أول عملية زرع قلب جزئي ينمو مع طفل بعد عام
تنمو الآن صمامات القلب التي تم زرعها كجزء من أول عملية زرع قلب جزئي في إنسان مع الطفل الرضيع الذي تلقاهم.
أصبح طفل أول متلقي لعملية زرع قلب جزئي في عام 2022، والآن، ما زالت تظهر أنسجة الطفل المزروعة وظائف “ممتازة” وتنمو مع جسده كما أقرّ أطباء.
“هذا التصريح هو دليل على نجاح هذه التقنية، هذه الفكرة تعمل، ويمكن استخدامها لمساعدة أطفال آخرين” هكذا أقرّ الدكتور جوزيف توريك الذي قاد العملية كرئيس جراحة القلب للأطفال في مشفى دوك للأطفال ومركز الصحة في دورهام، كارولاينا الشمالية.
خضع أوين مونرو، متلقي الزرع، للعملية الناجحة في ربيع عام 2022، عندما كان في يومه الثامن عشر من العمر. قبل ولادته، تم تشخيص الطفل بتشوه بالقلب والذي تمثل بوجود صمام دمٍ كبير واحد لنقل الدم خارج القلب، بدلاً من وجود صمامين أصغر موجودين عادة في قلب الإنسان.
يزيد وجود صمام واحد للتدفق من نسبة الدم المتروك داخل الرئتين مسببا صعوبة بالتنفس، ويقلل أيضاً من نسبة الدم الذي يتدفق لباقي أنحاء الجسم. كان يفاقم المشكلة أيضاً أن صمام تدفق دم أوين الوحيد به تسرب.
تتطلب معالجة التشوه إما زرع قلب كليّ الأمر الذي يتطلب الكثير من الوقت لإيجاد متبرع أعضاء أو عملية زرع وصلة صمام قلب والتي لن تنمو مع جسد أوين. عادةً تحتاج وصلات كهذه والمأخوذة من متبرعي أعضاء متوفيين إلى أن يتم تبديلها بانتظام، وتعرّض كل جراحة لاحقة حياة الرضيع للخطر.
عندما مواجهتهم للخيارات، اختار أطباء أوين ووالديه خياراً علاجياً ثالثاً لم تتم تجربته إلا على الخنازير. حقق ذلك القرار نتائج جيدة حتى الآن، هكذا أقرّ توريك وزملاؤه يوم الثلاثاء الواقع في الثاني من كانون الثاني في JAMA.
جاءت الصمامات والشرايين المستخدمة في زرعة القلب الجزئي لدى أوين من فتاة ذات يومين من العمر توفيت بعد وقت قريب من ولادة عسيرة وقد تم التبرع بقلبها فوراً بعد وفاتها. لم تكن عضلات قلب المتبرعة صحيّة بما يكفي ليتم التبرع بشكل كلّي، ولكنها حظيت “هيكلياً بصمامات تدفق طبيعية ذات وظائف ممتازة” هكذا لاحظ الموكلون بالدراسة.
تم زرع أنسجة القلب التي ما تزال حية داخل أوين في عملية استمرت 8 ساعات. تم إخراجه من المشفى بعد 30 يوماً من العملية. ولاحظ الأطباء أنه احتاج لجرعة مخفّضة عن العيار الطبيعي المطلوب من الأدوية المثبطة للمناعة لزرعات القلب كاملةً.
“يخضع مرضى زراعة القلب لعاملان لإدارة مشاكل الرفض.” قال توريك ل CNN “ويخضع أوين لأحد تلك العوامل، بنصف جرعة مبدأياً.”.
أقر الأطباء ل JAMA أنه منذ العملية، تضاعفت صمامات أوين المزروعة بالحجم توافقاً مع بقية قلبه، وكانت وظيفتهم ممتازة. حقق الرضيع الذي يكبر كل معالم التطور، كالحبو والوقوف والبحث بالأرجاء عن الأشياء والبدء بإطلاق الأصوات.
منذ عام 2022، تم إجراء 13 عملية زرع قلب جزئي إضافية مثل تلك التي أجراها أوين في أربعة مراكز طبية حول العالم، وتم إجراء معظمها في جامعة ديوك. بعض هذه العمليات كانت عبارة عن “عمليات زرع قلب الدومينو”، حيث يتلقى مريض لديه صمامات صحية ولكن بعضلات قلب ضعيفة عملية زرع قلب كاملة، ثم يتم التبرع بالصمامات الصحية لمريض آخر.
وقال توريك في البيان: “من بين جميع القلوب التي تم التبرع بها، تناسب نصفها تقريبًا بالمعايير اللازمة لاستخدامها في عملية زرع كاملة، لكننا نعتقد أن هناك عددًا متساويًا من القلوب التي يمكن استخدامها للصمامات” وأنه “إذا قمت بإدخال القلوب المتبرع بها والتي لم يتم استخدامها في سلسلة التأمين وإضافة الصمامات من عمليات زرع قلب الدومينو، فإن ذلك يمكن أن يحدث تغييرًا جوهريًا.
- ترجمة: راوية الأحمد
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1