الوظيفة المرهقة يمكنها أن تضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب، وخصوصاً عند الرجال

يقول الباحثون أنّ ضغط الوظيفة، بالأضافة إلى عدم التكافؤ بين الجهد والمكافأة، يمكنه أن يؤثر على صحة القلب.

  • من المعروف أنّ الجهد له العديد من الآثار السلبية على الصحة وخصوصاً صحة القلب.
  • قد تكون وظيفتك واحدة من أكثر مصادر القلق.
  • دراسة جديدة تربط أنواع محددة من توتر العمل بمرض القلب التاجي.

الوقت المبذول في العمل يمكن أن يكون أكثر وقت مرهق في اليوم لعدد كبير من البالغين (وهو كذلك غالباً). كثيراً ما تكون نتيجة العقود من العمل المجهد هي المشاكل الصحيّة وليس أقلّها المرض القلبي التاجي.

في مقال بحثي نشر اليوم في مجلة “Circulation Cardiovascular Quality Of Life” قام العلماء بفحص ثمانية عشر عاماً من البيانات التي جمعت من 6400 مشترك لتحديد كيف أنّ أنواع مختلفة من الجهد قد تسبب مرض قلبي.

النتائج؟

العمل المُجهد يمكن أن يُضاعِف فرص إصابة الرجال بمرض القلب مما يمكن أن يسبب نوبات قلبية واختلاطات أخرى.

أنواع توتر العمل:

نظر هؤلاء الباحثين إلى نوعين من توتر العمل، الأول هو الإجهاد الوظيفي الذي يُعرف بأنّه “العمل الذي تكون فيه المتطلبات عالية من العامل وتحكُّمه بعمله قليل.”.

الوظائف النّشطة لديها تحكم عالي ومتطلبات عالية. الوظائف السلبية لها متطلبات منخفضة وتحكم منخفض. عندما تكون المتطلبات منخفضة والتحكم عالي، عندها يمكن اعتبار الوظيفة ذات إجهاد وظيفي منخفض.

الثاني هو عدم التكافؤ بين الجهد والمكافأة. قاست هذه الطريقة المتطلبات الوظيفية لترى ما إذا كانت تتناسب مع التعويضات (متضمنة أشياء مثل الرواتب، فرص الترفيه، والاستقرار).

“تتوسع هذه الدراسة من معرفتنا المسبقة بمخاطر الحوادث القلبية المتعلقة بضغوط العمل”، قال الدكتور جوزيف إيبينجر، طبيب القلب السريري ومدير التحليلات السريرية في معهد سميت للقلب في Cedars-Sinai في لوس أنجلوس ل Medical News Today،

يقول ايبينغر الذي لم يشترك في الدراسة: “لم ينظر الباحثون لترافق هذا المرض مع أحد هذين العاملين فقط (الإجهاد الوظيفي أو عدم التكافؤ ببن الجهد والمكافأة) بل عندما يحدث هذان العاملان معاً أيضاً.

بعض العاملين في الدراسة قد اختبروا الإجهاد الوظيفي، والبعض الآخر اختبر عدم التكافؤ بين الجهد والمكافأة، وبعضهم اختبر الاثنان معاً.

المشاركون الذين لديهم تكافؤ بين والجهد والوظيفة، والإجهاد الوظيفي لديهم منخفض اعتُبِروا مجموعة المراقبة.

تأثير الوظائف على صحة القلب:

تبيَّن ازدياد خطر الإصابة بالمرض القلبي التاجي لدى الرجال الذين لديهم إجهاد وظيفي عالي أو عدم تكافؤ بين الجهد والمكافأة 49% عن مجموعة المراقبة. بينما تسبب عدم التكافؤ بين الجهد والمكافأة مع وجود إجهاد وظيفي عالي بازدياد خطر الإصابة بمرض قلبي تاجي 103%.

يقول ديميتري الذي لم يشترك بالدراسة: “مما لاشكّ فيه أنّ الصغط على العامل أو عدم شعوره بالجاهزية أو عدم التقدير الكافي له يمكن أن يرفع مستويات القلق.”.

