وباء الوحدة العالمي يضرب الأميركيين في منتصف العمر بقوة أكبر من أي شيء آخر
الأمريكيون في منتصف العمر أكثر وحدة من نظرائهم الأوروبيين. هذه هي النتيجة الرئيسية لدراسة فريقي الأخيرة والمنشورة في “American Psychologist”.
حددت دراستنا اتجاهًا قد تطور لعدة أجيال، ويؤثر على كل من جيلي:
طفرة المواليد “baby boomers” والجيل اكسرز “Gen Xers”.
البالغون في منتصف العمر في إنجلترا وأوروبا البحر الأبيض المتوسط غير بعيدين عن الولايات المتحدة.
في المقابل، أبلغ البالغون في منتصف العمر في أوروبا القارية والشمالية عن أدنى مستويات الوحدة والاستقرار بمرور الوقت.
اعتماداً على بيانات مسح مأخوذة لأكثر من 53000 بالغ في منتصف العمر من الولايات المتحدة و13 دولة أوروبية بين العامين 2002-2020؛ تتبعنا تغييرات الشعور بالوحدة المبلغ عنها كل عامين خلال سنوات منتصف العمر من 45 إلى 65.
وقدمت لنا هذه الفترة بيانات ما يسمى الجيل الصامت من الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1937-1945، جيل طفرة المواليد المولودين بين عامي 1946-1964، وأعضاء الجيل X المولودين بين عامي 1965-1974.
توضح دراستنا أن الأمريكيين في منتصف العمر اليوم يعانون من الوحدة أكثر من أقرانهم في الدول الأوروبية. يتزامن هذا مع وجود أدلة على ارتفاع معدلات الوفيات للبالغين في سن العمل في الولايات المتحدة.
ركزنا على البالغين في منتصف العمر لعدة أسباب؛ اذ يشكل البالغون في منتصف العمر العمود الفقري للمجتمع من خلال تشكيل غالبية القوى العاملة. لكنهم يواجهون أيضًا تحديات متزايدة اليوم، لا سيما الطلبات الأكبر للحصول على الدعم من كل من والديهم المسنين وأطفالهم.
بعد الركود العظيم من أواخر عام 2007 إلى عام 2009، أبلغ البالغون في منتصف العمر في الولايات المتحدة عن ضعف الصحة العقلية والجسدية مقارنة بأقرانهم في نفس العمر في التسعينيات.
مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية؛ يشتكي البالغون في منتصف العمر في الولايات المتحدة حاليًا عن أعراض الاكتئاب أكثر, ومعدلات أعلى من الأمراض المزمنة والألم والإعاقة.
لماذا هو مهم؟
الرغبة في الانتماء حاجة فطرية وأساسية. عندما يكون هذا غير متوفر، يمكن أن يكون له عواقب مدى الحياة.
الوحدة ضارة بصحتك:
وجد الباحثون أن الوحدة خطيرة مثل التدخين. الوحدة تزيد من تعرض المرء للمرض والاكتئاب والمرض المزمن والوفاة المبكرة.
تعتبر الوحدة قضية صحية عامة عالمية. أصدر الجراح العام الأمريكي تقريرًا استشاريًا في عام 2023 يوثق وباء الوحدة والحاجة الملحة لزيادة التواصل الاجتماعي. عينت دول أخرى، مثل المملكة المتحدة واليابان، وزراء وحدة لضمان مراعاة العلاقات والوحدة في صنع السياسات.
السؤال المحير حتى اليوم:
لماذا يعتبر الأمريكيون في منتصف العمر استثنائيين عندما يتعلق الأمر بالوحدة وضعف الصحة العقلية والجسدية بشكل عام؟
لم نختبر هذا بشكل مباشر في دراستنا، ولكن في المستقبل نأمل في التركيز على العوامل التي تدفع هذه الاتجاهات. نعتقد أن الشعور بالوحدة الذي يبلغ عنه الأمريكيون مقارنة بالدول النظيرة ترجع أسبابه إلى شبكات الأمان الاجتماعي المحدودة، والأعراف الثقافية التي تعطي الأولوية للفردية على المجتمع.
ينتج عن الفردية تبعات نفسية، مثل تقليل الروابط الاجتماعية وهياكل الدعم، والتي ترتبط بالوحدة. بالنظر الى الدول الأخرى في دراستنا، نجد أن الأمريكيين لديهم ميل أعلى للتنقل، والذي يرتبط بضعف الروابط الاجتماعية والمجتمعية.
أحد أسباب اختيارنا بلدان من مختلف أنحاء أوروبا هو أنها تختلف بشكل كبير عن الولايات المتحدة فيما يتعلق الأمر بالفرص الاجتماعية والاقتصادية وشبكات الأمان الاجتماعي.
ربما تفاقم التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية شعور الوحدة من خلال تقويض قدرة المرء على تلبية الاحتياجات الأساسية. من المرجح أن تقلل سياسات الأسرة والعمل السخية من الشعور بالوحدة في منتصف العمر؛ وذلك من خلال تقليل الضغوط المالية والصراع بين العمل والأسرة، فضلاً عن معالجة أوجه عدم المساواة الصحية والجنسية.
تشير النتائج التي توصلنا إليها حول الشعور بالوحدة؛ بالتزامن مع الدراسات السابقة حول متوسط العمر المتوقع والصحة والرفاهية والإدراك؛ إلى أن كونك تعيش مرحلة منتصف العمر في أمريكا هو عامل خطر يؤدي الى نتائج سيئة على الصحة العقلية والجسدية.
- ترجمة: ريم الاحمد
- تدقيق علمي ولغوي: رشا عسكر
- المصادر: 1