مستويات اليورانيوم والرصاص عند المراهقين مدخني السجائر الإلكترونية

أظهرت دراسة جديدة قادها باحثون من جامعة نبراسكا أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل منتظم على مدار اليوم قد يتعرضون للمعادن السامة. ووجدت الدراسة أن الشبان والشابات بين الأعمار من 13 إلى 17 عامًا الذين يبلغون عن استخدام السجائر الإلكترونية ما لا يقل عن ثماني مرات في اليوم، يحتوي بولهم على 30 % من الرصاص وضعفي كمية اليورانيوم، مقارنة بأقرانهم الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل عرضي.

كانت علامات اليورانيوم مرتفعة خاصة بين المراهقين الذين يفضلون نكهات السجائر الإلكترونية الحلوة، بدلًا من تلك التي تحتوي على النعناع.

تفتقر الدراسة إلى مجموعة ضابطة من المراهقين الذين لم يستخدموا السجائر الإلكترونية على الإطلاق، ولكن النمط الظاهر ضمن عينة أمريكية من 200 مستخدم للسجائر الإلكترونية الذين تجنبوا التدخين ما زال مقلقًا. لأجل الصحة العامة، يحث الباحثون على إجراء مزيد من التحقيقات حول سمية السجائر الإلكترونية.

نتائج هذه الدراسة الصغيرة لا تثبت أن التدخين بالسجائر الإلكترونية يسبب تراكم المعادن السامة في الجسم، لكن التحاليل السابقة وجدت بشكل متسق علامات على وجود معادن سامة في عينات البخار من السجائر الإلكترونية وفي السوائل الجسمية للمستخدمين. وفي بعض الأحيان، تكون عينات الدم والبول لمستخدمي السجائر الإلكترونية تفوق حتى عينات مدخني السجائر.

هذه النتائج مقلقة للغاية لأن مركبات مثل الرصاص واليورانيوم معروفة بأنها تضر بتطور الإنسان.

بينما يُسوَّق للسجائر الإلكترونية في كثير من الأحيان كوسيلة للبالغين للإقلاع عن النيكوتين، إلا أن جيلًا جديدًا كاملًا من غير المدخنين يبدأ الآن في اتباع هذه العادة في سن الشباب، فقد أظهر استطلاع وطني للشباب حول التبغ في الولايات المتحدة في عام 2023 أن 10% من طلاب المدارس الثانوية يستخدمون حاليًا السجائر الإلكترونية، وأن ما يقرب من 40% منهم أبلغوا عن تدخين السجائر الإلكترونية على الأقل لمدة 20 يومًا في الشهر السابق، وقال 90% من مستخدمي السجائر الإلكترونية إنهم يستخدمون منتجات بنكهات.

قد يبدو مصطلح “البخار” وكأنه سحابة ضارة من الماء، ولكن السائل المستخدم في السجائر الإلكترونية – حتى عندما لا يحتوي على النيكوتين – يحتوي على العديد من المواد الكيميائية، وأحيانًا تشمل المعادن السامة مثل الزرنيخ والكروم والنيكل والرصاص واليورانيوم.

القليل جدًا من الأبحاث قيّم إمكانية التعرض للمعادن نتيجة للتدخين الإلكتروني أو تأثير بعض النكهات، مما يجعل النتائج طويلة الأمد غموضًا أكبر.

جزء من المشكلة هو أن كل علامة تجارية ونوع من السجائر الإلكترونية المتوفر في السوق يختلف بشكل كبير في محتوياته غير المعلن عنها.

اليوم، يعترف الخبراء أنهم لا يعرفون تمامًا ما يحتويه بخار السجائر الإلكترونية في الواقع. فقد أظهرت الدراسات المختبرية السابقة، على سبيل المثال، أن نكهات التبغ أو النعناع تحتوي على معادن سامة أكثر من النكهات الحلوة.

يحذّر كُتّاب الدراسة الحالية: «زيادة علامات اليورانيوم الحيوية المكتشفة ضمن فئة الطعم الحلو تثير قلقًا خاصًّا لأن مستخدمي منتجات السجائر الإلكترونية ذات النكهات الحلوة يشكلون نسبة كبيرة من مستخدمي هذه السجائر في سن المراهقة، والطعم الحلو في السجائر الإلكترونية يمكن أن يقلل من الآثار المزعجة للنيكوتين ويعزز آثاره التعزيزية، مما يؤدي إلى زيادة استجابة المخ لمؤثرات الإشارات».

تترك الدراسة الحالية العديد من الأسئلة دون إجابة، لكنها تنضم إلى موجة من القلق بشأن استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين، الذي وصفه جراحو الولايات المتحدة في عام 2018 بأنه وباء.

فكما ذكرت التوجيهات الطبية للجراحة العامة في ذلك الوقت: «يمكن أن يؤثر التعرض للنيكوتين خلال مرحلة المراهقة على التعلم والذاكرة والانتباه».

«بالإضافة إلى النيكوتين، فإن الهواء الناتج عن تناول مستخدمي السجائر الإلكترونية وتنفسهم للدخان، يمكن أن يعرّضهم والمارّين بالقرب إلى مواد ضارة أخرى، بما في ذلك المعادن الثقيلة والمركبات العضوية القابلة للتطاير والجزيئات الناعمة للغاية التي يمكن استنشاقها بعمق إلى الرئتين».

لا يوجد مستوى آمن لتدخين السجائر الإلكترونية، بغض النظر عن عمر الشخص، ولكن هذه العادة الإدمانية قد تكون خطرة خاصة على الشباب.

نُشرت الدراسة في مجلة “مراقبة التبغ”.

  • ترجمة: محمد عمر الدهان
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1