ما الذي يجب على الجميع أن يدركوه حول اضطراب الوهم المشترك وكيف يمكن علاجه بنحوٍ ناجحٍ
إذا كنت من متابعين اللافتات، يجب أن تكون قد انتبهت على أنه يوجد سلسلة من العروض التي تشير إلى الذهان العقلي المشترك. على سبيل المثال يتحدث فيلم «النباتي السيء» على نيتفلكس عن مدير مطعم كان ناجحًا فيما مضى وانهار بسبب ظهور أوهام واضحة لحبيبته.
يعكس عرض أخر من عروض نيتفلكس والذي يدعى «سيد الدمية» أيضًا كيف تبدو الأوهام المشتركة التي فرضها رجل بريطاني يتظاهر بأنه العميل M15.
يبدو أن اضطراب الوهم المشترك SDDوالذي يطلق عليه أيضًا اسم «folie à deux» أو «الجنون لشخصين» هو فكرة متكررة في عالم اليوم. اعتمادًا على الأدلة هذه 10 حقائق عن هذه الحالة:
1- اضطراب الوهم المشترك هو متلازمة نفسية حيث تنتقل المعتقدات الفكرية والهلوسات من شخص إلى أخر. وصف الحالة في فرنسا في الثمانينيات تشارلز لاسيج وجان – بيير فالريت.
2- يُشار إلى الشخص المصاب بالتوهم الأولي على أنه الشخص المسيطر ومن المحتمل أن يصارع الأمراض العقلية. عادةً ما يستمر هذا الشخص البالغ في تحفيز شخص أو اثنين من الذين قبلوا النظام الوهمي وغالبًا ما يكونون أكثر خمولًا وأصغر سنًا وأقل ذكاءً بالإضافة إلى كونهم أقل قوةً وتقديرًا لذاتهم من الشخص المسيطر.
3- يصنف التصنيف الدولي العاشر للأمراض (ICD-10) اضطراب الوهم المشترك على أنه اضطراب وهمي تحفيزي، بينما تصنفه مجموعة DSM-5 على أنه نوع محدد من الشيزوفرينيا والاضطرابات الذهنية الأخرى.
4- وفقًا للأدبيات تم توثيق القليل فقط من حالات SDD عند المسنين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا أو أكثر.
5- يحدث SDDعندما توجد رابطة عاطفية مقربة بين الأشخاص الأساسيين والثانويين.
6- يمكن أن ترتبط الاضطرابات الذهنية بالأسس الوراثية إذ يعد الاستعداد الوراثي أيضًا عاملًا في SDDوغالبًا ما يرتبط الأشخاص الثانويون بالشخص المسيطر.
7- توجد القليل من البيانات حول تكرار SDD لكن بعض الباحثين يربطونها بحوالي 2٪ من حالات القبول في المستشفيات.
8- العلاج المتفق عليه هو إبعاد مسبب الوهم عن المتوهمين. يعتبر التعرف والإحالة الفورية أمرًا أساسيًا في علاج SDD. بمجرد استهداف الديناميكية بالتزامن مع الفصل يكون التشخيص ممتازًا.
9- يتجلى SDDعادة عند البالغين لكن من الممكن أن يظهر في أي عمر. إنه شائع بالنسبة للنساء المرضى في الحالتين الأولي والثانوي.
10- يقترح بعض الخبراء وجود تشابه بين SDD وQAnon إذ يبدو أن بعض الأشخاص يميلون لتبني مؤامرات غير قابلة للتصديق حتى عندما تكون هذه متناقضة عند إصابتهم بالـ QAnon. بالإضافة إلى ذلك من الصعب جدًا تغيير الأشخاص الذين يرون العالم على أنه مؤامرة منتشرة تسيطر عليها «النخب». توفر نظرية QAnon أهدافًا وتوجهات واستقرارًا خاطئًا للمواطنين المهددين في الولايات المتحدة، مع نشر المعرفة الشاملة لخطة اللعبة. وفقًا لمؤلفي فصل في كتاب تم نشره للتخفيف من العنف الجماعي وتنظيم تهديدات المجتمع الحديث: «هناك دليل بالفعل على أن بعض متبني QAnon قد تم تعيينهم أو دمجهم في العديد من الحركات المتطرفة والمسلحة التي لديها بالفعل العديد من الأعضاء … لقد رسخ QAnon لدى العديد فكرة بأن كل مؤسسة رسمية سردية وعامة مشتبه بطبيعتها وأن هذه المعرفة الحقيقية ينتجها غرباء متشابهون في التفكير ويعملون معًا عبر الانترنت للقيام بأبحاثهم الخاصة. وهذا ما يجعل الناس عرضة للروايات الكاذبة والأخبار المزيفة».
من المثير للاهتمام أن مفهوم الأوهام المشتركة ليست جديدة بل تعود إلى القدم. في تجربة فكرية تقليدية تسمى «رمز الكهف لأفلاطون» تم تقييد مجموعة من الأشخاص في سن مبكرة في كهف. اعتقدوا أن الظلال التي تلقيها الأشياء خلفهم هي في الواقع أشياء حقيقية على الجدار. عندما يهرب أحد السجناء ويعود لاحقًا يخبر السجناء أن الظلال الموجودة في الجدار هي إسقاطات غير مكتملة للواقع وأن هناك واقعًا مختلفًا في الخارج. يتبنى بعض أعضاء المجموعة الاعتقاد بأنهم إذا غادروا الكهف سوف يصبحون مدمرين مثل أصدقائهم بدلاً من تبني الأخبار بوجود عالم.
- ترجمة: مجد علي
- تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
- المصادر: 1