كيف ستبدو العلاقة بين الإنسان والروبوت؟

ساعدت الروبوتات البشر لسنوات منذ بداية القرن العشرين. كما يؤكد لنا التقدم الآلي بأن هذه الآلات تعمل دائمًا على تحسين قدراتها على إدراك ومعالجة المعلومات، وإكمال المهام المعقدة وتحسين الجودة الشاملة لحياتنا. ومع ذلك، يبقى الكثير من التفاعل بين الإنسان والروبوت غامضًا. على سبيل المثال كيف يستجيب البشر للأفعال المستقلة للروبوتات التي يتحكمون فيها؟

وجدت الأبحاث الحديثة في التقارير العلمية أن الإجراءات المستقلة والمواقف التي تتخذها الروبوتات شبه المستقلة تؤثر إيجابيًا في مشغليها. تشير هذه النتائج إلى أن الأشخاص الذين يجرون المزيد من التواصل مع الآلات التي يتحكمون فيها تكون آلاتهم أكثر قدرةً على تحقيق أهدافهم مما يجعل للروبوتات شبه المستقلة مستقبل.

استقلالية الروبوت

تُنفذ الروبوتات شبه المستقلة، مثل الروبوت المتحكم به عن بُعد، كل من اتخاذ القرارات وتنفيذ أمر المتحكم المباشر. بمعنى آخر، بينما يمكن للآلة التحكم في حركاتها شبه المستقلة، يمكن لأي شخص التحكم في نفس الآلة والعكس صحيح.

يقول علماء الروبوتات أن هذه الروبوتات قابلة للتطبيق على نطاق واسع. كما يقول مؤلف الدراسة الأساسي تومونوري كوبوتا، عالم الروبوتات من قسم ابتكار الأنظمة بجامعة أوساكا، في بيان صحفي: «أظهرت الروبوتات شبه المستقلة إمكانية تنفيذ تطبيقات عملية تستخدم الإجراءات المستقلة للروبوت والتشغيل البشري عن بعد بشكل مشترك لإنجاز مهام صعبة».

تزداد هذه الإمكانيات فقط عندما نفهم العلاقة بين الروبوتات ومشغليها بشكل أفضل.

الروبوتات التي تملك موقف

بحث كوبوتا وفريق من الباحثين فيما إذا كان الأفراد الذين يتحكمون في حركات الروبوت شبه المستقل سيكونون أكثر دعمًا للروبوت المستقل الذي لديه موقف من ذلك الذي يكون خاضع تمامًا لسيطرة مشغله.

للقيام بذلك طلبوا من 45 مشاركًا ترتيب 10 لوحات حسب رغباتهم المفضلة. ثم شاهد المشاركون فيديو عملي موجز لروبوت آلي شبه مستقل يتحدث إلى شخص آخر حول اللوحات. كان يمكن لبعض المشاركين في أثناء مشاهدة هذا الحوار التحكم في إيماءات الروبوت ويمكن للبعض التحكم في ابتسامته والبعض الآخر لا يستطيع التحكم في أي شيء.

بغض النظر عن قدرة المشارك على التحكم في الروبوت، إلا أن هذا الروبوت تحدث من تلقاء نفسه وعبر عن تفضيله للوحة التي حددها المشاركون في البداية على أنها المفضلة لديهم وكانت بالمرتبة السادسة.

أعاد المشاركون ترتيب نفس المجموعة من اللوحات للمرة الثانية بعد مشاهدة الحوار مما أدى إلى ارتفاع تقييم اللوحة من قبل أولئك الذين تحكموا في الروبوت جزئيًا، مما يعني ضمنيًا أن «المواقف» المستقلة للروبوت قد غيرت مواقفهم الخاصة.

يقول كبير مؤلفي الدراسة هيروشي إيشيجورو، عالم الروبوتات في جامعة أوساكا، في بيان صحفي: «تكشف هذه الدراسة أنه عندما يشغّل شخصٌ جزءًا من جسم إنسان آلي يتفاعل بشكل مستقل مع الإنسان، فإن مواقف هذا الشخص ستتماشى بشكل وثيق مع مواقف الروبوت».

يقول الفريق في النهاية بأن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تشكل الأنظمة المستقبلية في مجال الروبوتات.

  • ترجمة: رؤى بستون
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1