لا تتحدّث عن هذه الأمور الستة في مقابلة العمل
قد تبدو هذه العبارات غير ضارّة، لكنّ المُحاورون يقولون أنّ بإمكانهم رفع بعض الأعلام الحمراء لها.
بالنّسبة لمعظم أرباب العمل، فإنّ الألفاظ النابية والحضور متأخّرًّا يشكّلان الأرضيّة الأساس للاستبعاد الفوري من المقابلة. لكن هناك طرق أكثر دقّة في ذهن مدير التوظيف لرفع العلم الأحمر؛ فبعض العبارات الشائعة التي قد تعتبرها غير ضارة، أو حتّى أنّها مفيدة، قد تجعل في الواقع أرباب العمل يفكّرون إذا ما كنت حقًّا الشخص المناسب للوظيفة.
إذا أردت أن تبهر المُحاور، تأكّد من تجنّب العبارات الست التالية. وعلى الرغم من أنّك قد تملك أفضل النوايا، إلّا أنّك لا تريد أن يحصل الشخص الذي تقابله على انطباع خاطئ.
1. «لم أستطع تحمّل شركتي القديمة»
قد تكون عملت فعلًا بشركة سيّئة، لكنّ التأفّف من ذلك أو التّكلم بالهراء لن يكسبك نقاطًا مع المحاور.
يقول روي كوهين، المدرب الوظيفي وكاتب كتاب دليل بقاء المحترفين في وول ستريت The Wall Street Professional’s Survival Guide: «عندما تُسأل عن مدير أو زملاء سابقين، لا تذمّهم أبدًا»؛ فالقيام بذلك «سيزيد الأسئلة عمّا إذا كنت ستتكلّم هكذا، في وقتٍ ما، عن مُحاورك إذا لم تحصل على ما تريد.»
بعد كلّ شيء، إذا تحدّثت بفظاظة عن شركتك السابقة، فمن سيقول أنّك لن تفعل الأمر نفسه في هذه الشركة؟ فبدل أن تتحدّث عن أمور لا تحبّها في ربّ العمل، تحدّث عن حماسك تجاه الشركة التي تقدّم طلبا بها سواء كانت الثقافة أو المهمة أو العمل الذي يجعلك متحمّسًا.
2. «سأفعل أي شيء»
قد تفكّر أنّ اتخاذك لأي تحدّ تلقيه الشركة عليك سيكون أمرًا جيّدًا، لكن وبكلّ صدق، يبدو الأمر تهورًا قليلًا. وتذكّر أنّ المقابلات ليست فقط لإظهار أنك تريد الوظيفة بل أيضًا لإثبات أنّك الشخص المناسب لهذه الوظيفة. بكلمة أخرى، لا يجب أن تكون مستعدًا لفعل شيء ما، بل يجب أن تكون على معرفة وشغف بما تفعله.
يوصي المدير التنفيذي لشركة تعهد الموارد البشرية TrendHr، دان و. بوبست DW Bobst، أن «تخبر مُحاوِرك ما أكثر أمر ترتاح القيام به أو ما هي خلفيّتك، أو حتى ما هي الأشياء التي تهتم بالقيام بها لكنّك لم تفعل ذلك من قبل. فلا أحد يوظّف شخصًا قصير المدى أي الذي سيغادر سريعًا. لذا، تأكّد من أن تترك المُحاور بانطباع أنّك ستكون موجودًا لفترة طويلة».
3. «أنا مندفع ذاتيًّا، وأتعلم سريعًا، كما أملك مهارات قياديّة»
نظريًّا، تعتبر هذه أشياء جيدة، لكنّ إلقاء مجموعة من العبارات الرنّانة كهذه من دون أيّ دليل يدعمها يعدُّ كلامًا فارغًا.
تقول لورا ماكلويد، مدربة القيادة ومبتكرة منصة فروم ذا انسايد آوت بروجكت From the inside out project: «يشير هذا إلى نقص في الصِحّة والثقة لهذه الأصوات السطحية اللاذعة. وقد يضبطك المحاور لأنه قد سمع هذا من قبل؛ فما الذي يعنيه ذلك حتى؟» ثمّ تضيف: «إذا أردت استخدام ذلك، سيتوجّب عليك التوضيح [من خلال] أمثلة محددة لحل المشكلات، والتعاون وإدارة النزاعات. عبّر عنها واشرحها عِوضَ تسميتها فقط.»
على سبيل المثال، إذا أردت عرض مهاراتك القياديّة، تحدّث عن كيفية تقدمك لمشروع جماعي، وقدّم بقدر ما يمكنك تفاصيل حول ما الذي قمت به، وكيف فعلته، ولماذا صنع هذا فرقًا.