يُعالَج التوتر كحالة عاطفية لكن يقول خبير أنّه يحمل العديد من التأثيرات النفسية أيضاً.

يقول ايبينغر: “التوتر يحفّز مستقبلات الكر أو الفر، ويزيد هرمونات التوتر والضغط الدموي ومعدل القلب. هذا يكون له تأثيرات عاجلة وعلى المدى الطويل على الجسم.”.

النتائج على النساء لم تكن حاسمة، لكن يقول الخبراء أنّ النساء غير منيعات من تأثيرات التوتر.

يقول ايبينغر: “الدراسة تركّز على مرض قلبي واحد مما يعني أنّ النساء الذين لديهم توتر عالي قد يكنّ معرّضاتٍ لخطر مرتفع للإصابة بأمراض قلبيّة أخرى.”.

قيود دراسة توتر العمل:

يتفق العلماء على فائدة هذه الدراسة، لكنهم يقولون أنّه هنالك عدّة طرق لتوسيعها في المستقبل. يقول ديميتري: “لا أعتقد أن القلق الرئيسي أو الظروف النفسية قد تم تقييمها بين المشتركين، حيث أنّه من الممكن أنّ بعض الناس أكثر حساسية للتوتر من غيرهم.”.

يكمل ديميتري: “لسوء الحظ، لم يُنظر إلى جودة النوم أو مدته في الدراسة، وهذا أيضاً يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تأثر الناس بالتوتر.”.

يقول ايبينغر: “هذه الدراسة تمت على عمال مكاتب كنديين مما يحد من قدرتنا على استقراء النتائج على مجموعات أخرى من الوظائف.”.

يضيف: “بالذهاب أبعد من ذلك، نرى أنّه تم تقييم توتر العمل وعدم التكافؤ بين الجهد والمكافأة في بداية الدراسة وليس عبر الوقت، لذا لا يمكننا معرفة كيف يمكن أن تؤثر التغيّرات في توتر العمل على صحة قلبك.”.

على الرغم من أنّ هذه الدراسة وجدت ارتباطاً بين توتر العمل والمرض القلبي التاجي، فهي لا تثبت أنّ أحدهما يسبب الآخر!

يقول ايبينغر: “جوهرياً، يمكننا القول أنّ هناك ارتباطاً بين توتر العمل والحوادث القلبية، لكنه لا يمكننا معرفة كيف ولماذا يوجد هذا الارتباط.”.

كيف تقلل التوتر؟

تقليل التوتر في جميع مجالات الحياة هو سعي مستمر ومهم أيضاً.

يقول ايبينغر: “من المستحيل التخلص من التوتر في حياتنا تماماً، لكن تعلُّم إدارة التوتر بفعالية هو مفتاح.”.

إرهاق العمل مشكلة من كلا الناحيتين: الكميّة (كم تعمل)، وطبيعة العمل (شدة عملك وتفاعلك معه)، ولبعض الناس، من المهم تخفيف كليهما إذا شعر أنّه كثير عليه.

“قد يكون البعض بشكل خاص حسّاساً أو قلقاً أو مرهقاً أو مكتئباً، وكل ذلك يمكن أن يجعل اليوم صعباً. في هذه الحالات، من المهم معالجة السبب الرئيسي وربّما التحدث مع طبيب أو معالج.” يضيف ديميتري مقترحاً أنّ الناس الذين لديهم توتر يجب أن يعطوا الأولوية للنوم وممارسة التمارين الرياضيّة والنظام الصحي وقضاء وقت في الطبيعة والصمت.

يضيف: “إنّ تأسيس علاقة مع أخصائي الصحة العقلية، بالإضافة للفحوصات المنتظمة عند طبيبك القلبية، يمكنه أن يساعدك لتبقى سعيداً وبصحة أفضل.”.

  • ترجمة: ياسمين درويش
  • تدقيق لغوي: فاطمة الكبريتي
  • المصادر: 1