واحدة من أندر الثدييات في العالم ولدت للتو في حديقة حيوان في إنجلترا
من الأكثر ندرة في العالم، أنثى وحيد القرن الأسود، أنجبت للتو في وضح النهار في حديقة حيوان في إنجلترا، وكانت اللقطات مذهلة.
بالنسبة لمولود بهذا الحجم الكبير، نزلت العِجلة على الأرضية الرملية الناعمة لقفصها بثقة مدهشة.
وفي بيان صحفي صدر مؤخّرًا، قال حرّاس حديقة حيوان Chester في Cheshire في إنجلترا: إنّ أنثى وحيد القرن بالكاد ابتعدت عن والدتها، منذ أن رأت النور يوم الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني.
تقول Emma Evision /إيما إيفيجن (مديرة فريق وحيد القرن في حديقة حيوان Chester): “كنا ننتظر بفارغ الصبر هذه الولادة لمدة 15 شهرًا، وبما أنه من غير المعتاد أن تلد وحيد القرن في ساعات النهار، لم نتوقع حقًا أن يحدث ذلك أمامنا مباشرة، بينما كنا نمضي في يومنا هذا.”.
“إنّ مشاهدة تلك الصغيرة، وهي تدخل العالم بأمان أمام أعيننا، كان امتيازًا لا يصدق”.
ولم تحصل وحيد القرن الجديدة على اسم بعد، لكن والدتها تدعى (زوري). يقول Evison /إيفيسون: إنّ العِجلة تتمتع بصحة جيدة، وتتغذى جيدًا وهي فضولية للغاية ومليئة بالطاقة.
لكن نوعها ككل يعاني، إذ كان عدد وحيد القرن الأسود (Diceros bicornis) في أفريقيا يصل سابقًا إلى عشرات الآلاف، ومع ذلك، لم يتبّقَّ اليوم سوى قرابة 6500 في البرية.
لقد انقرضت بالفعل العديد من السلالات الفرعية، ومعظم الأنواع التي لا تزال موجودة معرضةٌ لخطرٍ شديد بسبب الصيد الجائر المستمر وفقدان المساكن.
وفي الآونة الأخيرة، أُنقِذَ وحيد القرن الأسود الشرقي (Diceros bicornis michaeli) من حافة الانقراض.
هذه هي الأنواع الفرعية التي تنتمي إليها زوري ومولودتها.
وتقول إيفيسون: “من المؤسف أنّ هذا النوع كان يُطارَد ويُصادُ بشكل غير مشروع لأكثر من قرن من الزمن، للحصول على قرونه قبل بيعه في أسواق الحياة البرية غير القانونية”.
“ويُعدّ وصول هذا المولود الثمين خطوةً إيجابية أخرى في حماية هذه الأنواع، وهو ما يسعى برنامج تربية الأنواع المهددة بالانقراض في حدائق الحيوان الأوروبية، إلى القيام به”.
ويقوم الخبراء في حديقة حيوان تشيستر بتربية وحيد القرن الأسود منذ سنوات، في محاولة تعاونية مع حدائق الحيوان الأوروبية الأخرى، للحفاظ على مجموعة صحية وراثيًا من هذا النوع في أفريقيا.
إحدى الحيل التي ساعدت على نجاح حديقة حيوان تشيستر هي المراقبة الدقيقة للهرمونات الإنجابية في روث وحيد القرن. وهي الطريقة التي يكتشف بها حراس الحديقة أيّ الذكور والإناث يجب أن يدخلوا في علاقة ومتى.
في عام 2019، ساعد المسؤولون في حديقة حيوان تشيستر في تسهيل مشروعٍ طموح لإعادة مجموعة كبيرة من وحيد القرن الأسود الشرقي، الذي رُبّيَ في حدائق الحيوان الأوروبية، إلى حديقة وطنية في رواندا.
حاليًا، عُثر على أقل من 600 من وحيد القرن الأسود الشرقي في جميع أنحاء كينيا وتنزانيا ورواندا، في حين يبدو أن هذه المجموعات تتزايد ببطء بعد تنفيذ تدابير الحماية المكثفة، إلا أنّ الوقت ليس في صالحها.
إذ يمكن لكل أمّ من وحيد القرن الأسود أن تنجب مولودًا واحدًا فقط في المرة الواحدة، وتستمر فترة الحمل لمدة تصل إلى 16 شهرًا.
ومع استمرار الصيد الجائر، وفقدان المساكن الطبيعية، يعتقد بعض العلماء أن برامج التربية في الأسر ضرورية لاستمرار بقاء الأنواع.
يقول Mike Jordan / مايك جوردان (مدير قسم الحيوانات والنباتات في حديقة حيوان تشيستر): “إن زوري ومولودتها الجديدة هي شهادة على التفاني الثابت لدعاة الحفاظ على البيئة هنا في تشيستر، وفي جميع أنحاء العالم، الذين يعملون على حماية هذه الحيوانات المذهلة وضمان ازدهارها لفترة طويلة في المستقبل”.
حتى في خضم الكثير من المآسي، من الصعب ألا تشعر بالأمل عند مشاهدة زوري وعجلتها تسيران جنبًا إلى جنب.
- ترجمة: منهل زريقة
- تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
- المصادر: 1