ازدياد عدد العزاب أكثر من ذي قبل ليس بالأمر السيء!
أعلن تقرير صادر عن مركز Pew للأبحاث أن نسبة متزايدة من البالغين الأمريكيين يعيشون دون زوج أو شريك.
ويوثق التقرير أيضًا كيف يمكن للرجال غير المتزوجين أن يتأخروا ماديًا عن الرجال المتزوجين.
أطلق هذا التقرير العنان لسيل من النزعة الفردية (التنميط للأشخاص غير المتزوجين) وجنون فكرة الزواج (تمجيداً للأزواج والأقران).
على سبيل المثال: تم طرح تصريحات في برنامج تلفزيوني تفيد بأن الأشخاص غير المتزوجين ‘يفشلون في الحياة’ أو يُظهرون ‘توقفًا عن التطور’.
ونُشر في مجلة التايم أن عددًا من علماء الاجتماع الذين لم يتم ذكر أسمائهم يعتقدون أنّ “وجود شريك يشير إلى وجود مستقبل!”.
لقد قمت بتكريس العقود العديدة الماضية من حياتي للرد على مثل هذه الروايات المهينة عن حياة العزوبية، وبدلاً من ذلك كنت أقدم تفسيرًا يؤكد ما يعنيه أن تكون عازبًا وهو تفسير يرتكز على البحث وليس التحيز.
نصف الأمريكيين العزاب ليسوا مهتمين بالعثور على شريك.
غالبًا ما تكون النقاشات مليئة بالرومانسية حول تقرير مركز Pew للأبحاث. هل ترغب النساء بالزواج من الرجال المتراجعين ماديًا؟ وإذا لم تجد هؤلاء النساء الرجال المناسبين! يا للهول قد ينتهي بهن الأمر بالبقاء عازبات.
نشر مركز Pew العام الماضي تقريرًا عن الاهتمامات الرومانسية للأشخاص العزاب وغير المتزوجين والذين لا يعيشون مع شريك رومانسي وليسوا في علاقة رومانسية ملتزمة.
واستنادًا إلى عينة عشوائية وطنية من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا وأكبر، وجدوا أن نسبة 15% من هؤلاء الأشخاص غير مهتمين بعلاقة رومانسبة ملتزمة، كما أنهم غير مهتمين بالمواعدة حتّى، وكل هذا القلق بشأن إمكانية الزواج ليس له أهمية بالنسبة للأشخاص الذين لا يرغبون في الزواج أو المواعدة.
حياة العزاب هي الحياة المثالية وأفضل من كل البدائل بالنسبة للكثيرين.
إن الأشخاص الذين يخافون من العدد المتزايد من الأشخاص غير المتزوجين يمتلكون وجهة نظر قديمة بالنسبة لحياة العزوبية، باعتبارها مصيراً حزينًا قد يعلق بها الكثير من الناس.
صحيح أن بعض الأشخاص غير المتزوجين يرغبون في الارتباط، لكن كما أوضحت توًّا ليس بذلك العدد الذي توحي به الروايات المنتشرة.
إن حياة العزوبية بالنسبة للأشخاص العزاب منذ البداية هي الأفضل، فهي أكثر بهجة وإرضاء وذات معنى أكثر من أي بديل آخر.
بالنسبة لهم وحتى بالنسبة لهؤلاء الذين يحبون العيش عازبين ولكنهم مازالو راغبين بالارتباط، فإن حياة العزوبية تقدم لهم الكثير كما وصفت في منشور حديث بعنوان: ‘العيش أعزبًا’.
غابت عدة نقاط مهمة عن المناقشات حول تدهور الحالة المادية للرجال غير المتزوجين.
يعتبر تراجع الحالة المادية للأفراد أمرًا سيئًا، وكانت معدلات توظيف الرجال العزاب والأجر الذي يتاقاضونه أقل من الرجال الذين يملكون شريكًا، وقد أثارت هذه النتائج تصريحات حول التفوق المفترض للرجال المتزوجين كعمال.
لقد بحثتُ في هذا الموضوع لصالح مجلة Single Out ووجدت بحثًا يوضح أن الرجال المتزوجين يميلون إلى تخصيص وقت أطول للعمل الذي يؤتي ثماره بالنسبة لهم، فهم يميلون إلى العمل لساعات أكثر من الرجال العازبين، ولكن إذا طلقوا ثم تزوجوا مرة أخرى، فإنهم يعملون ساعات أقل مما كانوا يعملون عندما كانوا مطلقين.
