الشتائم أصبحت مقبولة على نطاق أوسع، وفقًا لخبراء اللغويات

يقول الأكاديميون أن استخدام كلمات السباب يتزايد كتأكيد وبناء الروابط الاجتماعية بدلًا من استخدامها للإهانة.

خبراء اللغويات قالوا إن الشتائم أصبحت مقبولة بشكل أوسع خلال العقدين الماضيين لأنها وبشكل متزايد تستخدم لأغراض أخرى غير إهانة الناس.

«اللعنة» و«الهراء» وهما الشتيمتان الأكثر استخدامًا في المملكة المتحدة، كثيرًا ما تستعملان للتأكيد على نقطة معينة في أثناء المحادثة وتقوية الروابط الاجتماعية وليس الإهانة والتجريح بشكل مقصود.

جاءت هذه التعليقات بعد أن قامت ميشال حسين مذيعة راديو BBC 4 بالشتم سبع مرات في أقل من دقيقة خلال مقابلة مع وزير الداخلية جيمس كليفرلي.

المذيعة استجوبته في برنامج اليوم الخاص بإذاعة BBC 4 يوم الثلاثاء حول أشياء كان قد اُتّهم مؤخرًا بقولها بما في ذلك نعته لشخص أو مكان ما بأنه «حقير».

الدكتور روبي لوف، المحاضر في اللغة الإنجليزية في جامعة أستون، برمنغهام، أوضح أن الشتائم وبكل استخدامات اللغة تعتمد على السياق بشكل كامل وعلى السياق فقط. إن ما تقصده بالكلمة والدلالات المختلفة لها هو ما يخلق انطباعًا حول كيفية قبولها.

قال لوف أن هناك أبحاثًا أظهرت أن الناس عادة ما يشتمون في المحادثات العادية للتعبير عن الدهشة، أو لإبداء الفكاهة، أو لإظهار التضامن مع الأقران أو من أجل الإساءة لشخص ما.

وأضاف: لكن حسين لم تفعل أيًا من هذه. بل كانت تشير إلى الكلمة بحد ذاتها [والتي يُزعم أن كليفرلي] قد استخدمها وتسأل عما إذا كان قد قالها فعلًا أم لا. وفي هذا السياق أنا أؤيد اعتبار هذا التصرف مقبولًا أكثر مما لو قالت وفي نهاية الحديث، «حسنًا، لقد كان هذا قدرًا كبيرًا من الهراء. أليس كذلك؟».

«إن اختيار هذه الكلمة قد يكون جزءًا من استراتيجية لإرباك جيمس كليفرلي وليس لتجميل وتلطيف ذلك المصطلح وذلك بقصد إجباره على الاعتراف بحقيقة التلفظ به.

ولكنني لست متأكدًا إذا كان أي شخص سيشعر بإهانة حقيقية عند سماعها بهذه الطريقة».

لوف، الذي نشر دراسات حول اتجاهات الشتائم في المحادثات غير الرسمية بين جيلي التسعينات والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين واستخدام ألفاظ الشتم بين المراهقين البريطانيين قال أن معظم الشتائم أصبحت أقل تحريمًا وفقًا لطريقة استخدام الناس لها.

على سبيل المثال، فإن ألفاظ الشتم أصبحت مستخدمة بصورة متزايدة في العبارات العامة مثل: «أوه، بحق الجحيم»، أو: «ماذا بحق الجحيم؟»، مما قلل تأثيرها بقصد التجريح، حسبما أضاف.

إذا عززنا تفكيرنا بذلك، فمثلًا عندما نقول: «اللعنة من قام بهذا؟» بدلًا من: «من قام بهذا؟»، وسألنا ما هو المعنى الفعلي لكلمة «اللعنة»؟ سنجد أنه فقط تأكيد للمشاعر العامة وفقًا لقوله.

وأضاف الباحث الأكاديمي إن استخدام هذه الكلمة يحدث بشكل أكثر مقارنة بالعقود القليلة الماضية. وهذا دليل جيد على أن المعنى المحدد الخاص بتلك الكلمة بدأ بالتلاشي تدريجيًا. وذلك لكون استخدام الناس لها هو ضمن نطاق الحالات العامة هذه.

قال لوف أن استخدام الشتائم في المحادثات العادية يؤدي وظائف أخرى مثل بناء روابط اجتماعية بين الأصدقاء أو زملاء العمل إذ يشير استعمالها لدرجة من التضامن والحميمية الاجتماعية مع الجماعة.

يهودا باروخ، الأستاذ في الإدارة بكلية الأعمال التابعة لجامعة ساوثهامبتون قال أن بحثه مع متخصصين مثل محامين وأطباء ومديرين قدامى على المستوى الرفيع أظهر أن استخدام الشتائم يكون لخلق تماسك ضمن الفريق وتقليل التوتر بالإضافة لتأكيد بعض الأمور.

وقال باروخ أن الشتائم اُستُخدمت أيضًا بغرض جذب الانتباه المتعمّد، ويضرب مثلًا حسب اعتقاده، عندما استخدم المليونير إيلون ماسك ألفاظ الشتم خلال مقابلة مع قمة نيويورك ديل بووك.

وأضاف قائلًا: «أنا متأكد من أن ميشال فعلت ذلك لأنها أرادت تأكيد هذه النقطة ليسمعها الجميع. ما كانت لتفعل ذلك أبدًا قبل أربعين عامًا، لكن للأسف هذا الأمر فعال الآن. هذه لغة جديدة ويتوجب علينا التعايش معها».

  • ترجمة: لبنى العموري
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1