ما هو حمض الهيالورونيك؟ وهل هو مناسب للاستخدام من قِبل الأطفال والمراهقين؟

في وقت سابق من شهر آذار/مارس 2025، سحبت متاجر Kmart بلسم زيتي منظِّف يحتوي على حمض الهيالورونيك من رفوفها، وذلك بعد إدخال مراهقة إلى المستشفى، نتيجة استخدامها لهذا المنتج، مُعَانِيةً من ألم في العين وضباب في الرؤية. ولا يزال من غير الواضح ماهية المكوِّن الذي سبب ردة الفعل هذه عند المراهقة.
وقد صرَّحت سلسة المتاجر Kmart في بيان صادر لها، أن هذا المنتج سُحِبَ بينما يجرى تحقيق لمعرفة السبب وراء ذلك. وتقول الشركة المنتجة أيضًا: «نريد أن نؤكِّد لزبائننا أن منتجاتنا صُمِّمت بطريقة تضمن مراعاتها لمعايير السلامة الأوروبيّة والأستراليّة فيما يتعلق بالمكوِّنات المستخدمة».
يعتبر حمض الهيالورونيك، على الرغم من تسميته كحمض، مكون لطيف ويستخدم بشكل واسع في منتجات العناية بالبشرة. لكن ما هو تأثير حمض الهيالورونيك على البشرة، وهل هو آمن للاستخدام عند الأطفال والمراهقين؟
ما هو حمض الهيالورونيك؟
يعد حمض الهيالورونيك أحد أنواع عديدات السكاكر المخاطية (غلوكوزامينوغليكان)، وهو جزيء يحتوي على السكر ضمن بنيته، ويوجد بشكل طبيعي في الجلد والعينين والسائل المفصلي والأنسجة الضامَّة. كما أنه يلعب دورًا أساسيًا في ترطيب الجلد والأنسجة وتزليق الأسطح المفصلية ودعم إصلاح الأنسجة.
ويستخدم حمض الهيالورونيك أيضًا خارج مجال المستحضرات التجميلية: في توصيل الدواء (تقنيات وآليات تهدف إلى إيصال الدواء إلى مكانه الصحيح في الجسم ليقوم بتأثيره المطلوب على أكمل وجه)، والطب التجدُّدي (مجال حديث في الطب يبحث في آليات تجديد وإصلاح الخلايا والأنسجة)، وترميم الجروح، وبعض الحالات المرضية كالتصلُّب العصيدي (ضيق وتصلب الأوعية الدموية) والفصال العظمي (مرض مفاصل تنكُّسي)، كما أنه يعد مكونًا أساسيًا في قطرات العينين ومحاليل العناية بالعدسات اللاصقة.
كيف يُستخدم حمض الهيالورونيك في العناية بالبشرة؟
من الممكن أن نفسّر كلمة “حمض” على أنه مادة قاسية ومُضرّة بالبشرة، لكن حمض الهيالورونيك لا يستخدم بشكله الحمضي في منتجات العناية بالبشرة بل بشكله الملحي وهو هيالورونات الصوديوم.
عند استخدام الأحماض النشطة في العناية بالبشرة كحمض الساليسيلك، تنخفض درجة حموضة البشرة (PH) وتُهدم الروابط بين خلايا الجلد الميتة مما يؤدي إلى تقشير البشرة. بينما، وعلى العكس تمامًا، يُستخدم حمض الهيالورونيك لترطيب البشرة، إذ يعد مكونًا جاذبًا للرطوبة، فيجذب جزيئات الماء ويحتفظ بها.
يملك حمض الهيالورونيك ثلاثة ميِّزات تجعله ملائمًا للعناية بالبشرة: إنه قابل للذوبان في الماء، ومتوافق حيويًا (غير مؤذي أو سام للجسم)، كما أنه قابل للتحلّل (إذ يتحلّل طبيعيًا إلى مواد بسيطة غير سامة). إنه آمن عادةً وجيد التحمُّل، وتعد تأثيراته الجانبية نادرة.
