لماذا تكون بعض الخطوط في الطريق صفراء اللون والبعض الآخر أبيض؟

حتى لو لم يكن باستطاعتك شرح الأهمية الكامنة خلف كل لون ورمز مستخدم في لافتات الطريق، قد تستطيع فهمها على مستوى اللاوعي. ولهذا السبب يتم اختيار التصاميم بالمقام الأول: تربط أدمغتنا الألوان بمشاعر معينة، وفي الطريق، فإن قدرة الرمز على إيصال الشعور بالخطر في وقت أقل مما تستغرقه قراءة كلمة قد يعني الفرق بين الحياة والموت. وقد وضع هذا الشيء بعين الاعتبار عندما وحدت الحكومة الفيدرالية الإشارات المستخدمة لفصل خطوط المرور عام 1970. في يومنا هذا، ترسم الخطوط بلونين: الأبيض عندما يسير خطا المرور بنفس الاتجاه، والأصفر عندما لا يكونا كذلك. الغرض من هذا الاختلاف هو منع الحوادث المرورية، ولكن الأمر استغرق سنوات طويلة لإقناع المسؤولين أنه كان الخيار الصحيح.

صمم إدوارد هينز أول خط مركزي حديث للطريق في أوائل القرن العشرين. لقد جعله أبيض اللون، إذ استوحاه من مشهد قد رأه لحليب انسكب على طريق تم تعبيده حديثًا، وبقي هذا اللون افتراضيًا لعقود. ومع حلول عام 1955، اعتمدت معظم الولايات استخدام الخطوط البيضاء لتقسيم خطوطهم المرورية. الاستثناء الوحيد كان ولاية أوريغون. أصرت الولاية على أن اللون الأصفر هو الطريقة الأفضل للتحذير – الشيء الذي لم تقتنع به بقية البلاد. في نهاية المطاف، وافقت ولاية أوريغون على تغيير خطوطها المركزية إلى اللون الأبيض عندما هددتها الحكومة بحجب 300 مليون دولار من تمويل الطرق السريعة.

مع حلول عام 1971، توصل الأشخاص المسؤولون عن توحيد رموز الطرق السريعة إلى وجهة نظر ولاية أوريغون. أصبحت قضية استخدام اللون الأصفر للتحذير أقوى من أي وقت مضى: فقد استخدم في إشارات المرور، كإشارة لتخفيف السرعة، كما كان لون إشارات التوقف في أوائل القرن العشرين.

لكن ليست كل خطوط المرور المركزية بحاجة لمثل هذا التحذير القوي. عند بقاء لون الخطوط التي تفصل بين التدفق المروري الموازي باللون الأبيض، استخدم اللون الأصفر حاجزًا بين السيارات التي تسير باتجاهات معاكسة، أي لتجاوز الخطوط الأكثر خطورة. ولا تزال هذه القاعدة التي صدرت عام 1971 في دليل أجهزة التحكم الموحدة للشوارع والطرق السريعة، معيارًا قياسيًا حتى يومنا هذا.

  • ترجمة: زينة المللي
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1