دراسة جديدة: سماعات البلوتوث مرتبطة بزيادة عقيدات الغدة الدرقية

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة التقارير العلمية أجراها تشو وآخرون (2024) أن الاستخدام اليومي المطوّل لسماعات البلوتوث “مرتبط ارتباطًا وثيقًا” بزيادة خطر الإصابة بعقيدات الغدة الدرقية.
كشف تحليل SHAP أن عاملَي العمر ومدة الاستخدام اليومي لسماعات البلوتوث هما الأكثر تأثيرًا في خطر الإصابة بالعقيدات الدرقية. وعلى وجه التحديد، ارتبطت فترات الاستخدام اليومية الأطول لسماعات البلوتوث بزيادة واضحة في الخطر، كما أظهرت نتائج تحليل SHAP.

وسلطت الدراسة الضوء على وجود علاقة تأثيرية ملحوظة بين الاستخدام المطوّل لسماعات البلوتوث وزيادة خطر الإصابة بعقيدات الغدة الدرقية، مع التشديد على أهمية مراعاة الآثار الصحية في استخدام التكنولوجيا الحديثة، لا سيما بالنسبة للأجهزة التي تُستخدم يوميًا بشكل متكرر مثل سماعات البلوتوث.
واستنتج المؤلفون أن أبحاثهم ذات صلة بوضع سياسات الصحة العامة: “يوفر بحثنا أساسًا علميًا لصياغة سياسات الصحة العامة واختيار العادات الصحية الشخصية، مشيرًا إلى ضرورة الانتباه لمدة استخدام سماعات البلوتوث في الحياة اليومية للحد من المخاطر المحتملة لعقيدات الغدة الدرقية. كما ينبغي أن تتناول الدراسات المستقبلية الآليات البيولوجية وراء هذه العلاقة، مع النظر في عوامل مؤثرة إضافية لتقديم إرشادات صحية وتدابير وقائية أكثر شمولًا”.

كما كشفت الدراسة عن تأثيرات تراكمية ناجمة عن التعرض الطويل الأمد.
فقد أظهر عامل العمر في هذه الدراسة اتجاهًا مهمًا، إذ تزداد القابلية للإصابة بعقيدات الغدة الدرقية مع التقدّم في السن. ويُعزى هذا جزئيًا إلى التراجع التدريجي في قدرة الجسم على الإصلاح الذاتي وآليات التجدد الخلوي مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى آثار تراكمية على تلف الخلايا وزيادة المخاطر الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، أشار تحليل مدة الاستخدام اليومي لسماعات الرأس إلى وجود تأثير تراكمي بالغ الأهمية؛ إذ إن الاستخدام اليومي المطوّل لمصادر الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR) مثل سماعات البلوتوث قد يزيد خطر الإصابة بعقيدات الغدة الدرقية.

ويعكس هذا التأثير التراكمي أن هذه الأشعة، وإن لم تكن كافية للتسبب مباشرة في تأين الخلايا، فإن آثارها على المدى الطويل قد تُحدث تأثيرات سلبية خفية في وظائف الخلايا.
والجدير بالذكر أن الغدة الدرقية عضو شديد الحساسية للإشعاع، وقد يؤدي التعرض المطوّل للأشعة تحت الحمراء القريبة إلى إحداث ضرر فيه. وتدعم هذه الفرضية نتائج تحليل SHAP لدى الأفراد الذين يستخدمون سماعات البلوتوث لفترات طويلة، مما يشير إلى أن التوجيهات الصحية المتعلقة باستخدام الأجهزة الإلكترونية اليومية يجب أن تركز بصورة خاصة على آثارها المحتملة بعيدة المدى في الغدة الدرقية.
ويُعد هذا الاعتبار بالغ الأهمية في تطوير التدابير الوقائية والتوصيات الصحية العامة، ويستدعي تعزيز الوعي بالمخاطر الصحية المحتملة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية،والترويج لاستخدامها بطريقة أكثر وعيًا وأمانًا.

  • ترجمة: رجاء الغيثي
  • المصادر: 1