يُستخدم حمض الهيالورونيك في صناعة منتجات العناية بالبشرة بعدة أشكال، منها جزيئات حمض الهيالورونيك الصغيرة (منخفضة الوزن الجزيئي) التي تخترق البشرة إلى العمق وتُسهم في ترطيب الطبقات العميقة وتُحفّز إنتاج الكولاجين (بروتين بنيوي أساسي في الجلد) الأمر الذي يزيد من مرونة البشرة ويقلّل من ظهور الخطوط الرفيعة، وتُسوَّق هذه المنتجات على أنها “مضادة للشيخوخة”.
بينما تبقى الجزيئات الأكبر على سطح الجلد التي تعطي تأثيرًا مرطِّبًا فوريًا وتمنع الماء من التبخُّر عن سطح الجلد.
هل لاستخدام حمض الهيالورونيك أي مخاطر؟
عمومًا، يعتبر حمض الهيالورونيك مكونًا آمنًا حتى للبشرة الحساسة، لكن يمكن أن تحتوي المنتجات المكونة له على مواد أخرى قد تسبب الحساسية، تحديدًا العطور والمواد الحافظة والمواد الفعَّالة على سطح البشرة (مكونات منتجة للرغوة ومنظِّفة)، والتي قد تكون آمنة على البشرة لكنها تسبب الحرقة وتهيج العينين، والسبب في ذلك أن القرنية والملتحمة أكثر حساسية من الجلد.
كيف تُضبط المكونات المستخدمة في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة؟
على خلاف الأدوية والمنتجات ذات الهدف العلاجي التي تُنظّم عن طريق إدارة السِلع العلاجية (TGA)، فإن منتجات العناية بالبشرة لا تتطلب إثبات أو اختبار السلامة قبل التسويق، إذ تقوم الشركات المنتجة بتسجيل منتجاتها في برنامج إنتاج الكيميائيات الصناعية الأسترالي (AICIS) وتثبت أنها تستخدم مكونات غير محظورة أو مُقيَّدة الاستخدام.
يمكن لهذا الأسلوب في التنظيم أن يخلق فجوة، فقد تبقى المنتجات المعيبة في السوق ولا تُسحب حتى تُحدث تأثيرها عند المستخدمين.
هل تعتبر هذه المنتجات مناسبة للأطفال؟
قَيَّمت معظم الأبحاث تأثير المكونات الفعّالة (بما فيها حمض الهيالورونيك) على البالغين، مما ترك فجوة في فهم طريقة تأثيرها على بشرة المراهقين وصغار السن.
لقد صُمِّمت العديد من المنتجات للبشرة الناضجة أو لأنواع محدَّدة من البشرة مما يجعلها غير ضروريّة للأطفال والشباب أو حتى ضارة لبشرتهم في بعض الأحيان. لذا يُنصح بتجنب المستحضرات التي تحتوي على مشتقات الريتنويد كالريتنول والريتنال إلا إذا كانت بوصفة طبيب جلدية، لما قد تسببه من احمرار وجفاف وتقشير. كذلك من الممكن أن تسبب مستحضرات أحماض ألفا هيدروكسي التهيج والاحمرار وقد تجعل حب الشباب أسوء.
إذًا، ماذا يمكن أن يستخدم صغار السن للعناية بالبشرة؟
يجب على الأطفال والمراهقين تجنُّب المنتجات التي تحتوي على مكونات نشطة كالريتنول، وفيتامين سي، وأحماض ألفا وبيتا هيدروكسي، والببتيدات، وكذلك المنتجات التي يحتوي تغليفها عبارات مثل مضاد للشيخوخة أو تقليل التجاعيد أو تفتيح أو شدّ.
يمكن أن يحافظ المراهقون على بشرتهم نقية ومحميِّة من خلال استخدام غسول لطيف ومرطب بسيط وكريم واقي شمسي واسع الطيف ذي عامل حماية 30 أو 50. كما يُفضّل اختيار غسول ومرطبات لطيفة وخالية من العطور ومناسبة لجميع أنواع البشرة. وقد تساعد أيضًا استشارة الصيدلاني في تقديم اقتراحات مناسبة حسب حاجة كل بشرة.

  • ترجمة: الهادي حسن
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1