دراسة تكشف أن «قتال الصفعات» يسبب إصابات في المخ ل78 في المائة من المشاركين

لقد مضت عدة سنوات على بدء رياضة قتالية جديدة، تسمى قتال الصفعات، وتتزايد المخاوف بشأن الإصابات الدماغية.

قام فريق من أطباء الأعصاب بمراجعة اللقطات من أول مسابقة احترافية ومتلفزة لقتال الصفعات في الولايات المتحدة الأمريكية ووجدوا أن خطر الإصابة بارتجاج في المخ مرتفع بشكل مقلق. وأشار فريق الأطباء إلى أن «قتال الصفعات يمكن أن يكون رياضة قتالية أكثر خطورة مما كان مقدرًا سابقًا، ويجب اتباع استراتيجيات لمنع حدوث إصابات عصبية بين المشاركين».

يُنفّذ قتال الصفعات كما يوحي الاسم بالضبط. يقف شخصان بشكل متقابل بعضهما، ويتناوبان على توجيه الصفعات بيد مفتوحة على وجه كل منهما، ولا يمكن للخصم الذي يتلقى الصفعة فعل أي شيء للدفاع عن نفسه، ولا يمكنه ارتداء غطاء الرأس كما لا يُسمح له حتى بالجفل.

تعد باور سلاب شركة تروج لقتال الصفعات مملوكة للرئيسة التنفيذية لبطولة القتال النهائية، دانا وايت. وعُرض أول برنامج تلفزيوني لها في عام 2023، والمنافسة الآن في موسمها الثالث.

عند تحليل لقطات من الموسم الأول، لاحظ أطباء الأعصاب من جامعة بيتسبرغ ونظام (VA Pittsburgh) للرعاية الصحية العديد من العلامات المرئية للارتجاج بين المتسابقين، بما فيها الذهول أو البطء في النهوض أو الدوار أو القيء أو فقدان الذاكرة أو تغيرات المزاج.

في حال ملاحظة علامة واحدة من هذه العلامات والاتفاق عليها، يخلص فريق الأطباء إلى إصابة ارتجاج في المخ. واستخدمت المبادئ نفسها لتحديد الارتجاج في لاعبي كرة القدم الأمريكيين مع أنها ليست تقديرات مثالية، إذ أصيب ما يقرب من ربع اللاعبين بارتجاج في الملعب، ولم تظهر عليهم علامات واضحة لارتجاج في المخ.

من بين جميع الصفعات ال 333 التي حُلّلت، لوحظت علامات ارتجاج بعد 97 صفعة، أي ما يقرب من 30 في المائة. ومن بين 56 متسابقًا تمت مشاهدتهم، أظهر 44 على الأقل علامة واحدة على ارتجاج في المخ، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أرباع المجموعة.

وأظهر عشرون متسابقًا علامات واضحة لارتجاج ثانٍ في أثناء اللعب. وفقد المتسابقون الذين أظهروا علامات ارتجاج في المخ تسلسل المباراة بنسبة 75 بالمائة من الوقت. وكانت العلامات الأكثر انتشارًا هي الدوار أو البطء في النهوض أو النظرة الفارغة والخالية. وتأتي هذه النتائج الأولية من حجم عينة صغير وتستند فقط إلى علامات الارتجاج المرئية، وليس التشخيص المناسب.

ومع ذلك، يقترح الأطباء أن «قتال الصفعات قد يؤدي إلى إصابات دماغية رضحية لدى المتسابقين، مع احتمال حدوث أمراض طويلة المدى». والأطباء ليسوا الوحيدين الذين يزداد قلقهم بشأن الرياضة الجديدة، التي تزداد شعبيتها بشكل مطرد.

وبعد وقت وجيز من بث موسم 2023 من مسابقة باور سلاب، لاحظ عالم الأعصاب والمصارع المحترف السابق، كريستوفر نوفينسكي، وجود متسابق تظهر عليه علامات فورية لارتجاج في الدماغ. بعد تعرضه للصفع، اتخذ جسد المتسابق «وضعية سياج»، اذ تداخل الذراعين في وضع غير طبيعي. وإضافة إلى فحوصات الدماغ، يستخدم الأطباء رد الفعل هذا لتحديد شدة إصابة الدماغ الرضحية.

وغرد نوفينسكي على تويتر «هذا محزن للغاية»، وأضاف «لاحظ وضع المبارزة مع أول إصابة في الدماغ. يمكن أن يتغير المتسابق إلى الأبد… استغلال خالص. ما التالي، من يستطيع النجاة من طعنة؟».

ووصف طبيب الأعصاب، السيد نيكولاس إيفانجيلو من مستشفى نوتنغهام الجامعي، الرياضة بأنها «طريق للكارثة»، إذ قال لشبكة سكاي نيوز في عام 2023: «إنها مسألة وقت فقط قبل أن نرى إصابات دماغية أكثر خطورة من التشريح».

وقال طبيب الأعصاب، راج سواروب لافادي، من جامعة بيتسبرغ، الذي قاد أحدث دراسة: «قد يكون القتال بالصفعات ممتعًا لمشاهدته كمشاهد عادي، ولكن بصفتنا متخصصين طبيين، نجد أن بعض جوانب المسابقات مقلقة للغاية».

«هدفنا النهائي هو جعل جميع الرياضات الاحترافية أكثر أمانًا للصحة العصبية للرياضيين. من الصعب حقًا حظر أي رياضة، لكن من الممكن نشر الوعي بشأن الأضرار المرتبطة بها».

ويعمل الفريق حاليًا على دراسة تستخدم مباسم لقياس مدى صعوبة إصابة الرأس. ويأمل أطباء الأعصاب في بيتسبرغ أن تؤدي نتائجهم إلى تحسين معايير السلامة للمتسابقين في هذه الرياضة الناشئة.

  • ترجمة: إبراهيم كرموم
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1