قاعدة الساعات الخمس: كيف تحول يومك الضائع إلى يوم ناجح
جميعنا نملك 24 ساعة في اليوم. كيف ستقضي الأربع والعشرين ساعة الخاصة بك؟
النقاط الرئيسية
جميعنا نملك أربع وعشرون ساعة متاحةً لنا. ماذا نفعل في تلك الساعات هو ما يختلف من شخص لآخر بحسب الثقافة والجنس، ولكن جميعنا على الأقل لدينا ساعات كثيرة لنقضيها في أوقات الفراغ. تطالبنا قاعدة الساعات الخمس بتخصيص ساعة واحدة على الأقل يوميًا للتعلّم والتجربة والتأمّل. إنها خدعة يستخدمها الأغنياء ومعظم الأفراد الناجحين في العالم. هنا ثلاث خطوات بسيطة لبدء قاعدة الساعات الخمس الخاصة بك.
أحب إجراء محادثة من حين لآخر، وأحد الموضوعات المفضلة لدي ولدى الآخرين هو التلفاز. قد أبدأ بسؤال: «هل تشاهد شيئًا مفيدًا على التلفاز؟» غالبًا ما يؤدي سؤالي إلى مناقشة جيدة ومسلية، ولكن أحيانًا تفشل الافتتاحية. فقد يقول الشخص الآخر: «ليس لدي وقت لمشاهدة التلفاز».
هذه الإجابة تزعجني. أولًا، لأنها تحمل في طياتها نوعًا من التعالي: إذا كنت تشاهد التلفاز، فإنك شخص كسول. ولكنها غالبًا ما تزعجني لأنها ليست حقيقة تمامًا. ما يعنيه الناس هو: «لقد أعطيت الأولوية لشيء آخر في يومي». وهذا جيد، فجميعنا لدينا قيمنا الشخصية ومخاوفنا وتفضيلاتنا.
«ليس لدي وقت لمشاهدة التلفاز» يعني أنني لست مهتمًا لمثل هذا أو ذاك.
الحقيقة أننا جميعنا نملك العدد نفسه من الساعات في اليوم، ولكن يرجع إلينا القرار في كيفية قضائها. بالتأكيد بعض الناس سيكون لديهم ساعات فراغ أكثر من غيرهم، ولكن أغلبنا لدينا على الأقل ساعات عديدة لقضائها كما نريد. ووفقًا لقاعدة الساعات الخمس، فإن كيفية قضاء تلك الساعات قد يشكّل الفرق بين النجاح والتوسط.
تشريح اليوم
يتألف اليوم من 24 ساعة (أو 1,440 دقيقة إن أردت أن تحسب عمرك). ويبلغ متوسط الساعات التي ينامها الفرد نحو 8 ساعات (إذ ينام الهولنديون أطول فترة وينام السنغافوريون أقل فترة)، مما يترك لنا 16 ساعة استيقاظ لقضائها. (للأسف، إن أشرطة التعلّم أثناء النوم من غير المرجح أن تعمل). ثم نحتاج إلى طرح سبع إلى ثمان ساعات يوميًا، تلك التي يقضيها معظم الناس في العمل، على الرغم من أن الهولنديين النعاس يعملون أقل قليلًا. إذن، يتبقى لدينا جميعًا تسع ساعات.
إذ تُستغلّ الكثير من هذه الساعات التسع في إدارة الحياة مثل التسوّق، الأعمال المنزلية، والعمل غير المدفوع الأجر (مثل أعمال الرعاية) والأكل والشرب. بالطبع، هناك اختلافات ثقافية هائلة تكمن في هذه الفئة. على سبيل المثال، يكشف كتاب “عالمنا في البيانات” أن الناس في فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا يقضون وقتًا أطول في الأكل من الناس في معظم الدول الأوروبية الأخرى. الدولة التي يقضي فيها الناس أقل وقت في الأكل والشرب هي الولايات المتحدة (63 دقيقة).
ومن غير المفاجئ أن يكون هناك تباين كبير في كيفية تقسيم أعمال الرعاية أو الأعمال غير المدفوعة الأجر بين الجنسين. فوفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تقضي النساء حول العالم وقتًا أطول بمرتين إلى عشر مرات في العمل غير المدفوع الأجر مقارنةً بالرجال. وهذا له تأثير غير مباشر على كيفية قضاء العديد من أوقات الفراغ لدى الجنسين. على سبيل المثال، في النرويج ونيوزيلندا يكاد يكون الفرق ضئيلًا. أما في البرتغال والهند، يتمتع الرجال بوقت فراغ بنسبة 50% أكثر من النساء.