4. «كلا، لا أعرف كيف أقوم بذلك»
مِن الاحتمالات، أنّه لن تكون كل مهمة فرديّة لوظيفة معيّنة مألوفة لديك. وهذا مقبول في أغلب الأوقات؛ فمديرو ومسؤولو التوظيف لن يتوقعوا منك معرفة كل شيء، تحديدًا إذا كنت في مستوى مبتدئ أكثر.
لكن هناك طريقة جيّدة وأخرى سيّئة للتعبير عمّا إذا كنت لا تعرف القيام بشيء ما. إنّ قول “لا” يُظهر بوضوح أنّك لست جاهلًا تمامًا فحسب، بل أنّك غير راغب في التّعلم أيضًا.
«بدلا من ذلك، أجب على السؤال بردٍّ مؤهّل. على سبيل المثال، إذا سُئِلت إن كنت عمِلتَ على برنامج [ليس لديك] خبرة به، يجب أن تتحدّث عن برنامج مشابه لديك خبرة به وما علاقته بالبرنامج موضع السؤال»، يقول باتريك لينش، رئيس المنطقة الجنوبية الشرقية للمواهب والانتقال في شركة CMP.
يمكنك أيضًا إعطاء مثال عن الوقت الذي تعلّمت فيه بسرعة أداة أو تقنيّة مختلفة لتوضّح أنّك قادر على الانطلاق بالعمل في وقتٍ قصير.
5. «إذًا ما هي مهمّة شركتكم تحديدًا؟»
إذا سألك المُحاور إن كنت تملك أيّ سؤال؛ فهذا يعتبر فرصة لك لتبرهن كم أنّك مطّلع جيّدًا، وليست فرصة لطرح الأسئلة التي من السهل عليك اكتشافها بنفسك بدقائق قليلة من البحث.
تقول شريكة العميل والخبيرة المهنيّة في شركة التوظيف PROTECH، اليزابيث بيكير: «يُظهر هذا السؤال بوضوح أنّك لم تتعنّى بالتّعرف، في منزلك، على الشركة أو على منتجاتها. وبدلًا من ذلك، استخدم الأسئلة كطريقة لإثبات أنّك قمت ببعض البحث في المنزل.»
مثلًا، يجب أن تكون قد قمت ببعض الأبحاث عن الشركة واكتشفت أنّها تُعنى بشكل أساسي بالتجارات الصغيرة والمتوسّطة (SMBs). في هذه الحالة، قد ترغب في قول شيئا مثل «لقد وجدتُ أنّه من المشوّق أنّ برنامجكم يتوجّه إلى مجال التجارات الصغيرة والمتوسّطة، فهل لديكم أي خطّة لإطلاق حلول للشركات أيضًا؟» تقترح بيكير.
6. «أريد وظيفة بمقابل مادي معيّن»
إنّ الراتب والامتيازات مهميّن جدًّا، وغالبًا ما يلعبون دورًا كبيرًا في تحديد ما إذا كنت ستَقبل عرض الشركة أم لا. لكن إثارة تفاصيل حول الراتب أو المنافع التي تريدها بعفويّة وبوقتٍ مبكر في المقابلة يعتبر أمرًا وقحًا بعض الشيء.
ابدأ الأمر بأمان عندما لا تعترف بالضبط ماذا ستدفع الشركة مقابل الوظيفة. يقول بوبست: «اعطِ انطباعًا أنّك مرن فيما يتعلّق بالدفوعات بدلًا من الطلب»؛ فإذا تركت الحديث عن الأمر إلى نهاية المقابلة، سيعلمونك عن راتب الوظيفة.
على العكس، قد يسألونك عن الراتب الذي تتوقّعه؛ ففي هذه الحالة، لا تطلق مبلغًا فحسب بل استنتج ما تستحقّه فعلًا.
يقترح بوبست: «إذا كنت لا تعرف ما الراتب الذي تستحقه؛ فعليك النّظر بقدر الخبرة الذي تمتلكه، ما المجال الذي تهتمّ بالعمل فيه، بالإضافة إلى القيام ببعض البحث». استخدم حاسبة Glassdoor’s Know Your Worth، والتي تقدّم تقديرات مخصّصة للراتب بناءً على المسمّى الوظيفي، والموقع، وسنوات الخبرة وغيرها من الأمور.
وهكذا، يمكنك تقييم ما إذا حصلت على صفقة عادلة.
- ترجمة: فاطمة قنبر
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1