هل يستحق نظام الكيتو المخاطرة؟ دراسة جديدة تثير الشكوك حول سلامته
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن نظام الكيتو الغذائي يمكن أن يعرضنا لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني وأمراض القولون العصبي، على سبيل المثال لا الحصر.
لقد كانت الدراسة صغيرة، لكن النتائج قد تجعل الناس يفكرون مرتين حول ما إذا كان نظام الكيتو الغذائي يستحق كل هذا العناء.
بقيادة باحثين من جامعة باث (UoB) في المملكة المتحدة، ضمّ الفريق 53 فردًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة، وكانوا يتّبعون واحدًا من ثلاثة أنظمة غذائية لمدة 4 إلى 12 أسبوعًا: نظام غذائي كيتوني منخفض النشويات (كيتو)، أو نظام غذائي منخفض السكر، أو نظام غذائي يحتوي على كمية معتدلة من السكر والنشويات.
وجد الباحثون أن نظام الكيتو الغذائي يزيد من نسبة الكوليسترول، ويقلّل من بكتيريا الأمعاء الجيدة، كما يقلّل من قدرة الجسم على تحمل السكريات، مما يحول مصدر طاقة الجسم من الجلوكوز إلى الدهون.
لقد أدى كل من النظام الغذائي منخفض السكر ونظام الكيتو الغذائي إلى فقدان الدهون دون التأثير على مستويات النشاط البدني للأفراد. إذ يبدو أنه من الأفضل للأفراد الذين يأملون في الحصول على جسم أكثر رشاقةً قطع السكريات المضافة، وليس النشويات، من نظامهم الغذائي.
يوضح عالم وظائف الأعضاء ديلان طومسون من جامعة UoB: «يعدّ النظام الغذائي الكيتوني فعال في فقدان الدهون، لكنه يأتي مع تأثيرات أيضية وميكروبية متنوعة قد لا تناسب الجميع. في المقابل، فإن تقييد السكر يدعم المبادئ التوجيهية الحكومية للحد من تناول السكر الحر، مما يعزّز فقدان الدهون دون آثار صحية سلبية واضحة».
لقد استهلك أولئك الذين يتّبعون نظام كيتو الغذائي أقل من 8% من السعرات الحرارية من النشويات. وتضمن النظام الغذائي منخفض السكر أقل من 5% من استهلاك الطاقة من السكريات الحرة، تلك المضافة إلى الأطعمة والمشروبات أو الموجودة في عصير الفاكهة والشراب والعسل.
ثم قورنت هذه النتائج بنظام غذائي يحتوي على كمية معتدلة من السكر والنشويات، إذ ساهم السكر الحر بنحو 18% من استهلاك الطاقة.
لقد تغيّر التنوع الميكروبي للأمعاء لدى المشاركين بحلول الأسبوع الرابع من نظام الكيتو الغذائي، مع انخفاض كبير في الوفرة النسبية لبكتيريا Bifidobacterium، والتي قد نعرفها كأحد أبطال البروبيوتيك.
إذ تعتمد هذه البكتيريا على الألياف الغذائية التي خُفّضت بنسبة 40% في نظام الكيتو مقارنةً بالنظام الغذائي المعتدل من السكر والنشويات. والحقيقة، إن هذا التحول في النظام البيئي للأمعاء الذي استمر للأسبوع 12 من نظام الكيتو هو دليل على أن النظام الغذائي يمكن أن يسبب هذه الفوضى الداخلية.
لقد كان تأثير نظام كيتو الغذائي على الكوليسترول مقلقًا بشكل خاص للباحثين، في حين أن المشاركين في النظام الغذائي منخفض السكر قد انخفضت لديهم بالفعل تركيزات الكوليسترول الكلية بحلول الأسبوع 12 من الدراسة.
يقول عالم التغذية آرون هينجيست في جامعة UoB: «على الرغم من تقليل كتلة الدهون، إلا أن النظام الغذائي الكيتوني زاد من مستويات الدهون غير المرغوب فيها في دم المشاركين. وإذا استمر هذا الأمر على مدى سنوات، فقد يكون له آثار صحية طويلة المدى مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية».
وأوضح الباحثون أنه في حين أن نظام الكيتو الغذائي قلّل من مستويات الجلوكوز أثناء الصيام، فإنه قلّل أيضًا من قدرة الجسم على التعامل مع النشويات الموجودة في الوجبة.
يقول جافيير جونزاليس، عالم وظائف الأعضاء البشري في جامعة UoB: «من خلال قياس كمية البروتين في عينات العضلات المأخوذة من أرجل المشاركين، نعتقد أن هذا يمكن أن يكون استجابةً تكيفية لتناول كميات أقل من النشويات يومًا بعد يوم، ويعكس مقاومة الأنسولين لتخزين النشويات في العضلات».
كان لدى الأفراد الذين يتبعون نظام الكيتو الغذائي مستويات مرتفعة من إنزيم PDK4 في عضلاتهم الهيكلية، وهو ما يظهر أيضًا في مرض السكري من النوع الثاني. كما أدى النظام الغذائي إلى خفض مستويات إنزيم AMPK والبروتين GLUT4، اللذين يلعبان أدوارًا مهمة في استقلاب الجلوكوز.
يقول جونزاليس: «إن مقاومة الأنسولين ليست بالضرورة أمرًا سيئًا إذا كان الأفراد يتّبعون نظامًا غذائيًا كيتونيًا، ولكن إذا استمرت هذه التغييرات عندما يعود الأفراد إلى نظام غذائي يحتوي على نسبة أعلى من النشويات، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 على المدى الطويل».
- ترجمة: آلاء محمود
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1