ستارلنك: نظام الإنترنت المعتمد على الأقمار الصناعية من شركة سبيس-إكس

ستارلنك هو مشروع إنترنت فضائي مدار من قبل شركة سبيس-إكس المختصة بالصناعات الفضائية.

في عام 2019، أطلقت سبيس-إكس أوّل 60 قمر صناعي من ستارلنك. ومنذ ذلك الحين، وصل ما يزيد عن 2000 قمر صناعي إلى مدار الأرض، لتكون بذلك جزءًا من تشكيلة أكبر تضم أكثر من 12000 قمرًا صناعيًا آخر.

تحت اسم ستارلنك، يهدف هذا المشروع لتزويد كل بقعة من كوكب الأرض باتصال إنترنت عالي السرعة.

في كانون الثاني/يناير من عام 2015، أعلن إيلون ماسك وهو المؤسس والمدير التنفيذي لسبيس-إكس عن فكرة ستارلنك. إذ أوضح أنّ الشركة تنوي فقط إطلاق حوالي 4000 قمر صناعي واسع الحزمة إلى المدار المنخفض للأرض، وذلك من أجل تأمين إنترنت منخفض التكلفة.

سابقًا قبل ستارلنك، كان هنالك فقط ما يقرب من 2000 قمر صناعي يعمل في مدار الأرض وكانت البشرية قد أطلقت حوالي 9000 مركبة إلى الفضاء عبر كل تاريخها. حاليًا، يتوفر وصول سريع إلى الإنترنت حصرًا في الأماكن التي تتوفر فيها الألياف البصرية. بينما تؤمّن الأقمار الصناعية المخصّصة للاتصالات الوصول إلى الإنترنت في الأماكن النائية ولكن بسرعة اتصال سيئة للغاية.

تموضع الأقمار الصناعية

بحسب الوكالة الأوروبية للفضاء ESA، فإنّ هذه الأقمار تتموضّع في مدار مراوح جغرافيًا، أي إنّها تتحرّك بنفس سرعة دوران الأرض، وبذلك تبقى متموضّعة فوق نفس النقطة من الأرض ممّا يجعل الاتصال بها عبر استقبال صحونها اللاقطة أمرًا سهلًا، ولكن ذلك سيؤثر سلبًا على عملية نقل البيانات والتي ستأخذ وقتًا أطول.

تبعًا لموقع Starlink.com، فإنّ سبيس-إكس تهدف إلى تغيير هذا الوضع عبر إحاطة الكوكب بأقمار صناعية تتحرّك في المدار المنخفض للأرض. لن تغطي هذه الأقمار لوحدها الكثير من سطح الأرض، بالإضافة إلى أنها لن تكون مراوحة جغرافيًا، لذا ستكون هنالك حاجة للألاف من الأقمار من أجل تغطية كل الكوكب. وسيقل بذلك الوقت اللازم لانتقال إشارة من الأرض إلى الفضاء وبالعكس، وهذا لأنّ الأقمار ستطفو على علو منخفض عن كوكب الأرض.

لا يعدّ القيام بما سبق أمرًا ذكيًا للغاية. إذ كلّما اقتربت الأقمار الصناعية من الأرض كلّما أعيقت أكثر من قبل أطراف طبقة الغلاف الجوي. تبعًا لموقع الشركة، فإنّه من أجل الالتفاف على هذه المشكلة، صممت سبيس-إكس أقمارها الصناعية لتبدو كزعنفة سمك القرش وباتجاه عموديّ مع حواف تشبه السكين لتساعد في التحرّك عبر الرياح. يزن كل قمر 550 رطلًا (250 كيلوغرامًا) وتعمل بشكل مشابه لعمل الموجّهات. تقتصر وظيفة القمر على استقبال الإشارات واكتشاف وجهتها والقيام بإرسالها إلى هذه الوجهة. بينما سيملك المستخدمون على الأرض صحونًا لاقطة خاصّة تتبّع أقرب قمر صناعي إليها.

جدليّة ستارلنك

لا يخلو مشروع ستارلنك من إثارة الجدل، إذ تصطفّ على كل قمر صناعي مصفوفة من الألواح الشمسية على شكل الجناح. عند شروق الشمس وغروبها، تلتقط هذه الألواح الضوء ممّا يجعلها تلمع كالنجوم في السماء. ومع حركتها جميعًا كمنظومة، فإنّها تترك آثارًا على صور التلسكوب، حاجبةً بذلك النجوم والكواكب من ورائها.

بحسب موقع Space.com، فإن مشروع Vera Rubin Observatory اللافت للأنظار والمزمع إطلاقه عبر الإنترنت في تشرين الأوّل/أكتوبر من العام 2023 في سلسلة جبال الأنديز التشيلية سيكون الأكثر عرضةً للتأثر. سيتأثر هذا المشروع بمسارات الأقمار المضيئة وذلك بسبب مجال الرؤية الواسع الخاص به وحساسيته العالية. هذا وقد ذكرت مجلة Live Science سابقًا أنّ هذه الأقمار الصناعية تشكل تهديدًا محتملًا للأجسام الأخرى التي تتحرك في مدار الأرض، فهي مسؤولة عن أكثر من نصف التصادمات في مدار الأرض وهذه النسبة قابلة للزيادة.

نقلًا عن موقع Space.com، قدمت الحكومة الصينية في كانون الأول/ديسمبر 2021 شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة بسبب قرب اصطدام محطة الفضاء الصينية بهذه الأقمار في مناسبتين مختلفتين. وبدخول ما يقارب 11 شركة إلى سباق الأقمار الصناعية، يبدو أنّ الفضاء سيغدو أكثر تعقيدًا وازدحامًا في السنوات القادمة.

مصادر إضافية

للاستعلام أكثر عن أهداف اتصال الإنترنت من ستارلنك، بإمكانك زيارة الموقع الإلكتروني Starlink.com. بالإضافة لذلك، يمكنك قراءة المزيد من التفاصيل عن سرعة وتغطية الإنترنت من ستارلنك عبر Tom’s Guide.

  • ترجمة: محمد حلاق
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1