الأميبا آكلة الدماغ
الأميبا هي كائن حي وحيد الخلية. اكتشفت الأميبا الآكلة للدماغ عام 1965، واسمها العلمي هو Naegleria fowleri. تتواجد الأميبا عادةً في المياه العذبة الدافئة، أو في المياه الملوثة وغير المعالجة. عندما تدخل هذه الأميبا جسم الانسان تتسبب بإنتان والتهاب نادر في الدماغ ولكنه مميت، وفي النهاية تدمر أنسجة المخ عن طريق “أكلها”. يطلق الأطباء على هذا المرض التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي. ويمكن أن تصاب به فقط عندما يصل الماء الملوث بالأميبا الآكلة للدماغ إلى الأنف.
ماهي هذه الحشرة المخيفة؟ وكيف تصل إلى الدماغ؟ وأين تتواجد وكيف يمكن تجنبها؟ يجيب WebMD على هذه الأسئلة وغيرها.
ماهي الأميبا الآكلة للدماغ؟
هناك العديد من أجناس ال Naegleria ولكن فقط جنس fowleri تتسبب بالتهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي. حيث عرفت أولًا في استراليا ولكن يعتقد أن هذه الأميبا تطورت في الولايات المتحدة الأمريكية.
N. fowleri هي كائن مجهري تتراوح أبعاده بين 8 و15 ميكرومتر تبعًا لمرحلة حياته والبيئة المتواجد فيها. وكمقارنة، يتراوح عرض الشعرة بين 40 و50 ميكرومتر.
مثل أجناس الأميبا الأخرى، تتكاثر Naegleria عن طريق انقسام الخلايا.
فعندما تكون الشروط غير مناسبة، تتحول الأميبا إلى أكياس غير نشطة. أما عندما تصبح الشروط ملائمة، فإنها تتحول إلى شكلها النشط المسمى trophozoites.
أين تتواجد الأميبا الآكلة للدماغ؟
تفضل ال Naegleria المياه الساخنة. حيث يمكنها التواجد في مياه بدرجة حرارة 46 درجة مئوية (115 درجة فهرنهايت).
تتواجد هذه الأميبا في الأماكن الدافئة حول العالم. حيث يمكن أن نجدها في: البحيرات وبرك المياه وحفر الصخور، برك الطين، الأنهار الدافئة وبطيئة التدفق وخصوصًا تلك ذات مستويات المياه المنخفضة، برك السباحة والمنتجعات الصحية غير المعالجة، مياه الآبار أو مياه الشرب غير المعالجة، الينابيع الساخنة ومصادر المياه الحرارية الأرضية الأخرى، المياه الملوثة حراريًا مثل مياه تصريف محطات الطاقة، أحواض السمك، التربة بما في ذلك الغبار الداخلي، منصات رش الماء للأطفال، والحدائق المائية.
لا يمكن ل Naegleria التواجد في المياه المالحة. كما لا يمكنها العيش في برك السباحة أو في مياه الشرب المعالجة على نحو صحيح.
وأيضًا، لا يمكنك الإصابة بالعدوى عند شرب المياه الملوثة.
معظم حالات N. fowleri تحدث في الولايات الجنوبية والجنوبية الغربية. وتركزت أكثر من نصف الإصابات في فلوريدا وتكساس.
ما هي الأعراض الأولية؟
إن أعراض التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي ليست خاصة بهذا المرض. ففي البداية، قد يبدو التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي كالتهاب السحايا الفيروسي. وتتضمن الأعراض: صداع، حمى، تصلب الرقبة، فقدان الشهية، قيء، تغير في الوعي، نوبات عصبية، وغيبوبة.
كما يمكن أن يصاب المريض بهلوسات، تدلي الجفون، عدم وضوح الرؤية وفقدان حاسة التذوق.
