاصًّا به طغى غالبًا على اختراعاته الفعلية، فقد أصبح رمزًا للابتكار والغرابة، وملهمًا لأحداث مثل مهرجان سان دييغو للرسوم المصورة San Diego Comic-Con، حيث يرتدي الحاضرون زي تسلا، ولعل أبرزها أن شركة السيارات الكهربائية الأكثر شهرة في العالم تحمل اسمه، مما يعكس تأثيره المستمر على كهربة وسائل النقل.

وفي حين أن غموض تسلا يميل أحيانًا إلى عالم الترويج الذاتي والادعاءات الخيالية، إلا أنه لا يمكن إنكار مساهماته الحقيقية في الهندسة الكهربائية. ربما لم يتسبب في حدوث زلازل باختراعاته أو لم يكتشف التيار الكهربائي الترددي بمفرده، إلا أن عمله المُلهم وتأثيره على كهربة العالم يستمر في إلقاء الضوء على حياتنا.

6-غاليليو غاليلي: مكتشف الكون

قدّم عالم الرياضيات الإيطالي غاليليو غاليلي مساهمةً مهمةً إلى علم الفضاء الحديث في ديسمبر عام 1609 تقريبًا، وفي سن الخامسة والأربعين، وجّه غاليليو تلسكوبًا باتجاه القمر مبشّرًا بعصرٍ جديد في هذا المجال.

لقد كشف رصده عن اكتشافاتٍ رائعةٍ، مثل وجود أربعة أقمار كبيرة تدور حول كوكب المشتري، وإدراك أن التوهج الخافت لمجرة درب التبانة ينبعث عن عدد لا يحصى من النجوم البعيدة، إضافةً إلى ذلك، حدّد البقع الشمسية على سطح الشمس ولاحظ مراحل كوكب الزهرة، مما قدم دليلًا قاطعًا على أن كوكب الزهرة يدور حول الشمس داخل مدار الأرض.

– مساهماته

رغم أن غاليليو لم يخترع التلسكوب ولم يكن أول من استخدمه في الرصد الفلكي، إلا أنّه لا يمكن إنكار أن عمله كان نقطة تحوّل في تاريخ العلوم، لقد دعمت اكتشافاته الثورية نموذج مركزية الشمس الذي اقترحه العالم البولندي نيكولاس كوبرنيكوس، وأحدث ثورة في علم الفلك، عندما وضع الشمس في مركز النظام الشمسي.

وإلى جانب ملاحظاته الفلكية، قدّم غاليليلو مساهماتٍ ملحوظةّ في فهم الحركة، وأثبت غاليليو أن الأجسام التي تسقط في آنٍ واحد ستصطدم بالأرض في الوقت نفسه، بصرف النظر عن حجمها، موضحًا أن الجاذبية لاتعتمد على كتلة الأجسام، كما وضع قانون القصور الذاتي الذي كان له دور أساسي في توضيح كيف تدور الأرض.

– الجوائز

إن اكتشافات جاليليو، خاصةً دعمه للنموذج الكوبرنيكي للنظام الشمسي، جعلته في صراع مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وفي عام 1616، أمرته محاكم التفتيش بالتوقف عن الترويج لمركزية الشمس، لأنها تتعارض مع تعاليم الكنيسة حول مركزية الأرض المستندة إلى آراء أرسطو التي عفا عليها الزمن عن الكون.

وزاد موقفه سوءًا عندما نشر غاليليو عام 1633 عملًا قارن فيه بين النظام الكوبرنيكي والنظام البطلمي، مشوهًا سمعة النظام البطلمي، مما جعل الكنيسة تضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله، حيث بقي حتى وفاته عام 1642.

– إرثه

استمر إرث غاليليو رغم التحديات التي واجهها من السلطات الدينية. لقد أرست ملاحظاته وأعماله الرائدة في مجال الأجرام السماوية والحركة الأساس لعلم الفلك والفيزياء الحديثين.

وتحديدًا، سيؤثر قانون القصور الذاتي الذي وضعه على علماء المستقبل، ومنهم السير إسحاق نيوتن، الذي اعتمد على عمل غاليليو في صياغة مجموعة شاملة من قوانين الحركة التي تستمر في توجيه ملاحة المركبات الفضائية عبر النظام الشمسي إلى اليوم. ومن الجدير بالذكر أن مهمة غاليليو التابعة لناسا إلى كوكب المشتري، والتي أُطلقت بعد قرون، أثبتت أهمية مساهمات غاليليو الدائمة في مجال استكشاف الفضاء.

