مادة هلامية جديدة تدمر سرطان الدماغ

طور باحثو جامعة جونز هوبكنز (JHU) علاجًا تجريبيًا لسرطان الدماغ لم يشفِ فقط 100% من الفئران التي تلقته، بل درب أيضًا أجهزتهم المناعية على محاربة السرطانات في المستقبل.

التحدي: الورم الأرومي الدبقي هو نوع نادر ولكنه عدواني من سرطان الدماغ – يعيش فقط 5% من المرضى لأكثر من خمس سنوات بعد تشخيصهم، ومتوسط مدة البقاء على قيد الحياة هو 12-18 شهرًا فقط، ويعد أكثر أنواع السرطان فتكًا.

يبدأ نظام علاج الورم الأرومي الدبقي القياسي بالجراحة لإزالة أكبر قدر ممكن من الورم. بعد ذلك، يخضع المرضى عادةً للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي لقتل الخلايا المتبقية.

على الرغم من أن هذا النهج يمكن أن يمنح المرضى بعض الوقت، إلا أنه من الصعب تقريبًا قتل كل خلية سرطانية، ونتيجة لذلك، يعود سرطان الدماغ تقريبًا دائمًا.

العلاج الجديد لسرطان الدماغ الذي طُوّر في جامعة جونز هوبكنز هو هيدروجل يُطبق في الفراغ الذي يتبقى في الدماغ بعد إزالة الورم الأرومي الدبقي جراحيًا.

يوجد في هذه المادة الهلامية خيوط بحجم النانو من باكليتاكسيل، وهو دواء مضاد للسرطان معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ويستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان خارج الدماغ.

تعمل هذه الخيوط وسائط توصيل للمرضى لأجسام مضادة ترتبط ببروتين يسمى CD47، وهو بروتين تنتجه خلايا السرطان لتجنب الهجوم من قبل خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا البلعمية «الماكروفيج». عندما تلتصق الأجسام المضادة بخلايا السرطان، تعيق هذه الحماية وتسمح للماكروفاج باستهداف السرطان.

الدراسة

لاختبار العلاج التجريبي لسرطان الدماغ، زرع الباحثون أورام المخ في الفئران ثم قسموها إلى ست مجموعات من ثمانية فئران.

في إحدى المجموعات لم تزل أورام الفئران، وتوفيت بعد قرابة 22 يومًا بعد زراعة الورم. أما في مجموعة أخرى، أُزيلت أورام الفئران جراحيًا بعد ثمانية أيام من زراعتها، وعاشت هذه الفئران لمدة وسطية قدرها 28.5 يومًا.

أما في مجموعتين أخريين من الفئران، عولحت بواسطة هيدروجل يحتوي إما على الأجسام المضادة فقط أو على باكليتاكسل فقط بعد إزالة أورامهما. نجت الفئران في تلك المجموعتين بمتوسط 39 و63 يومًا على التوالي.

حصلت مجموعة أخرى من الفئران على هيدروجيل يحتوي على كل من الدواء الكيميائي والجسم المضاد، دون إزالة أورامها أولًا. تمكن نصف هذه الفئران من البقاء على قيد الحياة لمدة 80 يومًا – وهي فترة كافية لاعتبارها «ناجية على المدى الطويل».

عولجت مجموعة أخيرة بمزيج من الأجسام المضادة بالإضافة إلى هيدروجيل العلاج الكيميائي بعد جراحة إزالة الورم. عاشت جميع تلك الفئران لمدة لا تقل عن 80 يومًا ولم تظهر أي علامات على عودة الورم. كانت الآثار الجانبية ضئيلة، على الأقل بقدر ما يمكن للباحثين ملاحظته في الفئران.

تقول المشاركة في الدراسة بيتي تايلر: «هذا الهيدروجل يجمع بين العلاج الكيميائي والمناعي داخل الدماغ».«إذ توضع المادة الهلامية في أثناء إزالة الورم، مما يجعله يعمل بفاعلية».

الملاحظة الثانية: يبدو أن العلاج الجديد لسرطان الدماغ يقوم بأكثر من قتل الخلايا السرطانية التي لم تُزل في أثناء الجراحة أيضًا.

في اليوم 80 بعد زراعة الورم الأولي، حدد الباحثون أي فأر ناجٍ بخلايا ورم جديدة. عندما فحصوا تلك القوارض مرة أخرى بعد 20 يومًا، لم يتمكنوا من العثور على أي علامات للسرطان في أدمغة تلك التي عولجت بتعبئة الهيدروجل بالكامل.

يقول الباحثون: «تظهر هذه النتائج بوضوح إنشاء استجابة مناعية قوية ودائمة ضد الأورام من خلال معالجة واحدة بواسطة هيدروجل مزود موضعيًا».

وبالنظر إلى المستقبل:

بالنظر إلى أن فقط نصف الفئران التي لم تُزل أورامها قبل العلاج نجت لمدة 80 يومًا كاملة، لا يبدو أن الهيدروجل الجديد الذي طورته جامعة جونز هوبكنز سيلغي ضرورة الجراحة.

ومع ذلك، إذا ترجمت نتائج دراسة الفئران على البشر -وهو دائمًا شرط كبير- يمكن أن يوفر الهيدروجل أملًا جديدًا للأشخاص الذين يعانون هذا المرض القاتل.

قال تايلر: «غالبًا لا نرى نجاةً بنسبة 100% في نماذج الفئران لهذا المرض». «إن التفكير بإمكانية لمزيج الهيدروجل الجديد لتغيير منحنى البقاء على قيد الحياة لمرضى الورم الأرومي الدبقي هو أمر مثير للغاية».

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1