خمسة من أكثر حيوانات منطقة التندرة ضراوةً
ستحاول المخلوقات، من الفقمة المتوحشة إلى الثعالب الماكرة، كل ما أمكن للبقاء على قيد الحياة في القطب المتجمد الشمالي.
من الصعب لمن يوجد في التندرة الاتصال بالمنزل، فهي أبعد نقطة عن خط الاستواء قد تصل إليها ولن تجد أمامك سوى بضع شجيرات جافة تتناثر في تلك المنطقة المتجمدة الجرداء. وفي الحقيقة فالمنطقة باردة جداً مع معدل هطولات قليل ولا تتباين درجات الحرارة كثيراً بين فصلٍ وآخر. فليس من السهل إيجاد الطعام الكافي للبقاء عندما تهبط درجات الحرارة إلى 40 درجة فهرنهايت تحت الصفر، والأمل الوحيد للبقاء أن تكون أحد أكثر الحيوانات شراسة على وجه الأرض.
يتحتم على الحيوانات الضارية التي تعيش في بقعة ذات موارد طعام محدودة من العالم أن تكون بارعة وسريعة وذكية وبصراحة أكثر أن تكون شريرة. فهذه الحيوانات المفترسة لا تتوانى عن الصيد فإذا كنت تقضي بعض الوقت في القطبين فسيكون من الجيد أن تمشي أو تركض في الاتجاه المعاكس.
1. الدب القطبي
يعد الدب القطبي من المفترسات الأكثر فتكاً في القطب المتجمد الشمالي، وتبحث في المقام الأول عن الفقمة الملتحية والفقمة الحلقية، والتي تعد ضرورية لتوفير قدرٍ كافٍ من الدهون للحفاظ على وزن صحي. وفي بعض الأحيان تنتظر هذه الضواري بصبر حتى تظهر الفقمة رأسها عبر الجليد، ومن ثم تنقض عليها ويساعدها تصميم الجمجمة المثالي ليناسب المرور عبر مثل هذه الثقوب. ومع ذلك، فإنه ليس بالأمر السهل، فقد تقتل الدببة القطبية إثنين فقط من أصل 10 حيوانات فقمة. وعلى الرغم من أن الفقمة طعام الدب القطبي المفضل، إلا أنها قد تتغذى أيضاً على جثث الحيتان النافقة التي تطفو فوق الجليد.
وماذا بعد، قد تلاحق الدببة القطبية حيوان الفظ، فقد ذكر بحث نُشِرَ في مجلة Arctic في العام 2021 ملاحظة محاولة الدب القطبي قتل حيوانات الفظ بإسقاط الجليد والصخور على رؤوسها. ويقول كاتبو الدراسة: “إن طريقة رمي الحجارة تقتصر على صيد حيوانات الفظ بسبب حجمها الضخم وصعوبة قتلها وامتلاكها لأسلحة فتاكة قد تكون مميتة تستخدمها للدفاع عن نفسها ومهاجمة المفترس هجوماً مباشراً”.
2.الفقمة النمر
تبدو فقمة النمر بوزنها البالغ أكثر من 1200 رطلاً وكأنها من الأنواع البحرية من فترة ما قبل التاريخ التي كانت تواجه الديناصورات يوماً ما. وتختلف هذه الحيوانات عن نظيراتها من الفقمة الحلقية اللطيفة والمحبوبة إذ تعد فقمات النمر من الوحوش ذات الأسنان ويمكن أن تنمو إلى ما يقرب من 10 أقدام. وتتغذى في الغالب على طيور البطريق والفقمات الأصغر حجماً، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 25 ميلاً في الساعة أثناء الغوص لمسافة 100 قدم في المياه المتجمدة.
كما أن تصرفات فقمة النمر غير متوقعة وتعد بالتأكيد خطراً على الإنسان بما أنها تأكل كل ما يضمن بقاءها على قيد الحياة. وقد وصف ايرنست شاكيلتون عام 1900 خلال بعثة القطب المتجمد الجنوبي مطاردة أحد الحيوانات المفترسة المتعطشة للدماء له عبر الجليد ليكتشف بعدها أن هذا الحيوان كان فقمة النمر.
3. الثعالب القطبية
تنطبق الصورة النمطية عن مكر الثعالب على الثعالب القطبية فهي ماكرة حقاً وخاصة حين تختبئ من طريدتها. وتستطيع أيضاً تغيير لونها لإخفاء هويتها والتمويه إذ تتحول من اللون البني في فصل الصيف إلى اللون الأبيض في فصل الشتاء وذلك لتخفي نفسها مع اللون المحيط بها طيلة أيام السنة.
وتحب الثعالب القطبية الطقس المتجمد، لم لا فهي مغطاة بفرو سميك وكأنها ترتدي معطفاً شتوياً يشعرها بالدفء حتى مع درجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل 40 درجة تحت الصفر. وأما طعامها فهي تتغذى فقط على أي حيوان صغير يقع تحت مخالبها مثل الأرنب القطبي أو صغار الفقمة الشاردة بعيداً عن القطيع.
4.الذئاب القطبية
لا تعد الذئاب القطبية مصدر خطر على البشر ولكنها مميتة لطرائدها. هذه الحيوانات المفترسة تقضي حياتها متربعة على قمة العالم وهي حادة الذكاء وتبلغ قوة عضتها أربعة أضعاف عضة كلب البيتبول. أما غذاؤها الأساسي فهو ثور المسك وغزال الرنَّة والأرانب البرية القطبية (القواع القطبية). وبعكس المفترسات الأخرى التي تغامر وتتجه إلى أقصى الجنوب بحثاً عن الطعام فإن الذئب القطبي لا يغادر القطب الشمالي مطلقاً.
5.الشَّرِه أو اللَّقَّام (الدب الظربان):
لا يخدعك اسمه فهو قاتل رغم صغر حجمه فهو من أكثر الحيوانات ضراوة. بالإضافة لذلك لا يتوانى الدب الظربان عن مهاجمة فرائس أكبر منه حجماً فقد يطارد حيواناً بحجم الموظ. ولا يخدعك حجمه الصغير المقارب لحجم كلب كوكر سبانيل، فهذا الظربان ليس المخلوق الذي ترغب باحتضانه في ليلة من ليالي القطب المتجمد الشمالي. ويتصف هذا الحيوان الذي ينتمي لفصيلة ابن عرس بالقوة العضلية ويُعْرَفْ عنه قدرته على قتل ومهاجمة حيوانات تفوقه حجماً بعشرين ضعفاً.
- ترجمة: رنا السوقي
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1