7-آدا لوفلايس: ساحرة الأرقام

تحدت آدا لوفلايس التقاليد السائدة في عصرها وغيرت عالم علوم الكمبيوتر، وتُعرف بأنها أول مبرمجة كمبيوتر في العالم، ويستمر إرثها مُلهمًا أجيالًا من علماء الكمبيوتر، مانحًا آدا لقب “ساحرة الأرقام”.

– حياتها

دخلت آدا لوفلايس، المولودة باسم آدا بايرون، التاريخ باعتبارها أول مبرمجة كمبيوتر في العالم، وهو إنجاز رائع، رغم أنها عاشت قبل قرن من ظهور أجهزة الكمبيوتر الحديثة، بدأت رحلتها إلى عالم الرياضيات والحوسبة في أوائل ثلاثينيات القرن التاسع عشر حين كان عمرها 17 عامًا فقط.

كان تعاون آدا، الابنة الشرعية الوحيدة للشاعر لورد بايرون، محوريًّا مع عالم الرياضيات والمخترع والمهندس البريطاني تشارلز باباج، فقد كان لدى باباج تصاميم لآلة معقدة تسمى (Difference Engine)، وهي بصورة أساسية آلة حاسبة ميكانيكية ضخمة.

– مساهماتها

في اجتماع عقد في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، عرض باباج نموذجًا أوليًا غير مكتمل ل (Difference Engine) الخاص به. وكان من بين الحاضرين الشابة آدا لوفلايس، والتي رغم عمرها، فهمت طريقة عمل الآلة، وكان هذا اللقاء بداية لعلاقة عمل عميقة وصداقة وثيقة بين لوفلايس وباباج، واستمرت حتى وفاتها المبكرة في عام 1852 عن عمر 36 عامًا، وبإلهام من اختراعات باباج، أدركت لوفلايس الإمكانيات الهائلة لمفهومه الأخير، وهو (Analytical Engine).

لقد كان (Analytical Engine) أكثر من مجرد آلة حاسبة،

إنّ آلياته المعقدة، وإمكانية إدخال المستخدمين للأوامر من خلال البطاقات المثقوبة، قد منحته القدرة على أداء مجموعة واسعة من المهام الرياضية، في الواقع، طورّت لوفلايس من عمل (Analytical Engine) من خلال صياغة تعليمات لحل مشكلة رياضية معقدة، مما أدى فعليًا إلى إنشاء ما اعتبره العديد من المؤرخين فيما بعد أول برنامج كمبيوتر في العالم، لقد وضع عمل لوفلايس الثوري حجر الأساس لبرمجة الكمبيوتر، وصنّفها كواحدة من أعظم العلماء.

– إرثها

تشتهر مساهمات آدا لوفلايس في مجال “العلم الشعري”، كما أسمته، باعتبارها إنجازات رائدة في برمجة الكمبيوتر والرياضيات، ورغم حياتها الشخصية المضطربة التي اتسمت بالمقامرة والفضائح، إلا أن تألقها الفكري وبصيرتها المتعلقين بإمكانيات آلات الحوسبة جعلاها تتميز عن غيرها، ووصف تشارلز باباج نفسه لوفلايس بأنها “ساحرة” كان لها تأثير ملحوظ على عالم العلوم المجرد، وهي قوة تعادل ألمع العقول الذكورية في عصرها.

8-فيثاغورس: رجل الرياضيات الغامض

ترك فيثاغورس إرثًا دائمًا في عالم الرياضيات لا يزال يؤثر في هذا المجال حتى يومنا هذا، في حين أن نظرية فيثاغورس الشهيرة، التي تربط بين أضلاع المثلث قائم الزاوية، معروفة جيدًا، إلا أن مساهماته الأوسع في الرياضيات، وإيمانه بالدور الأساسي للأرقام في الكون شكلت أسس الهندسة والفكر الرياضي لعدة قرون قادمة.

– حياته

عاش فيثاغورس، الفيلسوف وعالم الرياضيات اليوناني، في القرن السادس قبل الميلاد، يُنسب إليه الفضل في نظرية فيثاغورس، رغم أن أصول هذا المفهوم الرياضي لا تزال محل نقاش.

– إرثه

إن اكثر ما يشتهر به فيثاغورس هو نظريته التي تربط أطوال أضلاع المثلث قائم الزاوية، ورغم أنه لم يكن أول من اكتشفها، فقد كان له دور مهم في تطويرها، إن تركيزه على أهمية المفاهيم الرياضية وضعَ أساس الهندسة الحديثة.

