أسلوب الغَزَل المُثَلّثي

تدّعي فيديوهات التيكتوك أنها طريقة مضمونة ليقع الآخر في حبّك. فهل هذا صحيح؟

تدّعي فيديوهات التيكتوك أن الأسلوبَ المثلثي في المغازلة طريقةٌ مضمونة لكي يقع فرد ما في حبّك. وتتضمن هذه الطريقة أن تنظر نظرة سريعة إلى إحدى عيني الفرد، ثم الفم، ثم إلى العين الأخرى.

ويمكن لذلك أن يُيسرّ التواصل البصري، والتعبير عن الاهتمام، وتحفيز الاستمالة نحو قبلة.

يبدو أن الناس تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي ما يُدعَى ب (الأسلوب المُثلثي) للمغازلة. وقد جمعت فيديوهات التيكتوك عن هذه المنهجية أكثر من أربع وعشرين مليون مشاهدة، مع الادعاء بكونها طريقة مضمونة لجعل فرد ما يقع في حبّك. أحقًا هي كذلك؟ لطالما اعتقدتُ أن المحادثة الجيدة وشخصية الإنسان هما المفتاح نحو الحب.

وتتمحور الطريقة المثلثية هذه حول عينيك، وفم وعيني الفرد الآخر. إذ يُفتَرَض بك أن تنظر أولًا إلى إحدى عيني هذا الفرد، ثم تُوجّه نظرك بسرعة نحو الفم، تليها نظرة خاطفة إلى العين الأخرى، حيث تشكّل أعضاء الجسم الثلاث هذه ما يُعرَف بالمثلث الذهبي. وهذه هي المنهجية المثلثية الكاملة.

يعدّ عدم إطالة نظرك إلى أي من هذه الأطراف الثلاث من مفاتيح نجاحك في تطبيق هذه المنهجية. فإطالة النظر في الفم ستُقلِق الطرف الآخر حيال وجود بقايا طعام على فمه. وعليك أن لا تُظهر أي شعور بالاشمئزاز في نظراتك، فهو ليس بشعور يجب إثارته عادةً أثناء المغازلة. وأخيرًا، غازل الطرف الآخر من غير أن يعلم ما الذي تفعله.

ولكن هل هذه الطريقة فعّالة؟ في الواقع، لم أستطع إيجاد أي تجارب طبية حيال هذه الطريقة. كما أنني لست متأكدًا حيال الحيل الوهمية المتّبعة في تطبيقها، فربما تكون الخدعة في النظر المباشر، أو ربما تكمن في النظر بطريقة عشوائية في وجه الآخر.

وبالرغم من مراجعات النظراء التي تشير إلى عدم وجود دلائل لفعاليتها، إلا أن هذه الطريقة مبنية على مبررات منطقية. فهي تسهّل التواصل البصري الذي يُظهر علامات الاهتمام ويحسّن من عملية التواصل، وهو بصراحة أمر طبيعي وواضح.

أما فيما يتعلق بالنظر نحو الفم، فهي طريقة لاستمالة الفرد نحو قبلة. فالفم هو ما يستخدمه الأفراد للتقبيل. وإن لم تكن هذه هي الحال معك، فإنك تحتاج حينها لآلية جديدة.

والسؤال هنا: هل ستمثّل هذه الطريقة القطعة السحرية المفقودة من أحجية المواعدة بالنسبة لك؟ هل ستقول يومًا ما «لم يهتم أحد بي من قبل، ولكن اختلف الأمر عندما بدأت استخدم طريقة المثلث. والآن لا تتوقف طلبات المواعدة من الانهمار علي»؟

لا يمكنني الجزم بهذا الموضوع. باعتقادي إن هذه الطريقة ستنفع مع الأفراد الذين يمكنهم تضمين هذه الحركات المتعمّدة في مرجعهم للمواعدة، أو مع أولئك الذين ينسون الحفاظ على حدّ مقبول من التواصل البصري.

وقد يرى الآخرون في تذكُّر ومحاولة تنفيذ هذا الترتيب المحدّد نوعًا من الآلية. إذ ستبدو الأمور غريبةً جدًا عندما تقول لشريكك: «هل يمكنك إبعاد نظرك عن لائحة الطعام لثانية، ومن فضلك أخفض هذه اللائحة لكي أستطيع رؤية فمك أيضًا، لكن تمنعني يدك من النظر إلى إحدى عينيك، أزلها من فضلك. مهلًا مهلًا، الآن لا يمكنني رؤية فمك».

لايمكن لتقنيات المغازلة أن تأتي بنتائجها إذا كان الفرد الآخر متحيزًا حيالك بطريقة ما، أو إن لم تكونا مناسبين لبعضكما البعض بالدرجة الأولى.

إن طريقة المثلث هذه تبدو كخدعة أكثر من كونها ذات تأثير جذري في لعبة المغازلة. لذا، يمكننا اعتبارها إعادة صياغة لمبدأ أساسي وهو: حافظ على التواصل البصري بطريقة طبيعية وغير مريبة، وهذا لا يعني أن تنظر لإحدى العينين بشكل مطوّل. فالنظر المطوّل إلى أي منطقة من الجسم ليس شيئًا مرغوبًا فيه.

في الختام، سنقول إنه من الأفضل أن تتصرف على طبيعتك، بدلًا من تكرار منهج محدّد مسبقًا. وانظر إلى المواعدة والمغازلة كطريقة تمكّنك من التّعرف على الآخر، لمعرفة إن كنتما مناسبين لبعضكما البعض أم لا، تناسبًا شخصيًا وذاتيًا، وليس بصورة قياسية أو رياضية.

  • ترجمة: حسن شاهين
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1