يميل الرجال العازبون إلى العمل لساعات أكثر في الأعمال التي تساهم في مساعدة الآخرين إلى جانبهم، على سبيل المثال: هم يعطون الكثير من وقتهم للمنظمات الزراعية، والنقابات، والجمعيات المهنية.
يُظهر بحث جديد، نُشر في عام 2020، أن انخفاض معدلات توظيف الرجال العازبين وانخفاض أجورهم يُعزى على الأرجح إلى التمييز ضدهم، وليس إلى أي استحقاق أكبر للرجال المتزوجين.
وفي دراسة كان فيها الرجال العازبون والمتزوجون يتمتعون بمؤهلات وخصائص متماثلة، أراد أصحاب العمل إجراء مقابلات عمل أكثر مع الرجال المتزوجين، وأرادوا أن يدفعوا لهم أجرًاً أكبر أيضًا.
من الممكن أيضًا أن يكون أحد أسباب عمل الرجال المتزوجين لساعات أكثر -عندما يعملون- هو أن أصحاب العمل يعطونهم ساعات عمل أكثر لا يعطونها للرجال العازبين حتى لو أرادوا ذلك.
غابت النقاشات عن بعض النقاط المهمة حول الترتيبات المعيشية للأشخاص العزاب.
كان من ضمن الأدلة التي تم جمعها حول المصير المتدهور المفترض للرجال العزاب أنهم يعيشون مع آبائهم بنسبة أكثر من الرجال المتزوجين.
أما بالنسبة للذين يعيشون مع والديهم ويتمنون ألا يكونو كذلك، فهذا أمر سيء، ومع ذلك فمن الخطأ أن نعتبر أن العيش مع الوالدين هو أمر معيب. اليوم يستمتع الشباب وآباؤهم بصحبة بعضهم البعض، فنحن لم نعد في السبعينات، ويعتبر العيش مع الوالدين لبعض الأشخاص في أماكن معينة أمر ذو قيمة كبيرة.
تفترض المناقشات حول الأعداد المتزايدة من الرجال العزاب الذين يعيشون مع آبائهم أن الوالدين يدعمان أبناءهم البالغين وهم يفعلون ذلك حقاً في بعض الأحيان.
مع ذلك، فإن الأشخاص غير المتزوجين يقدمون الرعاية عندما يحتاجها آباؤهم المتقدمون في السن أكثر من الرجال المتزوجين، وينطبق هذا على الأبناء والبنات من كلا العرقين (الأبيض والأسود).
تعيش بعض النساء العازبات مع آبائهن بالرغم من أنهن يمتلكن أطفالًا، وبشكل عام فإن حالة أطفالهم جيدة بشكل ملحوظ.
أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 11000 مراهق من 10 طبقات مختلفة من الأسر، أن المراهقين الذين يعيشون مع أمهم العازبة وجدُّهم حققوا إنجازًا أفضل أو مثل المراهقين الذين يمتلكون آباءً منزوجين، فقد كانوا يتخرجون من المدرسة الثانوية ويلتحقون بالجامعة ولا يدخنون السجائر أو يشربون الكحول.
إنهم يميلون إلى تحقيق أفضل ما لديهم إذا بقيت أمهاتهم عزباوات دائمًا، مقارنة بالمراهقين الذين يعيشون مع آبائهم المتزوجين.
العزاب لا يميلون أكثر للعيش مع والديهم فحسب، بل يميلون أيضًا للعيش بمفردهم مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون شركاء.
وكما وضحت آنفًا يمكن أن يتمتع الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم بنقاط قوة خاصة بهم نادرًا ما يتم التعرف عليها.
بالنسبة للرجال غير المتزوجين على وجه التحديد الذين يعيشون بمفردهم لفترة أطول من الرجال الأكبر منهم سنًا، فقد يمكن أن تكون هذه التجربة نقطة تحول مهمة في حياتهم وتقدم لهم مكافآت كثيرة في وقت لاحق من الحياة.
قوة الأشخاص العزاب تزداد نموًا
احتفالاً بأسبوع العزاب عام 2019 قمت بتوثيق قوة العزاب المتزايدة في أكثر من 10 مجالات مهمة، إذ يبدأ نفوذهم هذا بأن أعدادهم بدأت بالتزايد ويستمر إلى الطرق التي يحظى بها الأشخاص غير المتزوجين بالحب والتأثير الإيجابي في حياتهم، وحتى التقارير الصادرة عن مركز Pew لايمكنها تغيير هذه الحقيقية.
- ترجمة: غزل عزام
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1