لماذا قد تكون نسبة الخصر إلى الورك أفضل من مؤشر كتلة الجسم كمقياس للصحة؟

استخدم مؤشر كتلة الجسم كأداة للتحكم بالوزن والتدخل فيه لفترة طويلة، إلا أن الخبراء يقولون بأن هذا المؤشر يحتوي على عدة عيوب.

يقول الخبراء بأن نسبة الخصر للورك قد تكون مؤشرًا أكثر دقة لخطر الوفاة في العديد من الحالات.

كما أنهم يضيفون بأن نسبة الخصر للورك قد تكون أداة ذات فاعلية أكبر في التدخلات الطبية.

بحسب دراسة جديدة، قد تكون نسبة الخصر للورك أداة أفضل من مؤشر كتلة الجسم لتحديد التحكم بالوزن.

يشير بحث تمً نشره هذا الأسبوع في مجلة “Jama Network Open” بأن نسبة الخصر للورك قد تكون أكثر فائدة من مقياس كتلة الجسم في تحديد المخاطر الصحية والتدخلات الطبية اللازمة.

فحص الباحثون بيانات تم جمعها من 387,672 مشارك في المملكة المتحدة، من أجل هذا البحث. قارن الباحثون البيانات بما يتعلق بمؤشر كتلة الجسم، ومؤشر كتلة الدهون، ونسبة الخصر للورك.

كتب الباحثون بأن: «مقارنًة مع مؤشر كتلة الجسم، حصلت نسبة الخصر للورك على الارتباط الأقوى، والأكثر فاعلية، والأكثر توافقًا مع نسبة الوفيات في العديد من الحالات، كما كانت المقياس الوحيد الذي لم يتأثر بمؤشر كتلة الجسم.

هناك توصيات قائمة من منظمة الصحة العالمية حول النطاق الأمثل لمؤشر كتلة الجسم بأنها وهي غير دقيقة بين الأفراد الذين يعانون من تكوينات جسدية مختلفة وبالتالي دون الحد الأمثل للإرشادات الطبية».

أضاف مؤلفوا الدراسة بأن: «هناك حاجة للقيام ببحث في المستقبل لاكتشاف ما إذا كان استخدام نسبة الخصر إلى الورك، كأداة سريرية أساسية لقياس نسبة الدهون في الجسم سيساعد على الحصول على نتائج صحية طويلة الأمد لدى فئات مختلفة من المرضى، مقارنًة مع مؤشر كتلة الجسم.

توفر نتائجنا المزيد من الدعم لتحويل تركيز الصحة العامة من قياس الدهون عامًة، مثل مؤشر كتلة الجسم، إلى استخدام توزيع السمنة، نسبة الخصر إلى الورك.».

ماهي نسبة الخصر إلى الورك؟

نسبة الخصر إلى الورك هي محيط الخصر مقسم على محيط الورك.

تعتبر نسبة الخصر إلى الورك البالغة 1،0 أو أعلى، مؤشرًا على مخاطر الإصابة بالأمراض، كأمراض القلب، في كل من الرجال والنساء.

الناس الذين يمتلكون دهون زائدة في الجزء الأوسط من أجسامهم، هم أكثر عرضًة لمخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب التاجية، وضغط الدم المرتفع.

مؤشر كتلة الجسم هو أداة شائعة للتحكم بالوزن، تقاس عن طريق حساب وزن جسم الإنسان بالكيلو غرام إلى طوله بالمتر المربع.

إشكالية مؤشر كتلة الجسم

يقول الخبراء بأن مؤشر كتلة الجسم قد يكون أداة إشكالية.

صرحت دانا هونيس، الحائزة على درجة الدكتوراه، أخصائية تغذية سريرية عليا في المركز الطبي في جامعة لوس أنجلوس والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة: «لقد كان مؤشر كتلة الجسم الأداة التي يتم استخدامها للتحكم بالوزن في عيادات الأطباء، والمستشفيات، وما إلى ذلك.

حتى إلى يومنا هذا مازالت تستخدم هذه الأداة، وذلك لسهولة حسابها، فكل ماتحتاجه هو الوزن والطول.

على أية حال، مؤشر كتلة الجسم ينطوي على مشاكل كثيرة. واحدة من هذه المشاكل هي بأنه قد يكون لديك حامل أثقال لديه نسبة دهون في الجسم %؜8 لمؤشر كتلة الجسم %؜35، وبنفس الوقت قد يكون لديك شخص لديه نسبة دهون بالجسم %؜ 35 لنفس مؤشر الكتلة، هذا غير محدد».

