لتحسين الذاكرة، قد يضاعف فطر عرف الأسد نمو العصبونات

يتم دراسة فطر عرف الأسد للتأكّد من فوائده الطبيّة.

  • العديد من المركبات ذات التأثير الدوائي كالبنسيلين تم عزلها من الفطريات.
  • تنتج الفطريات عدداً واسعاً من المركبات الفعّالة حيوياً، والعديد منها لم يتم التحقق من فوائدها الطبية المحتملة.
  • تم تقديم العديد من الادّعاءات حول الفوائد الطبية المحتملة للفطر -نوع من الفطريات- ولكن هناك القليل من الأدلة لدعم المطالبات المقدمة من قطاع صناعة المكملات الغذائية، والتي هي غير منظمة إلى حد كبير.
  • وجدت دراسةٌ حديثة أن الخلايا العصبية التي تتعرض لمركباتٍ معزولةٍ من فطر عرف الأسد قد تحفز النمو العصبوني.

تم تقديم العديد من الادعاءات حول الخصائص الدوائية للفطر وذلك لأنّ الفطور قادرة على خلق مجموعةٍ واسعة من الجزيئات، والعديدُ منها لم يتم دراستها لخواصها المنفردة أو الدوائية المحتملة.

ومع ذلك، هناك نقصٌ في الأدلة لدعم هذه الادعاءات لأنّ الجزيئات التي يمكن أن يكون لها تأثير طبي لم يتم عزلها أو دراستها في المختبر أو على البشر. وبسبب أن صناعة المكملات غير منظمة بنفس الطريقة التي يتم بها تنظيم الأدوية، فإن العديد من هذه الادعاءات تشير إلى استهلاك الفطر ككلٍّ بدلاً من تأثيرات الجزيئات الفردية التي قد تحتوي عليها.

تم استخدام الفطر Hericium erinaceus المعروف ب “فطر عرف الأسد” في الطب الصيني التقليدي، وهو محور العديد من الادّعاءات المقدّمة حول استخداماته الطبية المحتملة.

تم تقديم الادعاءات عن الفوائد المحتملةِ لهذا الفطر في علاج أمراض التنكّس العصبي، وهناك تجربةٌ مستمرة لتحديد آثار تناول الفطر بشكل كبسولة على مرضى باركنسون، على سبيل المثال.

عزل الباحثون في كوريا الجنوبية وأستراليا مركبات متعددة من فطر عرف الأسد لمراقبة تأثير الفطر على العصبونات في المختبر كما اختبروا خلاصةً خام للفطر.

لقد قاموا بنشر نتائج الاختبار في مجلة الكيمياء العصبية “Journal of Neurochemistry”.

تم تمويل الدراسة من قبل CNGBio Co والتي تزرع الفطر العضوي للأغراض الطبية.

ضعف نمو العصبونات من الفطر

قال الباحث الرئيسي البروفيسور فريديريك مونييه “Frédéric Meunier” من معهد “كوينزلاند برين” والمحرر السابق لمجلة “Medical News Today” عن سبب اختبار هذا الفطر بالذات: “أنا عالم أعصابٍ جزيئي، ونزرع الخلايا العصبية في طبق بشكل مستمر للعديد من المشاريع، نبهني أحد طلابي الذي كان يدرس لشهادة الدكتوراه YeJin Chai إلى أن فطر عرف الأسد يمكن أن يكون له نشاطٌ على الخلايا العصبية، وبالتالي شاركنا معاً واختبرنا العديد من المركبات المستخرجة من هذا الفطر”.

وأضافَ: “أصبح من الواضح أن بعض هذه المركبات كان لها نشاطٌ قوي عندما أدركنا أن طول وعدد الفروع زاد بشكل كبير”.

لدراسة هذه النظرية، عرض الباحثون عصبوناتٍ مشتقة من أجنّة الجرذان لخلاصات فطر عرف الأسد لمدة 24 ساعة وقارنوا طول الخلايا العصبية وتفرعها بالنسبة لمجموعة نظامية.

وجدوا أن العصبونات التي تعرضت لخلاصات فطر عرف الأسد كان يصل طولها إلى ضعف تلك التي لم تتعرض لها.

