الرجل الذي سرق المليارات من عملة البيتكوين عاش حياة حزينة

“جيمي يريد أن يكون محبوبًا، ويريد أصدقاء”

رجل عصابة البيتكوين الأصلية الذي استطاع سرقة العملة الرقمية من متجر السوق السوداء Silk Road على الإنترنت قبل عقد مضى وبددها ببذخ شديد، عاش على ما يبدو حياة حزينة ووحيدة قبل أن يُقبَض عليه.

وفقًا للتقارير الصادرة عن موقع CNBC للأخبار أن سارق البيتكوين جيمي زونغ لم يساعد فقط في كتابة التعليمات البرمجية الأصلية للعملة المشفرة وتقنية blockchain فحسب، بل سرق أيضًا كمية منها من متجر Silk Road في عام 2012 عندما كانت قيمتها جزءًا صغيرًا مقارنة بما أصبحت عليه بحلول الوقت الذي قُبِض عليه عام 2019.

كانت صورة جيمي النمطية للرجل الثريّ في المناطق التي كان يعيش بها أثينا وجورجيا، الذي ينفق الآلاف على أصدقائه ليسافروا البلاد على متن طائرة خاصة لحضور مباراة كرة قدم. ويضع أيضًا عمود تعري للفتيات في منزله. وكان ذلك كله يخفي ضحالة تلك الروابط حقًا.

بدأ اختفاء العملات الرقمية من زونغ في مارس 2019، عندما اتصل بقسم الشرطة المحلي، وهو في حالة من الذعر مدعيًا بأن شخصًا ما سرق ما تبلغ قيمته مئات الآلاف من العملات الرقمية من منزله الواقع بالقرب من حرم جامعة جورجيا. وكان أمرًا مثيرًا للسخرية؛ نظرًا لأن البيتكوين المسروقة منه تعد مسروقة في حد ذاتها.

وفقًا للنصوص التي استعرضتها قناة CNBCB “أنا أعاني من نوبة هلع”، هذا ما قاله عالم الكمبيوتر البالغ من العمر 28 عامًا آنذاك لشرطي من مقاطعة أثينا كلارك.

ومع محاولته لشرح أهمية معنى لسرقة 150 من عملة البيتكوين من منزله لرجال الشرطة واصفًا العملة بأنها “أحد الأشياء على الإنترنت”. إلّا أن السلطات المحلية كانت أبعد ما يمكن عن فهم القضية.

فاستأجر جيمي محققة خاصة تدعى (روبن مارتينيلي) من أحد البلدات المجاورة في محاولة منه للوصول إلى حل القضية.

قالت مارتينيلي البعيدة تمامًا عن مجال العملات الرقمية: “إنها عندما عرفت المزيد حول عملة البيتكوين وقضية زونغ شعرت بالدفء، ولكنها شعرت بعدم الراحة للأشخاص الذين كانوا حوله، وقد راقبتهم في محاولة منها لمعرفة أيًّ منهم اقتحم وسرق كل ما خزّنه جيمي من العملة الرقمية”.

وتقول ماترينيلي واصفةً أصدقاء جيمي: “إنهم غير رسميين إطلاقًا، ومزيفين ولا يهتمون أبدًا، ويستغلون جيمي أيضًا”.

لكن جيمي لم يُصدِقْ شكوكها، ويبدو أنه كان متمسكًا بفكرة أن دائرته الاجتماعية لا تعتبره مجرد إوزة تبيض ذهبًا.

أضافت المحققة الخاصة: “يشعر بالانزعاج عندما أذكر أن شخصًا ما كان يعرف بمكان وجود هذه الأموال”. وقالت أيضًا: “جيمي يريد أن يكون محبوبًا ويريد أصدقاء”.

يبدو في النهاية أن رغبته في أن يكون محبوبًا قد أدت لانهياره. كما أشارت التقارير الصادرة عن CNBC إن قضية سرقة عام 2019 والتي لا تزال غير محلولة بعد، قد ركزت انتباه الحكومة على زونغ الذي كما اتضح أنه كان متورطًا منذ البداية في العملات الرقمية.

أظهرت لقطات الكاميرا التي استعرضتها وسائل الإعلام كيف انقلب السحر على الساحر، وتحولت رغبة الشاب ضده في أن يكون محبوبًا؛ فعندما دعا زونغ السلطات لمنزله، تمكنوا من التأكد بأن لديه محفظة واحدة على الأقل تحتوي على عملات رقمية تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.

بعدها سلّمته السلطات مذكرة تفتيش، وفتشوا كل زاوية من منزله، حتى عثروا على الكمبيوتر الذي يحتوي على بقية العملات المسروقة من متجر Silk Road لعام 2012، والتي حصدت 50 ألف عملة بيتكوين من زونغ. وأخيرًا وصلت قيمتها إلى 3 مليار دولار.

وكانت هذه تُعد أكبر عملية مصادرة للعملات الرقمية حققتها وزارة العدل حتى الآن، وذهبت جميع العائدات إلى خزائن الحكومة؛ لأن أحدًا لم يتقدم للمطالبة بها.

مع أنه لم يكن أول مهووس ليصبح ثريًا، ويحاول شراء العلاقات. فإن هناك قصة كاملة نشرت على موقع Rock 30 عن قصة مشابهة حدثت في نفس العام الذي سُرِق متجر Silk Road، لكن قصة زونغ الواضحة والمحزنة، تضيف بعدًا جديدًا ومأساويًا لواحدة من أكبر وأقدم جرائم العملات الرقمية.

يبلغ زونغ الآن 33 عامًا، وقد وضِع في معسكر الاعتقال الفيدرالي في ألاباما، ويتمتع بأدنى حد من الأمن في وقت سابق من هذا العام، وسيبقى جيمي هناك لمدة 366 يومًا فقط. وفقًا لتقارير موقع CNBC أن عملية الاختلاس تشكل الآن جانبًا مألوف جدًا للقصة الطويلة.

  • ترجمة: غزل عزام
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1