إذا أردنا قطع مسافة سنة ضوئية سيرًا على الأقدام، كم سيستغرق ذلك من الوقت؟
نعلم أن الكون لديه حدود للسرعة، ويعود الفضل بذلك لفرضية النظرية النسبية للعالم ألبرت آينشتاين.
يُعرف هذا الحد بسرعة الضوء التي تبلغ 186,282 ميلًا في الثانية (299,792 كم في الثانية)، أما في حالة القياس بواحدة الساعة فإن هذه السرعة تبلغ 670.6 مليون ميل في الساعة (1.1 مليار كيلومتر في الساعة). لتوضيح الأمر لنفترض أنك تسافر بسرعة الضوء، ستكون قادرًا على إتمام 7.5 دورة حول الأرض خلال ثانية واحدة فقط.
هذه السرعة العالية تجعل منه مقياسًا مثاليًّا، ونظرًا لأن الكون شاسع فإن القياس بالواحدات التقليدية سيولّد أرقامًا هائلة ولذلك فإن المسافات الكونية تُقاس بسرعة الضوء خلال عام واحد.
وفي حال كنت تتساءل، هناك حوالي 31,500,000 ثانية تقريبًا في السنة، وإذا ضربت هذا في 186,000 (المسافة التي يقطعها الضوء في كل ثانية)، فستحصل على 5.9 تريليون ميل (9.4 تريليون كيلومتر)، وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة.
باختصار فإننا على الأرض نستخدم مقاييس كالقدم والمتر ولكن في الكون فإننا نقيس المسافات بالنسبة للضوء.
فعلى سبيل المثال، يبلغ عرض مجرة درب التبانة تقريباً 100 ألف سنة ضوئية، وتبعد أقرب جاراتنا المجرية (مجرة المرأة المسلسلة) عنا ما يقدّر ب 2.5 مليون سنة ضوئية، أي أن الضوء سيستغرق 2.5 مليون سنة لينتقل من مجرتنا إلى المجرة المجاورة لنا.
في المرة القادمة حين تنظر لصورة من تيلسكوب هابل وترى مجموعة كبيرة من المجرات، فإنك بالتالي ترى أشياء بعيدة جدًا لدرجة مذهلة.
الوقت الذي نحتاجه لقطع سنة ضوئية واحدة من البديهي أن يكون أكثر من عام واحد فنحن نصل إلى المِرِّيخ خلال ستة أشهر إلى سنة بينما هو يبعد عن كوكب الأرض في الواقع 12.5 دقيقة ضوئية فقط.
واستغرقت نيوهورايزن مدة عقد تقريبًا لتصل لكوكب بلوتو الذي يبعد مسافة 4.6 ساعة ضوئية.
تمثل هذه المدة عقبة تبطئ عملية اكتشاف الفضاء، حتى لو كنا على متن مكوك فضائي ينتقل بسرعة 5 ميل في الثانية، فسنحتاج حوالي 37200 سنة لقطع سنة ضوئية واحدة.
ماذا عن السير على الاقدام؟ سيستغرق ذلك ما يقارب 225 مليون سنة، وهذا إذا افترضنا أنك تسير بسرعة ثابتة قدرها 20 دقيقة لكل ميل دون أن تتوقف عند أي استراحات، إن هذا أمر صعب بعض الشيء، خاصة أننا نعتقد أن الانسان الحديث موجود منذ 200000 سنة فقط والشيء الأكثر سوءًا أننا مع ذلك لن نكون قريين من أي شيء مثير للاهتمام، فأقرب نجم إلينا ‘بروكسيما سنتوري’ يبعد أكثر من أربع سنوات ضوئية.
- ترجمة: وداد عنتر
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1