متى تظهر أعراض الأميبا الآكلة للدماغ؟
تستغرق الأعراض من يومين إلى 15 يوم للظهور بعد دخول N. fowleri الأنف. وتحدث الوفاة خلال 3 إلى 7 أيام بعد ظهور الأعراض. ويبلغ متوسط الزمن لحدوث الوفاة 5 أيام ونصف بعد بدء الأعراض. لقد أُبلغ عن عدد قليل من المرضى الذين نجوا من العدوى في جميع أنحاء العالم.
كيف يصاب الأشخاص بالأميبا الآكلة للدماغ؟
إن مصطلح “الأميبا الآكلة للدماغ” يجعلها تبدو وكأنها زومبي صغير يتجول في الجمجمة. ولكن الدماغ هو غذاؤها العرضي.
إذ وفقاً ل CDC، تتغذى N. fowleri عادة على الجراثيم. ولكن عند دخولها الجسم البشري، تستخدم الدماغ كمصدر للغذاء.
ويعتبر الأنف مسار الأميبا، إذ عادة ما تحصل العدوى عبر الغوص، التزلج على المياه، وممارسة الرياضات المائية التي يتم فيها دفع الماء داخل الأنف. لكن هناك حالات عدوى حصلت في الأشخاص الذين غمروا رؤوسهم في الينابيع الساخنة أو نظفوا فتحات أنفهم بأواني مليئة بماء الصنبور غير المعالجة. ولا يمكن لشخص مصاب ب N. Fowleri نقل العدوى لشخص آخر.
كيف يمكن أن تدخل الأميبا إلى الدماغ؟
تشير الدراسات أن N. fowleri تنجذب للمواد الكيميائية التي تفرزها الخلايا العصبية للتواصل مع بعضها البعض. وبمجرد دخولها الأنف، تنتقل الأميبا عبر العصب الشمي (العصب المرتبط بحاسة الشم) إلى الفص الأمامي للدماغ.
ما مدى شيوع الإصابة بالأميبا الآكلة للدماغ؟
على الرغم من أن N. fowleri شائعة نسبيًا، إلا أنها نادرًا ما تسبب أمراض الدماغ. يُعرف المرض الناتج عن الإصابة ب N. fowleri باسم التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي. وهو يحدث من صفر إلى ثماني مرات سنويًا، ودائمًا من تموز/يوليو إلى أيلول/سبتمبر تقريبًا.
وهي تعتبر عدوى نادرة. لكن قد لا يُبلّغ عن بعض الحالات. فقد وجدت دراسة في ولاية فرجينيا درست أكثر من 16,000 سجل تشريح لجثث من مرضى ماتوا بسبب التهاب السحايا، خمس حالات من التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي لم يُبلّغ عنها سابقًا.
كما أظهرت دراسات أخرى أن العديد من الأشخاص يمتلكون الأجسام المضادة ل N. Fowleri ما يشير إلى إصابة هؤلاء بالأميبا، إلا أن جهازهم المناعي حاربها وتخلص منها.
إنه من غير الواضح إذا ما كانت N. fowleri هي انتان نادر يتسبب دائمًا بالتهاب الدماغ والسحايا الأميبي الأولي المميت غالبًا، أم أنه انتان أكثر شيوعًا ويتسبب أحيانًا بالتهاب الدماغ والسحايا الأميبي الأولي.
ففي دراسة أجريت عام 2009، أشار باحثون في CDC إلى إن وجود الأجسام المضادة للأميبا بشكل شائع عند البشر ووجود N. fowleri في مياه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل متكرر إنما يدل على «أن التعرض للأميبا شائع أكثر من ما توحي إليه حوادث التهاب الدماغ والسحايا الأميبي الأولي».
كيف تشخّص الإصابة بالأميبا الآكلة للدماغ؟
يعد تشخيص عدوى الأميبا الآكلة الدماغ أمرًا صعبًا. فإذا اشتبه طبيبك في وجود التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي، فإنه سيستخدم اختبارات محددة تبحث عن عينات من الأميبا في السائل الدماغي الشوكي أو في الخزعة أو في عينات الأنسجة. ولكن هناك عدد قليل من المختبرات في الولايات المتحدة يمكنها إجراء هذه الاختبارات المتخصصة.