وأوضحَ المزيد من التحليل للخلايا من منطقة الحصين الدماغية أن الخلايا العصبية أظهرت أكبر قدرٍ من النمو عند تعرضها لأربعة جزيئات منفصلة معزولة مع كون الهيريسين A وNDPIH ذي التأثير الأكبر على نمو الخلايا العصبية.

ثم أعطى الباحثون بعض الفئران مكملاتٍ من فطر عرف الأسد واختبروا ذاكرتهم في اختبار متاهة.

وجدوا أن المكملات الغذائية الحاوية على خلاصات فطر عرف الأسد الخام عززت بشكلٍ ملحوظ ذاكرة التعرف لدى الفئران.

هل يجب أن أتناول مكملات الفطر؟

وصفت الدكتورة “كيلي جونسون أربور” -أخصائية السموم الطبية والمديرة الطبية المشاركة والمديرة التنفيذية المؤقتة في المركز الوطني للسموم- والتي لم تشارك في الدراسة، بأنّ هذه الدراسة بحثٌ مثيرٌ للاهتمام “نأمل أن يحفز المزيد من البحث في هذا المجال”.

ومع ذلك، دعت أيضًا إلى توخي الحذر عند تفسير النتائج قائلةً: “في الوقت الحالي، لا نعرف ما إذا كانت التغييرات التي لوحظت في تحقيقات المختبر أو على الفئران قابلة للتطبيق على البشر”.

وأكملت الدكتورة أربور: “إذا وُجد أن مستخلص الفطر مفيد للذاكرة البشرية، فسنحتاج دراساتٍ إضافية لفحص الجرعة المناسبة وطول العلاج اللازم لإحداث تأثيرات سريرية مفيدة على البشر”.

(ملف الأمان لهذه الجزيئات غير واضح أيضًا للبشر في الوقت الحالي).

“بالإضافة إلى ذلك، لا نعرف ما إذا كانت هناك أيّ آثارٍ جانبية لمستخلص الفطر هذا عند استخدامه في البشر، وقد لاحظ الباحثون في الدراسة أن بعض المواد الكيميائية التي تعمل على مستخلص الدماغ يمكن أن تسبب آثارًا غير مرغوبٍ بها مثل الألم والتشنج وحتى تلف الدماغ، ولا نعرف ما إذا كان مستخلص فطر عرف الأسد سيكون له آثارٌ ضارة مماثلة على البشر” قالت د. جونسون أربورل ل “MNT”.

وهناك أيضاً مسألة تنظيم صناعة المكملات.

كما قالت أيضاً: “صناعة المكملات الغذائية غير منظمةٍ إلى حدٍّ كبير، والمنتجات التي يتم تسويقها كمكملات غذائية ليست معتمدة من إدارة الغذاء والأدوية” FDA “للوقاية من أي مرضٍ أو علاجه. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي المكملات الغذائية على ملوثات غير مرغوبٍ بها أو مكوناتٍ أخرى قد تكون ضارةً عند تناولها من قبل البشر”.

تجارب على مرضى الزهايمر

قال الدكتور مونييه: “إنّ فهم الآليات الأساسية وراء هذه النتائج هو أولويةٌ للفريق. هذا يعني أنه سيتعين عليهم تحديدَ المستقبلات في الخلية التي ترتبط بها الجزيئات المختلفة وكيف ترتبط”.

وقال: “هناك تجربةٌ سريريةٌ جارية في كوريا لاختبار فعالية بعض هذه الجزيئات على مجموعةٍ من مرضى الزهايمر”.

“أنا مهتمٌّ بشكلٍ خاص بفهم كيفية عمل هذه الجزيئات على جهازنا العصبي، وسيسمح العثور على المُستَقبِل بفهمٍ أعمق بكثير لكيفية مشاركة هذا المُستَقبِل في تكوين الذاكرة وكيفية توليد مركباتٍ محسّنةٍ تستهدف هذا المستقبل على وجه التحديد”.

من خبرائنا في التغذية

  • ترجمة: ناديا أبوسمره
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1