– الجوائز

لم يحصل فيثاغورس على جوائز رسمية، لكن إرثه في الرياضيات والهندسة يعتبر أحد الركائز الأساسية للمعرفة العلمية.

– إرثه

كان لمساهمات فيثاغورس في الرياضيات، خاصةً نظرية فيثاغورس، تأثير دائم على العلوم والتعليم، فتركيزه على أهمية العلاقات الرياضية واليقين في البراهين الرياضية لا يزال يؤثر على الطريقة التي نفهم بها العالم.

9-كارلوس لينيوس: حدّد أسماءه

شرع كارل لينيوس في مهمة لتحسين فوضى تسمية الكائنات الحية. لم يبسّط نظامه المبتكر للتسميات الثنائية عملية التواصل العلمي فحسب، بل وضع أيضًا الأساس لعلم التصنيف الحديث، تاركًا إرثًا دائمًا في مجال علم الأحياء.

– حياته

بدأ الأمر في السويد: اختراع عملي وسهل الاستخدام سيطر على العالم، وأعاد النظام إلى الفوضى. لا، ليس منظم خزانة ايكيا. نحن نتحدث عن نظام التسميات الثنائية، الذي ابتكره كارل لينيوس، ومنحنا وضوحًا ولغة مشتركة.

كان لينيوس، الذي ولد في جنوب السويد عام 1707، رجلاً «عمليًا للغاية»، وفقًا لساندرا كناب، عالمة النبات والتصنيف في متحف التاريخ الطبيعي في لندن. عاش لينيوس في وقت كان فيه التدريب العلمي الرسمي ضئيلًا، ولم يكن هناك نظام للإشارة إلى الكائنات الحية. لقد كان للنباتات والحيوانات أسماء مشتركة، تختلف من مكان إلى مكان ومن لغة إلى أخرى، أما المصطلحات العلمية، فكانت بلغة لاتينية صعبة، ويمكن أن يمتد شرحها إلى عدة فقرات.

– مساهماته

في حين أن لينيوس غالبًا كان يُعرّف بأنه مؤسس علم التصنيف، إلا أن تركيزه الأساسي كان على تسمية الكائنات الحية بدلاً من تنظيمها في تسلسلات هرمية تطورية. بدأت مهمة ترتيب الأنواع لاحقًا، ولا سيما مع عمل تشارلز داروين في القرن التالي. ورغم فهمنا للتطور وتأثير التحليل الجيني على التصنيف البيولوجي، فإن نظام التسمية الذي وضعه لينيوس لا يزال وسيلة بسيطة، يمكن تعديلها لتحديد الهوية.

كان القرن الثامن عشر أيضًا هو الوقت الذي انتشر فيه المستكشفون الأوروبيون في جميع أنحاء العالم، ووجدوا المزيد من النباتات والحيوانات الجديدة.

وتقول كناب: “يجب أن يكون هناك المزيد والمزيد من الأشياء التي تحتاج إلى وصف، وأصبحت الأسماء أكثر تعقيدًا”.

استخدم لينيوس، عالم النبات الذي يتمتع بموهبة ملاحظة التفاصيل، لأول مرة ما أسماه “الأسماء الشائعة” في هوامش كتابه “الأنواع النباتية” الصادر عام 1753. لقد قصد أن يكون البناء اللاتيني البسيط المكون من كلمتين لكل نبات بمثابة نوع من الاختصار، وطريقة سهلة لتذكر ماهيته.

تقول كناب عن الأسماء الشائعة، التي نعرفها اليوم بالجنس والأنواع: “لقد عكست بنية الصفة والأسماء في اللغات في جميع أنحاء العالم”. انتقلت الأسماء بسرعة من هوامش كتاب واحد إلى مركز علم النبات، ومن ثم علم الأحياء بأكمله، لقد بدأ لينيوس ثورة، جعلته واحدًا من أعظم العلماء، لكنها كانت ثورة غير مقصودة.

– إرثه

اليوم، يُعدّ لينيوس أبًا لعلم التصنيف، الذي يُستخدم لتصنيف العالم الحي بأكمله إلى تسلسلات هرمية تطورية، أو أشجار عائلية. لكن السويدي المنهجي كان مهتمًا في الغالب بتسمية الأشياء بدلًا من ترتيبها، واستمر التأكيد على هذا الامر مع تشارلز داروين في القرن التالي.

ومع تزايد فهمنا للتطور، ، وتغيير التحليل الجيني للطريقة التي نصنف وننظم بها الكائنات الحية، اُستبدلت العديد من أفكار لينيوس الأخرى، إلا أن نظام التسمية البسيط جدًا والقابل للتعديل الخاص به، لا يزال قائمًا.

