علماء كوريّون يزرعون لحم البقر داخل الأرز
يمكن لهذا الهجين أن يعزّز استهلاك البروتين بتكلفة زهيدة وينهي اعتمادنا على الماشية.
تمكّن باحثون كوريّون من خلال زراعة خلايا البقر داخل الأرز، من زيادة محتواه من البروتين بنسبة 8%، دون زيادة كبيرة في تكلفته. على أمل أن يساعد هذا الغذاء الهجين يومًا ما في تقليل اعتمادنا على الماشية، في حال قيام النّاس بتناوله.
التّحدّي
يعتبر الأرز أحد أهمّ المحاصيل الزّراعيّة في العالم، إذ يوفّر أكثر من 20% من السّعرات الحراريّة في العالم. لكن ما لا يقدمه هو الكثير من البروتين. ولتحقيق ذلك، نعتمد عادةً على النّباتات الأخرى، وبشكل متزايد على اللّحوم.
إنّ تربية الحيوانات وذبحها من أجل الغذاء أمر مكلّف ومضر بالبيئة (ويمكن القول جدلًا أنّه غير أخلاقيّ)، لذا؛ فإن إيجاد طرق أخرى لتلبية احتياجاتنا من البروتين سيكون ضروريًا لبناء مستقبل مستدام.
أرز اللّحم البقريّ
اكتشف العلماء الكوريّون الآن طريقة مبتكرة لتعزيز محتوى البروتين في الأرز وذلك من خلال دمجه مع لحم البقر المستنبت، الذي ينمو من الخلايا الجذعيّة في المختبر.
قالت المؤلّفة الأولى سوهيون بارك، وهي مهندسة في الجزيئات الحيويّة لدى جامعة يونسي: «تخيّل الحصول على جميع العناصر الغذائيّة التي نحتاج اليها من الأرز البروتينيّ المستنبت من الخلايا. إذ يحتوي الأرز بالفعل على مستوى عالٍ من المغذّيّات، ولكن إضافة خلايا من الماشية يمكن أن يزيد من قيمته الغذائيّة».
كيف يتم ذلك
بدأ العلماء بتغليف حبوب الأرز بجيلاتين السّمك الصّالح للأكل. ثمّ زرعوا الأرز مع عضلات البقر والخلايا الجذعيّة الدّهنيّة ووضعوها في طبق مخبري لمدّة تتراوح من 9 إلى 11 يومًا، إذ ساعد الجيلاتين الخلايا على النّموّ في الأرز خلال فترة الزّراعة هذه.
ثمّ بعد طهي أرز اللّحم البقريّ على البخار، حلّل الفريق قيمته الغذائيّة واكتشف أنّه يحتوي على بروتين أكثر بنسبة 8% ودهون أكثر بنسبة 7% من الأرز العاديّ. كما جاء في التّقرير أنّ قوامه كان أكثر صلابة وهشاشة مِن الأرز التّقليديّ، وتمتّع برائحة “لحمية” إلى حدّ ما.
قال المؤلف المشارك جينكي هونغ لصحيفة الغارديان: «على الرّغم من أنّه لا يماثل مذاق لحم البقر تمامًا، فإنّه يقدّم تجربة نكهة ممتعة وجديدة. لقد جرّبناه مع العديد من الأطباق المرافقة، وأظهر تناسبًا جيّدًا مع مجموعة واسعة منها».
التّطلّع نحو المستقبل
يزعم العلماء أنّه يمكن تصنيع أرز اللّحم البقريّ مقابل 2.23 دولار للكيلوغرام (ما يعادل 1.01 دولار للرّطل) إذا سُوّق تجاريًّا.
كما يقولون أنّ عمليّتهم هذه ستولّد أقلّ من 6.27 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكلّ 100 جرام من البروتين، بينما يولّد لحم البقر 49.89 كجم لكلّ 100 جرام من البروتين. (بالطّبع، عليك تناول الكثير من أرز اللّحم البقريّ للحصول على كميّة البروتين نفسها).
يخطّط العلماء لمواصلة تطوير الأرز لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تعزيز قيمته الغذائيّة بشكل أكبر. كما أنهم حريصون على استكشاف الاستخدامات المحتملة للطّعام بما يتجاوز إدخال بروتين أكثر استدامة في النّظام الغذائيّ العاديّ للفرد.
قالت بارك: «لم أتوقع أن تنمو الخلايا بشكل جيّد في الأرز. إنّني أرى الآن عالمًا من الاحتمالات لهذا الغذاء الهجين القائم على الحبوب. إذ يمكن أن يكون في يومٍ من الأيّام بمثابة إغاثة غذائيّة للمجاعة، أو حصص عسكرية، أو حتّى طعام لروّاد الفضاء».
- ترجمة: عبير ياسين
- تدقيق علمي ولغوي: الأيهم عبد الحميد
- المصادر: 1