لماذا يجعلك المطر تشعر بالنعاس؟
تملك الآن سببًا علميًا لبقائك في الفراش طوال اليوم.
هل تساءلت من قبل عن سبب شعورك بالإجهاد الفوري المتلازم مع أول استنشاق لرائحة المطر؟ أو عن سبب إستحالة النهوض من الفراش في صباح يوم ممطر؟ في الحقيقة، اتضح إنك لم تكن مجرد شخص كسول، وأن السبب العلمي لذلك هو أن المطر يشعرنا بالنعاس.
إذ تلعب عدة عوامل دورًا في هذا الشعور، لكن معظمها يتعلق بتأثير الطقس على كيفية عمل أجسامنا.
كيف يؤثر الطقس على نومك؟
تحفز أشعة UVA وUVB المتواجدة في ضوء الشمس إنتاج الغدة الصنوبرية للسيروتونين بينما تقلل من إنتاج الميلاتونين، إذ غالبًا ما يكون السيروتونين الملقب بهرمون السعادة المسؤول عن اليقظة والحالة المزاجية الجيدة، بينما يستخدم الجسم الميلاتونين في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ الخاصة بنا عن طريق زيادة إنتاجه للحث على النوم وتقليله للبقاء مستيقظًا.
غالبًا ما يأتي الطقس الممطر مقترنًا بسحب داكنة غزيرة المطر التي تقلل من أشعة الشمس التي نحصل عليها، ويعمل هذا بطريقة مشابهة لحلول الظلام كمسبب لانخفاض إنتاج السيروتونين وارتفاع الميلاتونين.
يقول دكتور داريوس اللغماني، متخصص النوم في مركز أدفوكات كرست الطبي، في بيان له: «تُعزَّز قدرتنا على النوم والاستيقاظ من خلال البيئة المحيطة بنا. فإذا اعتدنا النوم في الظلام الدامس سيصعب علينا ذلك إن وجد أي نور في الغرفة، وعلى النقيض، إذا اعتدنا الاستيقاظ على ضوء النهار، سيصعب علينا ذلك إذا كان المكان مظلمًا، سواءً كان ذلك بسبب التغيرات الطقسية أو الموسمية».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لارتفاع الرطوبة المصاحب للطقس الممطر أن يجبر جسمك على العمل بجد أكبر للحفاظ على استقرار درجة الحرارة الداخلية من خلال عملية الاستتاب، ويمكن لكل هذه العمليات أن تكون مرهقة.
كما يتأثر الضغط البارومتري بأحوال الجو العاصفة، إذ يصاحب العواصف انخفاض في الضغط الجوي الذي يؤدي عادةً إلى انخفاض نسبة الأوكسجين في الهواء. وبالرغم من أن الشعور بالنعاس يكون طفيفًا إلا إنه يمكن أن يكون علامة لنقص الأوكسجين.
وأخيرًا، يمكن أن يكون صوت المطر سببًا للشعور بالنعاس، إذ يصنّف صوت المطر من الضوضاء الوردية التي تتشابه مع الضوضاء البيضاء، ويمكن الاستماع لأي منهما أن يكون وسيلة ناجحة لتحسين النوم من خلال صنع خلفية ضوضاء ثابتة تعمل على إعاقة أي أصوات مشتتة، لأن الضوضاء الوردية تتميز بكونها ذات طبقة صوت منخفضة وأكثر هدوءًا على عكس البيضاء. ويصنّف صوت حفيف الأوراق، والرياح، وكذلك صوت نبضات قلبك كضوضاء وردية.
الاضطراب العاطفي الموسمي
يثير الطقس والموسم الحالات المشابهة للاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، الذي يشار إليه فعليًا باسم اضطراب الاكتئاب مع الأنماط الموسمية. ويعاني العديد من الأشخاص من هذا الاضطراب نتيجة لانخفاض مستويات الضوء في الشهور الشتوية بالرغم من إمكانية المعاناة منه في أي وقت من السنة.
يعد العلاج بالضوء من العلاجات الرائدة لحالات SAD، كما يمكن استخدامه للتخلص من كآبة الأيام الممطرة. فبينما يمكن إتمام ذلك عن طريق جلسات تشمّس موصوفة لزيادة التعرض للأشعة الفوق البنفسجية، إلا أنه يحصل في الغالب عن طريق استخدام صندوق العلاج الضوئي الذي يوفر شدة ضوء 10,000 لوكس.
وقد قالت الطبيبة ميشيل دريروب، مديرة طب النوم السلوكي في عيادة كليفلاند، لمجلة Bustle أنه «يمكن لصندوق العلاج الضوئي أن يكون مفيدًا للغاية في محاربة جمود النوم والمساعدة في زيادة اليقظة خلال النهار».
كما يعد التمرين طريقة عظيمة للتخلص من الشعور بالإجهاد بالرغم من كونه آخر شئ تريد فعله في يوم ممطر ملئ بالنوم، كما هو الحال مع البقاء متميّهًا بسوائل أخرى غير القهوة.
لا يُقصد بمحتوى المقال أن يكون بديلًا عن نصيحة طبية متخصصة، أو تشخيص، أو علاج. اطلب دائمًا مشورة مقدمي الرعاية الصحية المؤهلين فيما يتعلق بالحالات الطبية.
- ترجمة: فاطمة حسام
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1