كيف تصبح عالمًا؟ إليكم بعض نصائح العلماء

الطريق من أن تكون مهتماً بالعلوم إلى أن تصبح عالم ليس بالطريق الواضح- لذا إليك بعض النصائح.

عندما كان ألبرت أينشتاين في الخامسة من عمره، أعطاه والده بوصلة جيب صغيرة لتسليته أثناء مكوثة في السرير لفترة مع مرضه. رؤية القوى غير المرئية تحرك إبرة البوصلة أقنعت الشاب أينشتاين بأن «لا بد من وجود شي أعمق مخفي وراء الأشياء»، وفقاً للكتاب الذي ألفه والتر إيزاكسون، أينشتاين: حياته والكون. استمر في تغيير كيفية فهمنا لتلك الأشياء المخفية بعمق إلى الأبد.

قصص الأصيلة مثل هذه شائعة في العلوم. لكننا لا نسمع كيف ينتقل العلماء الناجحون من الإلهام الأولي إلى العمل اليومي للعلوم، من الانبهار بالبوصلة إلى السبورة في معهد الدراسات المتقدمة.

حتى لو أبهرك العلم، فإن الطريق إلى أن تصبح محترفًا ليس واضحاً. كيف تقتحم الطريق؟ فيما يلي بعض النصائح من العلماء الذين قاموا بالرحلة.

القيام بالخطوة الأولى

مثل أي مهنة، فإن العلم له عادات وطقوس لا تفهمها إلا إذا كنت ملمّاً. حتى خصوصيات وعموميات التقدم إلى كلية الدراسات العليا لا تكون بذاك الوضوح.

تقول شانون ميرفي، عالمة الأحياء في جامعة دنفر التي تدرس البيئة وتطور التفاعلات بين النباتات والحشرات: «هناك كل أنواع المعلومات السرية التي لا تعرف أن تعملها بنفسك، لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون لديك بعض الاتصالات بالأشخاص الذين يمكنهم على الأقل شرح كيفية عمل النظام».

ولكن كيف يمكنك إجراء هذه الاتصالات؟ النصيحة هنا هي أن تبدأ من حيث أنت. إذا كنت تأخذ دورة في العلوم، أخبر معلمك أنك مهتم بمتابعة العلوم كمهنة. سيكون معظمهم سعداء بتقديم المشوَرة لك – حتى لو كان ذلك يعني إعطائك اسم ومعلومات الاتصال بشخص آخر قد يكون قادراً على المساعدة.

إذا لم تكن في المدرسة بعد، فأبحث عن عالم تُعجبك أعماله وأرسل بريداً إلكترونياُ يخبره باهتمامك بهذا المجال. سيكون معظمهم سعداء لتقديم بعض النصائح.

عندما كانت جيل ليونارد بينجل، عالمة الحفريات في جامعة أوهايو، طالبة جامعية، اعترف أحد أساتذتها باهتمامها بعلم الحفريات واقترح أشخاصًا آخرين يمكنها التحدث إليهم. كما ذهب الأستاذ معها إلى اجتماعات مهنيّة وساعدها على توسيع شبكتها.

احصل على بعض الخبرة

ليس عليك الانتظار حتى يكون لديك أوراق الاعتماد المهنية ومختبر خاص بك لبدء القيام بالعلوم. يمكنك البدء في الحصول على الخبرة في وقت مبكر من المدرسة الثانوية – وإذا كنت بالفعل خارج المدرسة الثانوية، فيمكنك البدء أينما كنت.

كما تقول سارة براون، عالمة الأحياء الدقيقة البحرية التي ستحصل على درجة الدكتوراه هذا الصيف: هناك الكثير من الفرص للمبتدئين للحصول على خبرة في ممارسة العلوم (وليس فقط التعلم عنها في الفصل الدراسي). غالبًا ما يكون لدى الجامعات برامج صيفية وبرامج للدراسة في الخارج وفرص أخرى.

تقترح ميرفي التواصل مع أحد أعضاء هيئة التدريس وسؤاله عما إذا كان بإمكانك العمل في مختبره. لن تجد علاجاً ل COIVD_19 أو تحل لغز المادة المظلمة – على الأقل ليس من الخفافيش مباشرة – ولكنك ستتعلم كيف يتم العلم وكيفية متابعته كمهنة مدى الحياة. إذا لم يكن الشخص الأول الذي تتصل به مفيداً، فجرب شخصًا آخر. المرونة هي سمة ضروريّة في العلوم. ابدأ في تطويرها الآن.

بمجرد حصولك على وظيفة في مختبر أو في مشروع بحثي (حتى كمتطوع)، تخبرك ميرفي أنه بإمكانك العثور على مرشدين متحمسين لمساعدتك، وتؤكد مدى أهمية وجود موجهين جيدين.

وتقول: «ستشكّل شبكة من طلاب الدراسات العليا وما بعد الدكتوراه وتقنيات البحث التي ستصبح مرشديك». غالبًا ما تصبح هذه العلاقات طويلة المدى.

لا تزال ليونارد بينجل على اتصال بالأشخاص الذين ساعدوها خلال سنوات دراستها الجامعية. وتقول «من الجيد رؤيتهم في الاجتماعات المهنية».

لا تستسلم

قد يبدو السعي وراء مهنة في مجال العلوم أمرًا ساحقاً في بعض الأحيان، وكثير من الناس يتسربون من العلوم قبل الوصول إلى المستوى المهني، وهو ما تشير إليه ميرفي باسم «خط أنابيب متسرب».

بعض المعلمين يثنون الناس، وخاصة النساء، عن الذهاب إلى الميدان. على سبيل المثال، تتذكر ميرفي المعلمين والأساتذة الذين شكّكوا في اختيارها لأخذ دروس متقدمة في الكيمياء. لحسن الحظ، أنها لم تستمع. لكن لا يزال يحزنها أن الكثير من الناس يتأثرون بهذه الرسائل، هذا سبب آخر للبحث عن مرشدين داعمين، يمكنهم موازنة الرافضين.

يمكن للعلم أن يكون صعبًا، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك القيام بذلك. تشير براون إلى أنه يجب ألّا تستسلم، حتى لو كانت بعض الفصول صعبة. ليس عليك أن تكون جيداً في كل شيء للنجاح في العلوم.

وتقول: «يمكنك الحصول على بعض الأشياء التي أنت رائع فيها حقاً، والعمل على تحسين الأشياء التي تكافح من أجلها».

ربما من أكثر الأشياء المحبطة هو الشعور بأنك لا تنتمي. لم تذهب إلى كلية Ivy League؟ حتى أنك أول من يلتحق بالكلية من عائلتك؟ كل شخص آخر في الفصل مختلف عنك؟ لم تقابل أبدًا عالمًا حقيقيًا في حياتك؟

تقول ليونارد بينجل، لا تدع أيّاً من ذلك يخيفك، هناك تقدير أكبر لتنوع الخلفية والخبرة في العلوم اليوم. حتى لو كنت لا تتناسب مع قالبٍ ما وتعتقد أن العالِم يبدو عليه، لا يجب عليك التردد.

وتقول: «إذا كنت شغوفاً وفضولياً وملتزماً وتريد حقاً المساهمة في العلوم، فنحن نريدك هناك». يحتاجك العلم، فأمضِ إليه.

  • ترجمة: بسمة عنيزة
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1