عادةً تُحدّد 75% من التشخيصات بعد أن يتسبب المرض في الوفاة وذلك نظرًا لأن التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي نادر ويصعب تشخيصه واكتشافه.
هل يوجد اختبار سريع لاكتشاف العدوى بالأميبا الآكلة للدماغ ؟
لا يوجد اختبار سريع لاكتشاف الإصابة بالأميبا الآكلة للدماغ. لكن يعمل الباحثون على تطوير ذلك. وحتى يتوصلوا إلى تلك الطرق، يستغرق حاليًا التعرف على الأميبا عدة أسابيع.
هل يمكن اختبار الماء بحثًا عن الأميبا الآكلة للدماغ؟
نعم، إذ يمكن للخبراء جمع عينات المياه من بحيرة أو بركة، وتركيزها وزراعتها في المختبر للتحقق من وجود N. fowleri. ويمكن بعد ذلك اختبار العينات بحثًا عن الأميبا باستخدام اختبارات مخبرية معينة.
هل يوجد علاج للعدوى بالأميبا الآكلة للدماغ ؟
إن العلاج الصحيح غير واضح بعد. إذ هناك عدد من الأدوية التي تقتل N. fowleri في أنبوب الاختبار. ولكن ينجو عدد قليل جدًا من المرضى حتى عند العلاج بهذه الأدوية.
ما مدى فتاكة الأميبا الآكلة للدماغ؟
يعتبر التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي الناجم عن الأميبا الآكلة للدماغ عدوى قاتلة. إذ تحدث الوفاة لدى أكثر من 97% من المصابين ب N. fowleri في الولايات المتحدة، وقد نجا أربعة أشخاص فقط من أصل 128 مصابًا بين عامي 1962 و2019.
كيف تقوم الأميبا بتدمير أنسجة الدماغ؟
تشير إحدى الدراسات إلى أن الأميبا N. fowleri تنتج بروتياز – إنزيمات تدمر البروتين.
هل تتأثر مجموعات معينة أكثر من غيرها؟
في الولايات المتحدة، أكثر من 60% من الحالات تحدث عند الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 13 عامًا أو أقل. وحوالي 80% من الحالات عند الذكور.
وليس من الواضح ما إذا كان الأطفال أو الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة بالأميبا، أو ما إذا كان الذكور الصغار أكثر عرضة للانخراط في الأنشطة التي تعرضهم للأميبا.
كيف يمكنني حماية نفسي من الأميبا الآكلة للدماغ؟
لتجنب الإصابة بالأميبا الآكلة الدماغ، يجب عليك أن تبتعد عن أماكن رش المياه غير المعالجة في جميع الأوقات. كما يجب عليك تجنب بعض الرياضات والأنشطة المائية في المياه الساكنة الدافئة خلال أواخر الصيف، مثل: السباحة تحت الماء، الغوص والقفز، والتزلج على الماء.
ومن المفيد أيضًا ارتداء مشبك الأنف عند السباحة أو ركوب القوارب أو اللعب في المياه الدافئة أو عليها. كما يعد من الجيد تجنب إثارة الطين أثناء المشاركة في مثل هذه الأنشطة.
وإذا كنت تنظف فتحات أنفك، تأكد من ملء وعاء شطف الأنف بالماء المقطر أو المعقم – وليس ماء الصنبور. كما يمكنك استخدام الماء المغلي لمدة دقيقة واحدة (3 دقائق كحد أقصى) ثم تبريده. ويمكنك أخيرًا تصفية الماء باستخدام مرشحات بمسام لا تزيد عن 1 ميكرون (1 ميكرومتر).
- ترجمة: ناديا أبوسمرة
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1