لماذا تتزايد حالات القلق بين الشّباب ولا تتزايد بين كبار السّن؟

أظهرت دراسة جديدة أنّ القلق قد ازداد بسرعة بين الشّباب البالغين في الولايات المتّحدة من عام 2008 إلى 2018.

· تناولت الدّراسة البيانات الذّاتيّة عن القلق التي قدّمها بالغون أمريكيّون ممّن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا من عام 2008 إلى عام 2018.

· تضاعف القلق بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 تقريبًا في تلك الفترة، لكنّه بقي مستقرًا لدى البالغين الذين أعمارهم 50 عامًا فأكثر.

· لا يزال من غير الواضح ما الذي يسبّب زيادة القلق لدى الشّباب، لكن وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وعدم الاستقرار الاقتصاديّ وأسلوب الحياة غير الصّحّيّ قد يلعب دورًا.

القلق هو اضطراب الصّحّة العقليّة الأكثر شيوعًا في الولايات المتّحدة، إذ يؤثّر على نسبة تقدّر ب 18.1% من السّكّان.

لكن الحالة لا تؤثّر على جميع الفئات بالتّساوي.

على مدى العقد الماضي، أظهرت الدّراسات باستمرار أنّ المراهقين والشّباب البالغين هم الأكثر عرضة للإصابة بالقلق، وغالبًا ما يبلغون عن حالات مثل الاكتئاب إلى جانب القلق.

الآن، تُظهر دراسة جديدة هذا الاختلاف بوضوح أكبر، مبيّنةً أنّ القلق لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا ازداد بسرعة من عام 2008 إلى 2018، لكنّه بقي مستقرًا بالنّسبة للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.

فحصت الدّراسة المنشورة في مجلّة الأبحاث النّفسيّة، بيانات من الاستبيان الوطنيّ حول تعاطي المخدّرات والصّحّة، والذي قاس القلق من خلال سؤال المستجيبين “كم مرّة شعرت بالتّوتّر خلال الثّلاثين يومًا الماضية” ؟

قام الباحثون بتصنيف الرّدود إلى مجموعات استنادًا إلى عوامل مثل العمر والجنس والعرق ومستوى التّعليم والحالة الاجتماعيّة.

وقد حدثت أشدّ زيادة بين الشّباب، حيث كان القلق المُبلغ عنه ذاتيًا قد تضاعف تقريبًا من 7.97 % في عام 2008 إلى 14.66 % في عام 2018.

يبيّن الجدول الزّيادات في القلق من 2008 إلى 2018 بناءً على الفئة العمريّة.

كتب الباحثون: إنّ القلق هو الأكثر شيوعًا وقد ازداد بسرعة بين الشّباب البالغين.

يرتبط المزاج القلق والقلق غير السّريريّ في مرحلة مبكّرة من الحياة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلق والاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدّرات ومشاكل الصّحّة الجسديّة لاحقًا. فترة الشّباب هي الفترة الأهمّ والأكثر حساسية لبداية هذه الاضطرابات “.

ومن اللّافت أيضًا أنّ القلق ازداد تقريبًا في جميع الفئات، وإن لم يكن بالتّساوي تمامًا.

فبالإضافة إلى الشّباب البالغين، الزّيادات الأسرع كانت بين البالغين غير المتزوجين (من 7.25% في 2008 إلى 11.48% في 2018).

البالغين الحاصلين على “بعض” التّعليم الجامعيّ (من 5.16% إلى 7.47%).

البالغين البيض (من 4.98%إلى 7.06%)

البالغين ذوي الدّخل السّنويّ أقلّ من 20,000 دولار (من 8.69% إلى 11.9%).

لم تركّز الدّراسة الجديدة على الأسباب الجذريّة للقلق، لكن الباحثين لاحظوا أنّ “انفجار وسائل التّواصل الاجتماعيّ” قد يلعب دورًا.

بعد كلّ شيء، يبدو أنّ هناك روابط قويّة بين استخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ ومشكلات الصّحّة النّفسيّة.

تشير دراسة نشرتها المعاهد الوطنيّة للصّحّة إلى ما يلي:

“وجدت العديد من الدّراسات أنّ قضاء وقت أطول على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وتكرار استخدام.

وسائل التّواصل الاجتماعيّ

، واستخدام منصّات متعدّدة كانت مرتبطة بكلّ من الاكتئاب والقلق.

تشير الأبحاث إلى أنّ زيادة استهلاك وسائل التّواصل الاجتماعيّ قد يؤدّي إلى تجارب سلبيّة على الإنترنت، وتفاعلات اجتماعيّة أقلّ وجهًا لوجه، وانخفاض القدرة على الحفاظ على الانتباه “.

لكن وسائل التّواصل الاجتماعيّ ليست سوى جزء واحد من الحديث حول ارتفاع القلق لدى الشّباب.

اقترح الباحثون والنّقّاد الاجتماعيّون مساهمين آخرين محتملين، بما في ذلك الآباء الذين يدلّلون أطفالهم بشكلٍ مفرط، والعزلة المتزايدة في المجتمع، ونمط الحياة المستقرّ، والنّظام الغذائيّ السّيء، وسعي الأمريكيّين وراء الأهداف المادّيّة مقابل الأهداف الذّاتيّة، وعدم الاستقرار الاقتصاديّ، على سبيل المثال.

باختصار: تفسير زيادة القلق في القرن الحادي والعشرين معقّد، خصوصًا وسط جائحة كوفيد-19.

لا يزال من غير الواضح كيف يؤثّر الوباء على الصّحّة العقليّة في الولايات المتّحدة، لكن دراسة حديثة من مراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها توفّر بعض الأدلّة.

في يونيو/حزيران، أكمل 5400 بالغ أمريكيّ استطلاعًا عبر الإنترنت حول الصّحّة العقليّة والأفكار الانتحاريّة وتعاطي المخدّرات.

وجد الاستطلاع أنّ 41% من جميع المستجيبين أبلغوا عن أعراض حالة صحّيّة نفسيّة واحدة على الأقلّ، مثل القلق أو الاكتئاب. لكن كانت هناك اختلافات كبيرة بين المجموعات.

مثل نتائج الدّراسة الجديدة، وجد استطلاع مراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها أنّ 63%من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أبلغوا عن أعراض القلق والاكتئاب.

في الوقت نفسه، أبلغ 8% فقط من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا عن الأعراض.

كتب باحثو مراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها:

“إنّ تحديد السّكّان الأكثر عرضة للتّوتّر النّفسيّ والتّأقلم غير الصّحّي يمكن أن يؤدّي إلى وضع سياسات لمعالجة عدم المساواة في مجال الصّحّة، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الموارد للتّشخيصات السّريريّة وخيارات العلاج”.

  • ترجمة: ياسمين البديوي
  • تدقيق علمي ولغوي: ريمة جبارة
  • المصادر: 1