إذا كنت تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى بنفسك، فعندي لك بعض النصائح لجعل كتاباتك دائمًا جذابة ومبدعة
العنوان:
يقوم ChatGPT بتغيير طريقة كتابتنا بشكل جذري. لكن كيف يحدث ذلك، ولماذا يعتبر مشكلة؟
المقال:
هل لاحظت أن بعض الكلمات والعبارات تظهر في كل مكان مؤخرًا؟ عبارات مثل (التعمق في) و (التنقل في المشهد)، إنها تظهر في كل شيء من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى المقالات الإخبارية والمنشورات الأكاديمية. قد تبدو هذه العبارات فخمة، لكن الإفراط في استخدامها يمكن أن يجعل النص يبدو رتيبًا ومتكررًا. ربما يرتبط هذا الاتجاه بالاستخدام المتزايد لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT ونماذج اللغة الكبيرة الأخرى. صُممت هذه الأدوات لتسهيل الكتابة من خلال تقديم اقتراحات بناءً على الأنماط في النصوص التي تدربت عليها. ومع ذلك، قد تؤدي هذه الأنماط إلى الإفراط في استخدام كلمات وعبارات معينة، مما ينتج عنه أعمال لا تشبه الكتابة البشرية الحقيقية.
ازدياد استخدام اللغة الأسلوبية
أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مدربة على كميات هائلة من النصوص من مصادر متنوعة. لذلك، تميل إلى استخدام الكلمات والعبارات الأكثر شيوعًا في مخرجاتها. فمنذ إطلاق ChatGPT، ازداد استخدام كلمات مثل (يُعمّق، يُبرز، يُؤكّد، محوري، عالم، دقيق) في الكتابات الأكاديمية.
ومع أن معظم الأبحاث ركزت بصورة خاصة على الكتابة الأكاديمية، إلا أن هذا الاتجاه اللغوي الأسلوبي ظهر في أشكال أخرى من الكتابة، بما في ذلك مقالات الطلاب وطلبات المدارس. كما أوضح أحد المحررين لمجلة Forbes، فإن كلمة (نسيج) هي مصطلح شائع خاصة عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة المسودات.
لماذا يعد مشكلة
الإفراط في استخدام بعض الكلمات والعبارات يُفقد الكتابة لمستها الشخصية. ويصبح من الصعب تمييز الأصوات والمنظورات الفردية، وكل شيء يأخذ طابعًا آليًّا. أيضًا، كلمات مثل (ثورة أو مثيرة للاهتمام)- قد تبدو كأنها تضيف لمسة أنيقة- لكنها يمكن أن تجعل الكتابة أكثر صعوبة للفهم.
إن اللغة المزخرفة لا تنقل الأفكار بفعالية مثل اللغة الواضحة والمباشرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الكلمات البسيطة والدقيقة لا تعزز الفهم فحسب، بل تجعل الكاتب يبدو أكثر ذكاءً.
وأخيرًا، الإفراط في استخدام الكلمات الأسلوبية قد يجعل الكتابة مملة. إذ يجب أن تكون الكتابة مشوقة ومتنوعة؛ فالاعتماد على بعض الكلمات الطنانة فقط سيؤدي إلى فقدان القراء للاهتمام.
حاليًا، لا توجد أبحاث تعطينا قائمة دقيقة بأكثر الكلمات الأسلوبية المستخدمة بواسطة ChatGPT شيوعًا، إذ سيتطلب ذلك تحليلًا شاملًا لكل إنتاج أُنشئ سابقًا. ومع ذلك، إليك ما قدمه ChatGPT نفسه عندما طُرح عليه هذا السؤال.
حلول ممكنة
كيف نحسن الوضع؟ إليك بعض الأفكار:
1. الانتباه للتكرار: إذا كنت تستخدم أدوات مثل ChatGPT، انتبه لتكرار الكلمات أو العبارات، فإذا لاحظت ظهور المصطلحات نفسها مرارًا، حاول استبدالها بلغة أكثر بساطة و/أو أكثر أصالة. بدلاً من (التعمق في)، يمكنك استخدام (استكشاف) أو (النظر عن كثب).
2. طلب لغة واضحة: تعتمد النتائج التي تحصل عليها من ChatGPT على الإرشادات التي تعطيها، فإذا لم ترغب في لغة معقدة، اطلب منه (الكتابة بوضوح دون استخدام كلمات معقدة).
3. تحرير عملك: قد يكون ChatGPT نقطة بداية مفيدة للكتابة، لكن تحرير النصوص التي ينتجها يظل مهمًا، فمن خلال مراجعة وتغيير بعض الكلمات والعبارات، يمكنك إضافة صوتك الخاص للنص، و كونك مبدعًا في استخدام المرادفات هو إحدى الطرق للقيام بذلك، واستخدم قاموس المرادفات أو فكر مليًا فيما تحاول إيصاله في نصك، وكيف يمكنك القيام بذلك بطريقة جديدة.
4. تخصيص إعدادات الذكاء الاصطناعي: تتيح لك العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وMicrosoft Copilot وClaude ضبط نمط الكتابة من خلال الإعدادات أو الإرشادات المخصصة، فعلى سبيل المثال، يمكنك تفضيل الوضوح والبساطة، أو إنشاء قائمة استبعاد لتجنب بعض الكلمات.
ومن خلال التركيز على كيفية استخدامنا للذكاء الاصطناعي التوليدي وبذل جهد للكتابة بوضوح وأصالة، يمكننا تجنب الوقوع في فخ الأسلوب الآلي. في النهاية، الكتابة هي تعبير عن أفكارك بطريقتك الخاصة. بينما يمكن أن يساعدك ChatGPT، فإن الأمر متروك لكل منا للتأكد من أننا نقول ما نريده حقًا، وليس ما تمليه علينا أداة الذكاء الاصطناعي.
- ترجمة: محمد العبود
- تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
- المصادر: 1