هل التمارين الرياضية أكثر فعالية من الأدوية للاكتئاب والقلق؟
- وجد تحليل إحصائي كبير وحديث أن التمارين الرياضية أكثر فائدة من العلاج النفسي العادي أو الأدوية للحالات مثل القلق والاكتئاب.
- الدراسة الحديثة توصلت إلى أن جميع أنواع التمارين الرياضية بشكلٍ أساسي قدمت فوائد ملحوظة للصحة النفسية.
- كان التأثير الأعظم ناتجًا عن التمارين الرياضية القصيرة وعالية الشدة.
- التمارين الرياضية أحدثت أعلى فائدة للصحة النفسية لدى المرضى المصابون بالاكتئاب أو الذين تم تشخيصهم بفيروس نقص المناعة البشري وأمراض الكلى، الحوامل والنساء بعد الولادة والبالغين الأصحاء.
توصل تحليل إحصائي شامل لأبحاث موجودة إلى وجوب النظر إلى النشاط الفيزيائي كخيار علاجي أول للأشخاص المتعايشون مع أمراض الصحة النفسية.
يستخلص التحليل استنتاجات ما يقارب 100 مراجعة تلوية للتجارب العشوائية ذات الشواهد.
النشاط الفيزيائي فعال أكثر من الأدوية والعلاج الذهني السلوكي في تخفيف الأعراض البسيطة والمتوسطة للاكتئاب، التوتر النفسي والقلق وفقاً للمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور بن سينغ.
على الرغم من الاعتراف الواسع لقيمة النشاط الفيزيائي لدى مرضى الاكتئاب والقلق، إلا أنه لا يؤخذ بعين الاعتبار في إدارة مثل هذه الحالات كما تؤكد هذه الدراسة وجوب ذلك.
وجدت الدراسة أن جميع أنواع التمارين الرياضية قد تفيد الصحة النفسية ولكن الفوائد العظمى كانت نتيجة التمارين عالية الشدة.
كما وجدت الدراسة أن برامج التمارين الرياضية المختصرة توفر فوائد أكثر من الأنظمة الممتدة. الفوائد المتعلقة بالنشاط الفيزيائي تضاءلت مع البرامج طويلة المدة.
هذا يعني أن الأفراد الذين يعانون من أمراض الصحة النفسية لا يحتاجون للالتزام بتمارين رياضية طويلة الأمد ومكثفة للحصول على الفوائد العلاجية العظمى.
نشرت الدراسة في BJM Sports Medicine.
مشكلة منتشرة على نطاق العالم
تبلغ منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب المليار شخص عالميًا يتعايشون مع اضطراب نفسي، غالبًا مشكلات القلق والاكتئاب.
ما يقارب 301 مليون شخص يعانون من اضطراب القلق متضمنًا 58 مليون طفل ويافع. كما يعاني 280 مليون فرد من الاكتئاب.
على الرغم من أن أحدث بيانات الصحة العقلية من منظمة الصحة العالمية تعود إلى عام 2019 قبل جائحة كوفيد-19، تقديرات منظمة الصحة العالمية المبدئية لعام 2020 تشير إلى ارتفاع 26%-28% في اضطرابات الصحة النفسية.
العلاج بدون دواء
تضمنت الدراسة 97 مراجعة تلوية ل 1039 تجربة عشوائية محكومة شملت 128119 مشاركًا.
مع أن مضمون هذه الدراسة أشار بشكل عام إلى أن التمارين الرياضية تنتج فوائد مشابهة لتلك المتعلقة بالعلاج النفسي والعلاج الدوائي، التباينات بين أساليب الدراسة شكل تحدي في تطوير اتفاق بين الآراء.
قيمت التجارب أنواع مختلفة من التمارين الرياضية، بجرعات متفاوتة. كما تضمنت مجموعات فرعية مختلفة من المجتمع، ومقارنتها بمجموعات شاهد مختلفة.
في النهاية، قال د. سينغ، “أظهرت أن التمارين الرياضية هي طريقة فعالة في علاج مشاكل الصحة النفسية- وقد تكون أكثر فاعلية من الأدوية والإرشاد النفسي.”.
لماذا قد تحسن التمارين الرياضية الصحة النفسية؟
البروفيسور فاسو أبوستولوبولوس في جامعة فيكتوريا، والتي لم تشارك بالدراسة قالت: “أن هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تدعم فوائد التمارين الرياضية على مجال من الحالات المزاجية كالقلق، التوتر، والاكتئاب.”.
وقد قالت إن التأثير قد يحصل “من خلال آليات نفسية وبيوكيميائية كالإندورفينات، المتقدرة (mitochondria)، هدف الثدييات من الراباميسين (mammalian target of rapamycin)، النواقل العصبية والمحور الوطائي-النخامي-الكظري، ومن خلال الفرضية الحرارية.”.
تقترح الفرضية الحرارية أن ارتفاع درجة حرارة الجسم المترافق مع التمارين الرياضية قد يخفض من التوتر العضلي ويغير من الفعالية العصبية مما يخفض من القلق.
كما أشارات البروفيسور أبوستولوبولوس أن التمارين الرياضية ثبت أنها تخفض من الالتهاب “من خلال عدة آليات (الالتهاب، السيتوكينات، toll-like receptors، النسيج الدهني، ومن خلال ضغط العصب المبهم) مما يساهم في نتائج صحية أفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من أضطرابات في المزاج.”.
“كباحث، وعند رؤية التأثيرات الإيجابية للتمارين الرياضية على الصحة العامة، وبالخصوص على الصحة العقلية، التمارين الرياضية تعد خيارًا جيدًا أو علاج مضاف ومكمل للعلاجات الحالية.” البروفيسور فاسو أبوستولوبولوس.
150 دقيقة في الأسبوع
وجد التحليل أن النشاط الفيزيائي قد أنتج انخفاضاً وسيطاً في مشاكل الصحة النفسية من 42% إلى 60%. بينما أنتج العلاج النفسي والدوائي تحسن أقل بكثير، بين 22% إلى 37%.
“وجدنا أن القيام بعدة أنواع من النشاط الفيزيائي كالمشي السريع، رفع الأثقال واليوغا لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا خفض بشكلٍ ملحوظ من الاكتئاب، القلق، والكرب النفسي مقارنةً بالعناية المعتادة كالأدوية،” قال د. سينغ.
استنتجت الدراسة أن التمارين الرياضية قدمت الفائدة الأعظمية للأشخاص المصابون بالاكتئاب، فيروس نقص المناعة البشري وأمراض الكلى، الحوامل والنساء بعد الولادة والبالغين الأصحاء.
الدراسة لا تستكشف فوائد التمارين الرياضية في جميع مراحل الحياة. ولكن، وجدت أنها فعالة لأي شخص يبلغ من العمر 18 عامًا أو أكبر، بما في ذلك كبار السن.
“من الجدير بالذكر، أظهرت العديد من الدراسات أن المشي لمدة 20-40 دقيقة يوميا كان فعال بصورة خاصة في تحسن الاكتئاب والقلق لدى الأشخاص أكبر من 45 عاماً أو/و مضعفين الوظيفة الفيزيائية،” قال د. سينغ.
- ترجمة: ناديا أبوسمره
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1