تقول كناب: “لا يهم الشجرة الموجودة في الغابة أن يكون لها اسم، ولكن من خلال إعطائها اسمًا، يمكن أن نتحاور حولها، لقد منحنا لينيوس نظامًا كي نتمكن من الحديث عن العالم الطبيعي”.

10- روزاليند فرانكلين: المرأة التي بُخست حقها

روزاليند فرانكلين، عالمة لامعة ومثابرة، غيرت عالم البيولوجيا الجزيئية، وقد دفعها عملها الرائد في مجال علم البلورات بالأشعة السينية، وأبحاثها الثورية حول بنية الحمض النووي إلى طليعة الاكتشافات العلمية، ومع ذلك، كانت تُهمل مساهماتها الرائعة في غالب الأحيان، ولا يعد إرثها من التميز العلمي فحسب، بل أيضًا شهادةً على مثابرة ومرونة عالمة استحقت المزيد من التقدير في عصرها.

– حياتها

روزاليند فرانكلين، واحدة من أعظم العلماء في عصرها، بريطانية المولد وساعية نحو الإتقان، ورغم أنها اشتهرت بكونها متحفظة إلى حد ما ويصعب التواصل معها، إلا أن أولئك الذين عرفوها جيدًا وجدوها منفتحة ومخلصة. برز تألّق فرانكلين في عملها، لا سيما في مجال علم البلورات بالأشعة السينية، وهي تقنية تصوير تكشف البنية الجزيئية وتعتمد على حزم الأشعة السينية المتناثرة، ولا تزال أبحاثها المبكرة حول البنية المجهرية للكربون والجرافيت مؤثرة في المجتمع العلمي.

– مساهماتها

كان عمل روزاليند فرانكلين الرائد في مجال الحمض النووي سيصبح أهم مساهماتها. فخلال فترة وجودها في كينجز كوليدج لندن في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، اقتربت من إثبات نظرية الحلزون المزدوج للحمض النووي، وقد تجسد إنجازها في “الصورة رقم 51″، التي اُعتبرت أفضل صورة لجزيء الحمض النووي في ذلك الوقت، ولسوء الحظ، شاهد آخرون عملها، ولا سيما جيمس واتسون وفرانسيس كريك.

شاهد واتسون الصورة رقم 51 عن طريق زميلها موريس ويلكنز، كما حصل كريك على بيانات غير منشورة من تقرير قدمته فرانكلين إلى اللجنة للتشاور والنشر، وفي عام 1953، نشر واتسون وكريك بحثهما الشهير في مجلة Nature، مستعينين بشكل كبير بعمل فرانكلين، الذي نُشر أيضًا في نفس العدد.

– الجوائز

لقد غُضّ النظر عن دور روزاليند فرانكلين المحوري في توضيح بنية الحمض النووي عندما مُنحت جائزة نوبل عام 1962 لجيمس واتسون، وفرانسيس كريك، وموريس ويلكنز، ويُنظر إلى هذا الإهمال الكبير على أنه أحد أهم الازدراءات في القرن العشرين في مجال العلوم.

– وفاتها

رغم عملها الرائد ومساهماتها الكبيرة في العلوم، انتهت حياة فرانكلين بشكل مأساوي. في عام 1956، وفي ذروة حياتها المهنية، شُخصّت إصابتها بسرطان المبيض، ربما كان ذلك مرتبطًا بعملها المكثف في مجال الأشعة السينية، ومن الملفت للنظر أنها واصلت العمل في المختبر حتى وفاتها عام 1958 عن عمر 37 عامًا.

– إرثها

لا يستمر إرث روزاليند فرانكلين بسبب إنجازاتها فحسب، بل أيضًا بسبب التقدير الذي استحقته ولم تنله خلال حياتها، لقد عُرفت بالوضوح الشديد والسعي نحو الكمال في جميع مساعيها العلمية، مما أدى إلى تغيير مجال البيولوجيا الجزيئية، وبينما يتذكرها الكثيرون لمساهماتها، تُذكر أيضًا بسبب تجاهل عملها وعدم تقديره، وهو دليل على تأثيرها الدائم على عالم العلوم.

وكتب برنال في نعيها الذي نشر في مجلة Nature: “كعالمة، تميزت الآنسة فرانكلين بالوضوح الشديد والسعي نحو الكمال في جميع أعمالها”. لقد كانت روزاليند موضع إعجاب زملائها المقربين، إلا أن معظمهم يتذكرون أيضًا كيف نُسيت.

  • ترجمة: عهد محروقة
  • المصادر: 1