هذا المفترس البحري الذي يعود إلى عصر الزواحف هو الأول من نوعه
اللورينوصورس جاب البحار التي تغطي أوروبا اليوم ويعد النظير البيئي للحيتان القاتلة في يومنا هذا.
كان اللورينوصورس كما وصف حديثا مفترسا ضخما مخيفا حيث يبلغ طول جسمه الذي على شكل طوربيد ما يقارب 19 قدما واسنانه طويلة.
وتعد البقايا المتحجرة لزاحف بحري يعود عمره إلى أكثر من 170 مليون سنة، أقدم الأشياء المعروفة عن البليوصورات وتعود إلى حقبة العصر الجوراسي كما جاء في دراسة نشرتها مجلة التقارير العلمية في 16 من تشرين الأول.
تنتمي البليوصورات إلى مجموعة من الزواحف تعيش في المحيطات وترتبط ارتباطا وثيقا بالحيوانات الشهيرة بالعنق الطويل. على عكس أبناء عمومتها، كان لهذه البليوصورات أعناق قصيرة ورؤوس ضخمة. ولا يعرف عنها من الرأس إلى الذيل سوى القليل حيث كان طولها على الأرجح حوالي 19 قدما.
البليوصورس والكورنوصورس التي تعد من أكبر زواحف العالم كانت ضخمة للغاية حيث تجاوز طول جسمها 10 امتار أي مايعادل 32 قدما. وهي النظير في النظام البيئي للحيتان القاتلة اليوم وكان غذاؤها يعتمد على العديد من الفرائس بما في ذلك رأسيات الأرجل الشبيهة بالحبار والأسماك العملاقة وغيرها من الزواحف البحرية. وقد عثر على هذه الفرائس كمتحجرات “محتويات الأمعاء محفوظة” وهو ما أشار إليه بنجامين كيير المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الحفريات بجامعة اوبسالا.
ظهرت البليوصورس لأول مرة منذ أكثر من 200 مليون سنة وظل دورها صغيرا نسبيا في النظام البيئي البحري. وتعد إعادة هيكلة النظام البيئي البحري للحيوانات البحرية المفترسة في أوائل إلى منتصف عصر الزواحف الجوراسي (منذ حوالي 171 إلى 175 مليون سنة مضت) نقطة تحول هامة حيث وصلت هذه المخلوقات إلى مرتبة المفترس الأعلى.
أثر هذا الحدث بشكل كبير على العديد من مجموعات الزواحف البحرية وأدى إلى سيطرة البليوصورس المفترسة الضخمة على الاكتوصورس الشبيهة بالأسماك. وأسرة التماسيح البحرية القديمة وغيرها من البليزصورس المفترسة ذات الأجساد الضخمة.
كما قال في بيان له المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الحفريات في معهد علم الاحياء القديمة التابع لاكاديمية العلوم البولندية دانيال ماديزيا.
تم العثور على هذه المتحجرات المذكورة في الدراسة عام 1983 في شمال شرق فرنسا. وحللت مؤخرا من قبل فريق دولي من علماء الحفريات الذين حددوا هذا النوع الجديد من البليوصورس باسم لورينوصورس. تمثل الأسنان والعظام ماكان يوما هيكلا عظميا متكاملا تحلل وانتشر على طول قاع البحر بواسطة تيارات المحيط والحيوانات التي تقتات على الجثث.
كان اللورينوصورس واحدا من أوائل سلسة البليوصورس الضخمة أدى إلى ظهور سلالة من الزواحف البحرية الضخمة والمفترسة حكمت المحيطات لحوالي 89 مليون سنة كما جاء في بيان ل سيفين ساكس وهو مؤلف مشارك في هذه الدراسة، وعالم حفريات من متحف بيلفيلد في ألمانيا.
باستثناء ما جاء في تقرير قصير عنها نشر عام 1994، ظلت هذه المتحجرات غامضة إلى أن اعاد الفريق تقييم العينات. يشير العثور على بقايا لورينوصورس إلى أن عهد البليوصورس العملاقة المفترسة قد بدأ على الأرجح في وقت سبق ما كان يعتقده علماء الحفريات.
كانت هذه الحيوانات العملاقة تستجيب للتغيرات البيئية الكبرى في البيئات البحرية التي تغطي أوروبا اليوم خلال أوائل عصر الزواحف (الجوراسي) الأوسط.
“وبالتالي فإن اللورينوصورس هو إضافة مهمة لمعرفتنا بالزواحف البحرية القديمة لفترة زمنية في عصر الديناصورات الذي لم يكن مفهوما تماما،” كما قال كيير.
- ترجمة: عوبيدة ريحان
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1