رئة متبرع تتحول إلى فصيلة دم عامة

يمكن للمرضى الانتظار لفترة طويلة لإجراء عمليات زرع الرئة لإنقاذ حياتهم، نظرًا للحاجة إلى إيجاد تطابقات دقيقة مما يعقد العملية، واحدة من الخصائص التي يجب مطابقتها هي فصيلة دم المريض والمتبرع.

يُظهر بحث جديد الآن أن فصيلة الدم لبعض الرئات المتبرع بها يمكن تغييرها قبل الزرع، مما يعني وجود مجموعة أكبر من رئات المتبرع ذات فصيلة دم O سالبة مانحة للجميع ووقت أقل في قائمة الانتظار للمحتاجين.

تنفذ العملية عن طريق زوج من الإنزيمات – على وجه التحديد، الأنزيمين FpGalNAc deacetylase وFpGalactosaminidase – التي تعمل معًا على إزالة المستضدات التي تميز خلايا الدم الحمراء، وتحويل فصيلة الدم A للرئتين إلى النوع O.

كتب الباحثون في دراسة منشورة: «هناك حوالي 100.000 مريض على قوائم انتظار زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة». «يحتاج هؤلاء المرضى إلى أعضاء متوافقة مع مستضدات سطح الخلية الرئيسية. إذ إن عملية إيجاد أعضاء متطابقة ليس بالأمر السهل».

«لهذا السبب، غالبًا ما ينتظر المرضى الذين يعانون من فشل تدريجي في الأعضاء لسنوات لإجراء عملية زرع للبقاء على قيد الحياة، وبعضهم قد يموت ولا يتلقون أبدًا عضوًا مطابقًا على النحو الأمثل. في عام 2017، تلقى أقل من ثلث المرضى في قائمة انتظار زراعة الرئة عضوًا في الولايات المتحدة».

إن صعوبة العثور على المطابقات لا تعني فقط الانتظار لفترات أطول ولكن أيضًا ستذهب رئات المتبرعين هباءً منثورًا.

عالج العلماء تحت ظروفٍ مخبرية ثمان رئات من فصيلة الدم A بمزيج الإنزيم، وأفادوا أنه تمت إزالة 97 بالمائة من مستضدات فصيلة الدم A في غضون أربع ساعات. إضافةً لذلك، حدث هذا التحويل دون أي سمية ملحوظة.

وضعت بعد ذلك ثلاثة من الرئات المحايدة حديثًا في البلازما لمحاكاة عملية زرع فعلية. كان تلف الأجسام المضادة الملحوظة ضئيلًا، مما يعني قبول الرئتين المنقولتين بدلًا من رفضهما، على الأقل في المراحل المبكرة الحرجة.

ويقدر الفريق أن الإجراء قد يؤدي في النهاية إلى زيادة عدد الرئات المتبرع بها بفصيلة الدم O من 55% حاليًا إلى أكثر من 80% في المستقبل.

كتب الباحثون: «قلل علاج رئتي المتبرع من ارتباط الأجسام المضادة، وترسيب المتممة (أي ترسب نوع من البروتينات على الجسم الدخيل ليتعرف عليه الجهاز المناعي)، والإصابة الناتجة عن الأجسام المضادة مقارنةً بالرئات السليمة». «كان لهذه الاستراتيجية القدرة على زيادة انتشار زراعة الرئة غير المتطابقة مع فصائل الدم ABO والقيام بتحسينات في كفاءة توزيع الأعضاء».

تؤدي زراعة الرئتين من فصيلة الدم الخطأ حاليًا إلى استجابة مناعية سريعة ورفض الجسم للعضو. فعلى سبيل المثال، المرضى أصحاب فصيلة الدم O لديهم خطر أكبر بنسبة 20% للوفاة في أثناء انتظار متبرع مناسب. يوقف هذا الإجراء الاستجابة المناعية الذاتية عن طريق إزالة مستضدات فصيلة الدم A.

يلزم المزيد من البحث قبل الموافقة على هذه العملية باعتبارها آمنة للاستخدام مع الأشخاص الفعليين، رغم أن الإشارات الأولية مبشرة. يرغب الباحثون بعد ذلك بإجراء اختبارات على الفئران لإجراء مزيد من الاختبارات على عملية تحويل فصيلة الدم في الرئة.

وبيّن الباحثون: «كخطوات لاحقة، نخطط لاستخدام فئران معدلة وراثيًا محاكية لدراسة حركية إعادة تشكيل المستضد والتأثيرات طويلة المدى بعد الزرع للعلاج الأنزيمي للمتبرع بالأعضاء».

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1