نسيج خصية مجمّد لا يزال حيًا بعد عقدين من الزمن
يمكن للنسيج الخصوي الذكري المحفوظ بالتبريد أن يعاد زرعه بعد مرور أكثر من عشرين عامًا وأن ينتج نطافًا حية، وفقًا لدراسة جديدة على القوارض في الصحيفة المتاحة للجميع PLOS Biology بواسطة إيوين ويلان Eoin Whelan وزملائه من كلية الطب البيطري جامعة بينيسلافيا، نُشرت في العاشر من أيار/مايو.
ولكن هذا التأجيل الطويل يأتي بثمن، فهو يقلل من الخصوبة مقارنة مع النسج التي جُمّدت لفترة قصيرة.
لهذه النتائج آثار هامة على معالجة الفتيان المصابين بالسرطان، الذين تُسبق عندهم المعالجة الكيميائية بجمع وتجميد النسيج الخصوي من أجل إعادة زرعه المحتمل.
ازداد معدل النجاة من سرطانات الطفولة بشكلٍ ملحوظ في العقود الأخيرة، ولكن هناك أثر جانبي خطير للمعالجة وهو انخفاض الخصوبة لاحقًا في الحياة.
يوجد علاج محتمل بأن يُجمع ويُجمّد ويعاد زرع النسيج الخصوي، الذي يحتوي على خلايا جذعية، وهذا إجراء طُبّق حديثًا على قردة الماكاك لاسترجاع الخصوبة، على الأقل بعد فترة قصيرة من التجميد.
ولكن بالنسبة للصبيان قبل البلوغ المصابين بالسرطان، فإن إعادة الزرع لن تكون ممكنة قبل عقدٍ أو أكثر بعد حصد الأنسجة، وهذا يطرح سؤالًا: لكم من الوقت يمكن للخلايا الجذعية المولدة للنطاف SSCsأن تبقى حية؟
لتحري هذا السؤال، ذوّب المؤلفون الخلايا الجذعية المولدة للنطاف SSCs الخاصة بالفئران والتي كانت محفوظة بالتبريد في مختبرهم لأكثر من 23 سنة، وأعادوا زرعها في الفئران العارية كما يسمونها، والتي ينقصها الاستجابة المناعية التي سترفض النسيج الأجنبي لولا ذلك.
قارنوا قدرة الخلايا الجذعية المولدة للنطاف SSCsالمجمدة لفترة طويلة على إنتاج نطاف حيّ مع الخلايا SSCsالمجمدة لأشهر قليلة فقط، ومع خلايا محصودة حديثًا، كلها من سلالة فئران واحدة محتفظ بها لعدة عقود.
وجد المؤلفون أن الخلايا SSCsالمجمدة لفترة طويلة كانت قادرة على استعمار خصى الفئران وإنتاج كل أنواع الخلايا الضرورية لإنتاج نطاف ناجح، ولكن ليس بقوة الخلايا SSCsالمحصودة بشكلٍ أحدث والخلايا المجمدة لفترة قصيرة.
في حين أن الخلايا المجمدة لفترة طويلة امتلكت سمات مشابهة لتغيرات التعبير الجيني مقارنة مع العينات الأخرى، فقد أنتجت عددًا أقل من أرومات النطاف المطولة، التي ستستمر لتعطي النطاف المتحركة.
هذه النتائج لها عدة تأثيرات هامة. أولًّا، تشير الى أهمية الاختبار في موضعه لحيوية الخلايا الجذعية المولدة للنطاف، بدلًا من الاعتماد على الواسمات الخلوية أو البيوكيميائية، في تحديد قدرة الخلايا المحفوظة بالتبريد، التي ربما لا تبين الخسارة الحقيقية لقدرة الخلايا الجذعية مع الوقت.
ثانيًا، بينما لا يوجد حاليًا بروتوكولات تستطيع تجهيز الخلايا الجذعية المولدة للنطاف البشرية لإعادة الزرع (متطلب للتطوير السريري لهذه المعالجة)، بروتوكولات كهذه تحتاج لأخذ تراجع الحيوية المعتمد على الوقت بعين الاعتبار، بافتراض أن الخلايا البشرية ستسلك سلوك خلايا الفئران.
أخيرًا، وهذه أخبار جيدة، لم تُفقد الحيوية من خلال الحفظ بالتبريد لفترة طويلة، وهذا يقترح أنه ربما بالإمكان تحديد وتخفيف العوامل الرئيسية المسببة لفقدان الحيوية، حتى نحسن من الخيارات التناسلية للفتيان الذين عولجت سرطاناتهم بنجاح.
أضاف ويلان «أظهرت دراستنا أن الخلايا الجذعية المولدة للنطاف لدى الفئران يمكن أن تُجمد بنجاحٍ لأكثر من 20 سنة، وأن تزرع في حيوان مستقبل عقيم وتولد القدرة لإنتاج النطاف، ولو بمعدلٍ مخفّض».
«هذا يمكن أن يمنحنا طريقة لاسترداد الخصوبة المفقودة عند الصبيان الناجين من السرطان قبل البلوغ».
- ترجمة: لبنى عبيد
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1