
لمَ نستخدم الرموز البريدية؟
وصلت رسالة معجب من نيو زيلاندا إلى مكاتب مجلة MAD في نيويورك، إذ عُنوِنت ببساطة إلى ألفريد إي. نيو مان ،وهو تميمة المجلة المذكورة. لم يكن هنالك رمز بريدي مطبوع، فقد رسم المعجب صورةً لنيو مان ذو الأسنان المتفرقة على الظرف.
هنالك رموزٌ بريدية بالنسبة لجميع الأشخاص الآخرين، لكن لماذا يطلب المشغلون البريديون أمثال UPS و USPS تلك الرموز الخماسية على المراسلات؟ ولمَ نستخدمهم؟
وفقاً لمجلة Reader’s Digest، بدأ الأمر مع المراقب البريدي المدعو روبرت مون. ففي عام 1943، خطرت لمون فكرة نظام المنطقة البريدية الذي يمكنه فرز البريد بشكل أفضل نظراً لوجود نقص في الموظفين ناجم عن الحرب العالمية الثانية والاعتماد المتزايد عللى البريد الجوي على عكس الفرز اليدوي الذي كان يتم في مقطورات القطار. كان اقتراح مون مبنياً على تعريف المنطقة كلها برمز بريدي واحد.
حيث يعرف الرقم الأول مجموعةً من الولايات، ابداءً من الرقم صفر في الساحل الشرقي وصولاً للرقم تسعة في الساحل الغربي. أمّا الرقمان الثاني والثالث فكانا يغرّفان مركز فرز البريد الذي سترسل إليه الرسالة. لاحقاً، أضاف المشغل USPS رقمين إضافيين للاستدلال على المكتب البريدي الذي عالج الرسالة.
مون، الذي وُصف من قبل جريدة نيويورك تايمز بأنه الأب الحقيقي الذي لاجدال فيه للأرقام الثلاثة الأولى في الرموز البريدية، وكان من الواضح أن فكرته سليمة، إلا أنها جوبهت بالمقاومة بسبب السياسة، بحسب ما قالت زوجته. فقد كان مون جمهورياً، بينما كانت البلاد تخضع لحكم الحزب الديمقراطي حينها. استغرق الأمر سنواتٍ ومحاولات مكررة حتى نُظِرَ في فكرته بشكلٍ جدي، كما أفادت. واستناداً إلى خطة مون الأساسية، اعتُمِدَت خطة تحسين المناطق البريدية المكونة من خمسة أرقام، والمعروفة بـ ZIP Code. في الأول من تموز/يوليو سنة 1963، لم يكن الناس متحمسين لهذا النظام الأكثر كفاءة، إذ اشتكى البعض أنه رقم إضافي توجّب عليهم تذكّره بالإضافة إلى رقم الضمان الاجتماعي وأرقام الهواتف. لك التذّمر توقف في نهاية المطاف، وأصبحت رموز ZIP أمراً روتينياً.
في عام 1983، أضافت خدمة البريد الأميركية ملحقاً رباعي الارقام، لتحقيق المواقع الرئيسية بدقة أكبر، وصولاً إلأى شقق أو مبانٍ أو شوارع محددة.
في بعض الأحيان، قد يُعتبر موقعٌ ما مهمًا أو فريدًا بما يكفي ليستحق رمزًا بريديًا خاصًا به. على سبيل المثال، يمتلك البيت الأبيض رمزًا بريديًا خاصأً وهو ( 20006)، وكذلك بعض الجامعات الكبرى.
وكانت الرموز البريدية مطلوبة بشدة أيضًا في قطاع البيع بالتجزئة، حيث كان موظفو الصناديق النقدية يطلبون من الزبائن رمزهم البريدي بهدف معرفة معلومات شخصية إضافية، مثل عنوان البريد، لإرسال منشورات دعائية باستخدام الاسم والرمز البريدي. كما تُستخدم الرموز البريدية أحيانًا للتحقق من هوية الشخص قبل استخدام بطاقة ائتمان، بناءً على الفرضية أن اللص لن يعرف هذا الرمز بسهولة.
ترجمة: نوّار المير ملحم.
- ترجمة: نوّار المير ملحم.
- المصادر: 1