«تقوم نسبة الخصر للورك بعمل أفضل في استخلاص الدهون الحشوية، دهون القسم الأوسط للجسم ودهون الخصر، هذه الدهون تعتبر الأكثر ضررًا فيما يخص الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. لذلك نعم أعتقد بأنه يجب علينا استخدام هذا المقياس في أغلب الأحيان، نظرًا لأن هذا المقياس هو الأفضل كبديل عن السمنة بشكل عام ولتوزيع الشحوم» هذا ما صرحت به هونيس لمجلة “Medical News Today”.

على الرغم من عيوب مؤشر كتلة الجسم، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أنه مازال الأكثر استخدامًا.

صرح رئيس قسم الجراحة التنظيرية للسمنة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا والذي لم يشارك في الدراسة، الطبيب دان أزاجوري، لمجلة Medical News Today بأنه: «على الرغم من أن عيوب هذا المقياس ملحوظة، إلا أنها لازالت أداة مفيدة، وذلك لعدة أسباب.

إحدى هذه الأسباب بأنها متأصلة بعمق في الكثير من الأشياء التي نستعمله، إن الإرشادات الصادرة عن [إدارة الغذاء والدواء] و[المعاهد الوطنية للصحة] حول التحكم بالسمنة، لاتزال حول مؤشر كتلة الجسم».

أضاف أزجوري بأنه: «المبلغ الذي يدفعه تأمينك، والعلاج الذي سيدفعون مقابله هذا المبلغ، يعتمد على مؤشر كتلة الجسم. لذلك، في حين أني أوافق على أنه أمر معيب، لكنه موجود ويستخدم على نطاق واسع، ولربما سنضطر للتعايش مع هذا الأمر لوقتٍ طويل».

مخاطر زيادة الوزن والسمنة

وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، هم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية. ويشمل ذلك الوفاة الناتجة عن مختلف الأسباب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والأمراض العقلية، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وأمراض المرارة، والتهاب المفاصل العظمي، ومشاكل في التنفس، ونوعية حياة متدنية، ومشاكل في الأداء البدني ومرض السكري من النوع الثاني.

قال هونيس بأنه: «كلما زادت نسبة السمنة عندنا (كلما زادت نسبة الدهون في أجسامنا، خصيصًا دهون المنطقة الوسطى من الجسم)، كلما زاد خطر الوفاة الناتجة عن أي سبب وخصيصًا بسبب (أمراض القلب والأوعية، والسرطان). كلما ارتفعت نسبة الدهون في أجسامنا، كلما أصبح موتنا وشيكًا،» هذا ما قالته هونيس.

كما أضافت: «بالنظر إلى الارتباطات/العلاقات بين جميع الأسباب والسبب المحدد للوفاة والسمنة، فإنه من المهم الحصول على مقياس بديل وموثوق للسمنة. ويستخدم هذا كمؤشر مستقل لجميع الأسباب ولسبب محدد للوفاة».

في الولايات المتحدة، تم تصنيف ما يقارب نسبة 74 %؜ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين ومافوق، بزيادة الوزن أو السمنة.

في عام 2019، قدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن التكلفة المرتبطة بالسمنة تبلغ 173 مليار دولار سنويًا.

إنهاء وصمة السمنة

يناقش ازاجوري بأنه على الرغم من أهمية وجود أداة موثوقة لقياس الوزن والتحكم به، إلا أن هذه الأداة ليست إلا جزء من معضلة مساعدة أولئك الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.

كما يقول ازاجوري بأنه: «لا يزال التحدي الأكبر يكمن بأن الغالبية العظمى من المرضى، لايلجأون إلى المساعدة الطبية لمعالجة مشكلة السمنة عندهم. وعندما يفعلون ذلك، لا يزالون يواجهون وصمة العار من قبل مقدمي الرعاية الصحية».

أضاف ازاجوري: «في الوقت الحالي، نحن لا نملك حتى الفرصة لمعالجة معظم الأشخاص الراغبين حقًا بالاستفادة من هذا العلاج. الشيء الذي نحن بحاجة لعلاجه حقًا، هو وصمة العار المرتبطة بالسمنة، وبإنها مرض بحاجة إلى العلاج، وبإن المرضى الذين يعانون من السمنة يجب أن لا يكونوا منبوذين».

  • ترجمة: زينة المللي
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1