قاعدة الساعات الخمس
يملك معظم الناس بضع ساعات على الأقل للقيام بما يريدون. فبالنسبة لأكثر من نصف السكان، تُهدر تلك الساعات في العبادة الهاتفية غير المتعلقة بالعمل. لكن هؤلاء ليسوا الأفراد الذين سيصبحون رواد الأعمال والمبتكرين وقصص نجاح الغد.
على مدى العقود القليلة الماضية، نشأت صناعة منزلية تُعنى بفحص وتشريح عادات وقيم أصحاب الملايين “العصاميين”. وتعد قاعدة الساعات الخمس أحد النتائج الرئيسية التي تظهر مرارًا وتكرارًا. بإختصار، هذه هي القاعدة التي نقضي فيها ساعة يوميًا في التعلّم والتأمّل والتفكير. إذ نقوم بفعل هذا خمس مرات أسبوعيًا (وهذا ما يشكّل قاعدة الساعات الخمس). وتعود هذه القاعدة إلى بنيامين فرانكلين الذي خصّص (على الأقل) ساعة يوميًا لتعلّم شيء جديد، إذ كان يستيقظ مبكرًا للقراءة والكتابة. حتى إنه أنشأ ناديه الخاص من المجرّبين والحرفيين. واليوم، يستخدم كل من إيلون ماسك، وأوبرا وينفري، وبيل جيتس نسخة من قاعدة الساعات الخمس تلك.
إن فكرة تخصيص ساعة واحدة يوميًا للتعلّم تمرّن عقلك، وتحسّن مهاراتك، وتدرّبك على الانضباط الجيد. وبلغة التعليم، تزودنا قاعدة الساعات الخمس بالمعرفة والمهارات اللازمة.
كيف تقضي الساعة
حتى مع قبول الحكمة في قاعدة الساعات الخمس، قد تبدو أمرًا شاقًا للبعض. إذ بعد يوم طويل من تعب العينين والصداع المستمر، سيبحث أغلبنا عن جهاز التحكم بالتلفزيون من بُعد وليس عن كتاب لتولستوي. ولكن إليك ثلاث “خطوات أولى” لقاعدة الساعات الخمس.
تعلّم… ولكن بإمكانك القيام بذلك: إن قراءة نص مطبوع في كتاب هي طريقة واحدة للتعلم، ولكنها ليست الطريقة الوحيدة. في الحقيقة، إن لم تستمتع بالقراءة كثيرًا، فقد تتعلم منها أقل على أي حال. اليوم، توجد البودكاست، الكتب الصوتية، والراديو الناطق وجميعها طرق جيدة لقضاء ساعتك. علاوةً على ذلك، الإنترنت مليء بالمقالات التعليمية والترفيهية والمفيدة، وهي أكثر قابلية للهضم من الكتب الضخمة التي ترهق يديك.
التجريب: إن تطوير نفسك لا يعني دائمًا ملء عقلك بالحقائق. فأغلب الناجحين في الحياة لم يعثروا على كنز سحري في الغابة، بل هم من حاولوا وفشلوا، وحاولوا ثانيةً ثم فشلوا مرة أخرى. يقول تيم هارفورد في كتابه “التكيف: لماذا يبدأ النجاح بالفشل؟”: النجاح يعني أن نسعى «أولًا للبحث عن أفكار جديدة ونجرّب أشياء جديدة، ثانيًا عند تجربة شيء جديد، علينا فعل ذلك على نطاق حيث يمكن النجاة من الفشل؛ ثالثًا، علينا البحث عن التغذية الراجعة والتعلّم من أخطائنا كلّما تقدمنا». جرّب شيئًا جديدًا. جرّب شيئًا بطريقة مختلفة. فعندما تجرّب، تستمتع وتتعلم الكثير.
التأمّل: لا يكون الفشل ذا قيمة إلا بقدر ما يحسّن مستقبلك. في كلمات صموئيل بيكيت: «حاول ثانيةً. افشل مرة أخرى. ثم افشل بشكل أفضل». كل فشل مختلف، وتعتبر كل هزيمة أقرب إلى النصر من سابقتها. هناك طرق عديدة للتأمّل. قد يعني ذلك للبعض كتابة مذكرات يومية أو مفكرة، أو ببساطة قضاء عشر دقائق في التفكير. وقد يعني للبعض الآخر التحدّث عن الأشياء وتوضيح ما حدث. عندما نتأمّل أيامنا وأخطاءنا، فإننا نحوّل الفشل إلى تجارب للتعلّم.
فلماذا لا تجرّب قاعدة الساعات الخمس؟ في أسوأ الأحوال، ستجعلك أكثر إثارة للاهتمام في التجمّع العائلي التالي. وفي أفضل الأحوال، قد تجعلك تحقّق بضعة ملايين من الدولارات.
- ترجمة: مريم مجدي
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1