عقار جديد غير أفيوني يمنع إشارات الألم قبل وصولها إلى الدماغ

مع زيادة سوء استخدام المواد الأفيونية، وظّفت إحدى شركات الأدوية ومقرها بوسطن بعض التقنيات البيولوجية الرائعة لابتكار مسكن للألم غير مسبب للإدمان وغير أفيوني.

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن شركة فيرتكس الدوائية قد أظهرت بعض النتائج الواعدة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، للمرضى الذين عانوا من «آلام حادة إلى متوسطة» بعد إجراء عملية جراحية.

وأضافت الصحيفة أن المواد الأفيونية عمومًا تستهدف الدماغ والجسم معًا، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إدمانها، تركز الأدوية غير الأفيونية مثل VX-548 المنتجة من قبل فيرتكس على الأعصاب المحيطية، أو تلك الموجودة خارج الدماغ والعمود الفقري. ومن خلال منع الألم من المصدر، فإن المنطق يقول إنه يمكن تجنب وصوله إلى الدماغ وبالتالي منع تطوير نوع من الإدمان.

هذا المفهوم ليس جديدًا تمامًا على شركة Vertex. ومع ذلك، وكما تشير رويترز في تقاريرها حول هذه المسألة، فشلت شركات صناعة الأدوية الأخرى مثل Eli Lilly وRegeneron Pharmaceuticals في صنع مسكنات ألم غير أفيونية فعالة، مما يميز VX-548.

لم تصدر شركة Vertex، وهي شركة متداولة علنًا، بيانات أو نتائج كاملة من تجارب المرحلة الثالثة. ولكن في المقابلات الإعلامية، يثني الباحثون والمحللون داخل الشركة وخارجها بالفعل على العقار في الوقت الذي تستعد فيه الشركة لتقديم طلب للموافقة على الدواء إلى إدارة الغذاء والدواء في وقت لاحق من هذا العام.

وقال ستيفن واكسمان، خبير الصيدلة وعلم الأعصاب في جامعة ييل: «هذا الدواء لديه القدرة على أن يكون دواءً رائعًا». «وأعتقد أنها بداية مسكنات الألم غير المسببة للإدمان».

مع كل الأضرار الاجتماعية التي تسببها المسكنات الأفيونية، ليس هناك شك في أنها لا تزال العلاج الأفضل لعلاج الألم الشديد. ولكن لطالما كانت هناك حاجة إلى إيجاد حل وسط بين الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لعلاج الألم وبين الإدمان الشديد للمواد الأفيونية.

ومع كل الضرر الاجتماعي الذي تسببه الأفيونات، لا شك في أنها تظل الخيار الأمثل لعلاج الآلام الشديدة. لكن كانت هناك حاجة دائمة إلى وسيط بين الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية والإدمان القوي للأفيونات، الذي قد يكون، بحسب توقعات بعض المحللين، شيئًا رائعًا إذا ثبت أنه آمن وفعّال.

وقال كريستوفر ريموند، المحلل في شركة بايبر ساندلر لرويترز: «لا أعتقد أن هذا الدواء يعني نهاية الأدوية الأفيونية المسكنة للألم، لكنه بالتأكيد يقدم بديلًا نحن في أمس الحاجة إليه».

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1