أتبرر لنفسك دائمًا عندما تكون مخطئًا أو مُقصِّرًا؟ إليك الحل
التبرير بحسب الكاتبة والفيلسوفة الروسية الأمريكية آين رانAyn Rand هو«عدم إدراك المرء للواقع، ومحاولته جعله يتناسب مع مشاعره».
هناك شيء ما دائمًا، أليس كذلك؟ كما يُقال فإنَّ الحياة هي ما يجري عندما تكون منشغلًا بوضع خطط أخرى. تريد كتابة رواية أمريكية رائعة، لكنك لا تستطيع الاستيقاظ مبكرًا لتضيف ساعة فارغة إلى يومك الفوضوي، فتقرر أنك لست كاتبًا عظيمًا على أي حال. تريد البدء بالهرولة لمدة عشرين دقيقة يوميًا، لكنك متعبٌ، والطقس شديد البرودة أو المطر. عليك تسليم واجب، لكنه يومٌ طويلٌ لذا تقول، «سأعمل عليه بعد العشاء. أستحق استراحة». وتفكر بعد العشاء، «ايييه، سأشاهد هذه الحلقة من Bones فحسب، وبعدها سأكتب بعض الفقرات». فجأةً يصبح موعد النوم، وأنت لم تكتب حرفًا واحدًا. ثم تقول لنفسك، «سأعمل عليه بجد أكثر لأنجزه غدًا- أعتقد أنني أعمل على نحو أفضل تحت الضغط».
تلك كلها تبريرات: وهي أعذار تختلقها لعدم قيامك بشيء ما، وغالبًا بعد إدراكك لذلك. إنَّها آلية دفاعية حتى لا تشعر بالسوء حول نفسك، خاصةً عندما يزيد قلقك، أو عندما تشعر بالتهديد عاطفيًا أو نفسيًا. إنًّها استجابةٌ طبيعيةٌ، وكلنا نقوم بها. تشعر بعاطفة واستجابة بسبب اختراعك التفسير للتغطية على ذلك، والذي يبدو منطقيًا للوهلة الأولى، لكن من الجلي أنَّه غير مثمر. لقد وجدتَ للتو سببًا جيدًا لاتخاذك لقرارٍ سيء، متأملًا أن ذلك السبب المختلق سيتغلب على الواقع.
يمكن للتبرير أن يسوء إذا ما استخدمته للوم الآخرين بسبب إخفاقاتك: «لن أستطيع كتابة ورقتي لأن المجموعة A لم تنهِ الاختبار التجريبي»، أو «إنَّ تقريري ليس كاملًا لأن المصلح التقني غضب، وهناك عنق زجاجة». هذا أسوأ نوع من التبرير: لعبة اللوم القديمة. غالبًا ما تظهر عندما تواجه شيئًا قاسيًا، كالعمل على مشاريعك ذات الأولوية أو التعامل مع زميل يصعب التعامل معه. اجمعها مع المماطلة أو الكمالية (أو أسوأ من ذلك، كلتاهما)، وها أنت تملك قاتلًا مميتًا للإنتاجية.
لكن لحسن الحظ فإنَّ التبريرات سهلة التحديد إذا ما استخدمت وقتك في التوقف عن ذلك والتركيز على عملك. إنَّ ملاحظة التبرير في عملك الشاق اليومي هي أول خطوة نحو إصلاحه. لذا اتبعها بهذه الخطوات:
1. تخلص من المعوقات
إذا كان شيء أو شخص ما يبطئك جد طريقةً للتقدم والتخلص من عنق الزجاجة. إذا استطعت، اعرض على الشخص المساعدة في الإسراع. حتى لو رفض مساعدتك، فقد يدفعه ذلك لإدراك أنه بحاجة لضبط نفسه. إذا لم ينفع ذلك، تجاهله لإيجاد طريقة للحصول على المعلومات والعمل على كل ما تستطيع القيام به. إذا فشل ذلك، قم بعمل تأكيد احتياطي، «ما لم تنهه عملك بحلول (x)، سأفترض أن ذلك يعني (y)، وسأقوم ب (z)».
2. كن صريحًا مع نفسك
تخلص من الأعذار وقم بالمهمة فحسب. إذا كنت لا تستطيع، اعترف بذلك لنفسك. وقم بها على أية حال، إلا إذا كنت تستطيع تفويض شخص آخر قانونيًا للقيام بها. تحمَّل مسؤولياتك وتوصَّل لسبب عدم محبتك للمهمة، وما الذي تستطيع القيام به لتحسين شعورك، وتنفيذ هذه الحلول. دع عينيك على الجائزة.
3. تقدم خطوة صغيرة للأمام
إذا ما كان لديك مشروع ولا يبدو أنك ستبدأ به، نفذ طريقة البومودرو وأجبر نفسك على العمل عليه لخمس، أو 10، أو 15 دقيقة في كل مرة. من المحتمل أن تبني بعدها اندفاعًا لإنجاز المهمة. إذا لم يحصل ذلك، توقف عند نهاية الفترة التي وضعتها، وأنت تعلم أنك أنجزت شيئًا ما.
إضافة: طريقة البومودورو هي طريقة لإدارة الوقت عن طريق استخدام مؤقت لتقسيم وقت العمل إلى فترات زمنية مدة الواحدة منها 25 دقيقة، ويفصل فيما بينها فترات راحة قصيرة.
4. زد من تقدمك للأمام تدريجيًا
في المرة القادمة التي تعمل فيها على المهمة، زد وقت البومودورو خاصتك دقائق قليلة، واستمر بزيادته يوميًا حتى تصل للوقت الكلي الذي قدَّرته للمهمة.
5. لا تدع أي شيء يقف في طريقك
اخفض رأسك كوحيد قرن واشحن طاقتك. تغلب على العواقب الملموسة قدر المستطاع، واشحن طاقتك النفسية والعاطفية سواء كانت عدم إعجاب، أم قفلة الكاتب، أم الشعور بالفشل.
إضافة: قفلة الكاتب هي حالة ترتبط بالكتابة بشكل أساسي، حينما يفقد المؤلف القدرة على إنتاج عمل جديد أو يواجه التباطؤ في عمله الإبداعي.
هناك دائما عذر
تشكِّل التبريرات جزءًا خبيثًا من تجربة العمل، ومثل رقائق البطاطس، هناك دائمًا متسع لواحدة أخرى. لكن الأمر كله يتعلق بخداع الذات، وعلى الأرجح أن مشرفك لن يقدّر الوضع. مهما كان مصدر التبرير، مهما كان السبب، فهو مجرد وسيلة لإلقاء اللوم على غير نفسك، أو إيجاد طريقة للهروب من المسؤولية. الاستثناء الوحيد هو إذا كانت المهمة مضيعة للوقت، ولا يجب أن تعمل عليها. في حين أن هناك أوقاتًا يقوم فيها الآخرون بإعاقة عملك، يمكنك عمومًا تجنبهم بإجراءات قوية وطرق بديلة – حتى لو كانت تتضمن المضي قدمًا في عمل آخر أثناء انتظارك لحل عنق الزجاجة.
- ترجمة: شادي الصعوب
- تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
- المصادر: 1