ذئب الأرض: قريب الضبع غريب الأطوار

تعدّ ذئاب الأرض، القريب الغريب لعالم الضباع، التي لها أسنان وتدية وتأكل الحشرات فقط، لغز تطوّري نابع من شبح الأنساب الذي صعَّب على العلماء فهمه.

الاسم: ذئب الأرض (Proteles cristatus)

مكان تواجده: السافانا والمراعي في شرق وجنوب أفريقيا.

طعامه: النمل الأبيض والنمل

لماذا تبدو هذه الحيوانات مذهلة

على عكس أقاربها من آكلي اللحوم، تعيش هذه الضباع الصغيرة المنعزلة والليلية على نظام غذائي مكوَّن بالكامل من النمل الأبيض. إذ يمكنها التهام ما يصل إلى 300,000 حشرة كل ليلة باستخدام ألسنتها اللزجة الطويلة جدًا لالتقاطها.

يتميّز لسان ذئب الأرض بكونه عريضًا وممدودًا، وحليماته، أو النتوءات على اللسان التي تحتوي على براعم التذوق، كبيرة وصلبة. وتساعد الرمال التي تلتصق مع النمل الأبيض الذي تلتقطه في عملية الهضم.

وبفضل هذا النظام الغذائي المتخصص، تمتلك ذئاب الأرض أسنانًا مسطحة تشبه الأوتاد لا يمكنها مضغ اللحوم. وفي حين أن هذه الحيوانات تمتلك أنيابًا، إلا أنها على عكس أقرانها من آكلي اللحوم، تستخدمها فقط للدفاع عن أراضيها وأشبالها.

تعتبر الأردووالفز، والتي تُترجم إلى (ذئاب الأرض) في اللغة الأفريكانية، أصغر نوع من أنواع الضباع الأربعة. إذ يتراوح طولها من 55 إلى 80 سنتيمترًا (22 إلى 31 بوصة) ويصل ارتفاعها إلى 50 سنتيمترًا (20 بوصة). وهي على عكس الضباع المرقطة (Crocuta crocuta) والضباع المخططة (Hyaena hyaena)، لا تعيش في قطيع، إنما تجتمع فقط للتزاوج وتربية صغارها.

كما ينبع نمط الحياة المنعزل هذا من تفضيلها للنمل الأبيض، إذ تقضي ساعات عديدة كل ليلة في لعقه. وهذا النظام الغذائي القائم على البحث عن الطعام لا يتناسب مع الحياة الجماعية.

ما زال العلماء غير متأكدين من كيفية تطوّر ذئاب الأرض من البداية. ويشير بيان صادر عن Berkeley News في عام 2022 أن الانفصال التام لهذا النوع عن أقاربه الأحياء وأسلافه المنقرضة يجعله سلالة شبحية. ويُعتقد أن هذا النوع قد ظهر قبل نحو 15 مليون سنة بناءً على الاختلاف الجيني عن أنواع الضباع الأخرى، ولكن أقدم الحفريات التي تشبه هذا النوع تعود إلى 4 ملايين سنة فقط.

ومع ذلك، كشفت الحفريات التي اكتُشفت في الصين والتي تعود إلى نحو 12 إلى 15 مليون سنة عن نوع منقرض من الضباع يُسمى (Gansuyaena megalotis)، الذي تطوّر أيضًا على نظام غذائي قائم على أكل النمل الأبيض. وعلى الرغم من أنه ليس سلفًا مباشرًا لذئاب الأرض، إلا أن هذا الاكتشاف يساعد في سد الفجوات لفهمنا عن كيفية ظهور الضباع الغريبة.

قال المؤلف المشارك في الدراسة جاك تسينغ، الأستاذ المساعد في البيولوجيا التكاملية بجامعة كاليفورنيا، في بيان له: «من خلال هذه الحفريات، يمكننا بالفعل البدء في التساؤل كيف يمكن لسلالة متخصصة في أكل اللحوم أن يكون لها عضو، هذا القريب الغريب، الذي بدأ في اتخاذ مسار مختلف تمامًا ليصبح آكلًا للحشرات ومتخصصًا في أكل النمل الأبيض؟ الآن لدينا نقطة البداية ونقطة النهاية، وهي اليوم. وتكمن الخطوة التالية في معرفة ما حدث خلال العشرة ملايين سنة الماضية التي تخلّلت هذه السلالة».

  • ترجمة: مريم مجدي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1