قتل الحمير من أجل علاج تقليدي

تعد أفريقيا موطن ثلثي الحمير الموجودة في العالم، والبالغ عددها 53 مليون حمار، لكن هذا العدد يتقلص بسرعة، إذ خسرت كينيا أكثر من نصف عدد الحمير الموجودة فيها بين عامي 2016 و2019 فقط، وذلك لعدة أسباب منها، أن الحمار الوحشي الأفريقي لا يتكاثر بالسرعة الكافية، مما جعله من الأنواع المهددة بالانقراض منذ عدة سنوات وحتى الآن، بالإضافة إلى ذبح ملايين الحمير سنويًا، لتلبية الطلب الصيني الذي يعالج جلودها ويستخدمها في صناعة علاج شعبي، يُطلق عليه اسم «دواء إيجياو»، وهو دواء تقليدي صيني، يعود تاريخه إلى ألف عام.

يستخدم الجيلاتين المستخرج من جلد الحمير لتعزيز الصحة والشباب، وهذا ما زاد الطلب عليه، مما أدى إلى انخفاض عدد الحمير في الصين من 11 مليون في عام 1990 إلى 2 مليون فقط في عام 2021، بحسب وزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين، مما دفع الشركات الصينية إلى استيراد جلود الحمير لتلبية الطلب المتزايد، كما زادت قيمة سوق الدواء في البلاد من 3.2 مليار دولار عام 2013، إلى 7.8 مليار دولار عام 2020.

ولأن الأسر الريفية في أفريقيا تعتمد على الحمير وسيلة نقل، فإن فقدانها سيؤدي إلى زيادة العبء المادي، وبالتالي زيادة الاستيراد دفعت الناس إلى الاحتجاج ضد السلخ، إذ احتشدوا في العاصمة نيروبي (عاصمة كينيا) كجزء من هذه الاحتجاجات، والتي استمرت أيضًا في أثيوبيا، وأجبرت على إغلاق مسلخ في 2017، وتم اعتبار لحوم الحمير من المحرمات، كما تم اقتراح فكرة الحظر الأفريقي الشامل كمساعدة في تخفيف الأزمة التي تعاني منها العائلات الريفية بالفعل، ومن المحتمل مناقشة هذا الاقتراح في قمة الاتحاد الأفريقي في 17 و18 شباط 2024، وفرض حظر على مستوى أفريقيا.

وبمقابلة أجرتها قناة BBC مع سولومون أونيانغو، من نيروبي، والذي يعمل في منظمة Donkey Sanctuary البريطانية، قال فيها: «لم نربي الحمير مطلقًا من أجل الذبح الجماعي»، وقالت البروفيسور لورين جونستون، من جامعة سيدني في التقرير ذاته: «كانت الحمير وسيلة نقل للفقراء منذ آلاف السنين، إذ حملت الأطفال والنساء، كما أنها نقلت السيدة مريم العذراء (ع) عندما كانت حاملًا بالسيد المسيح (ع)».

  • ترجمة: ريتا إبراهيم
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1