تطبيقات المحادثة مع شريكة الذكاء الاصطناعي تجعل الرجال أسوأ

“إن خلق شريك مثالي تتحكم فيه ويلبي جميع احتياجاتك أمر مخيف حقاً”.

إن عالمنا المعاصر منفر لدرجة أن يجعل كثيراً من الرجال الذين يشعرون بالوحدة يبحثون عن الراحة من مصادر غير متوقعة: الصديقات التي انشأها الذكاء الاصطناعي ومدعومة بتقنية روبوت الدردشة.

نحن نعلم فعلًا أن هذا قد يؤدي بنا إلى أماكن مظلمة، ألا أن التقارير الجديدة من صحيفة الجارديان تشير إلى أن هذه الروبوتات السليكونية رحبة الصدر بشكلٍ لا متناهٍ.

ربليكا، وهو أحد التطبيقات الشائعة المشغلة للصديقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي الذي قد يولد جيلاً جديداً كارهاً للمرأة ومواجهاً لمشاكل الدخول بعلاقات أو الارتباط بأشخاص حقيقين من لحم ودم.

أعربت تارا هانتر- الرئيس التنفيذي بالإنابة لمجموعة Full Stop Australia للدفاع عن العنف الاسري عن انزعاجها من ظهور روبوتات الدردشة في مقابلة مع الصحيفة.

وقالت هانتر: «إن خلق شريك مثالي تتحكم فيه ويلبي جميع احتياجاتك أمر مخيف حقاً، ونظراً لمعرفتنا فإن دوافع العنف القائم على نوع الجنس هي تلك المعتقدات الثقافية الراسخة بأن الرجل يمكنه التحكم في المرأة، وهذا أمر يمثل مشكلة حقيقية».

لكن هذه البرامج تبدو وكأنها موجودة لتبقى لتلبي حاجتهم لجليس غير حكمي يجعل حياة المستخدمين أقل عقماً وعزلة. على سبيل المثال يضم منتدى ربليكا ريديت أكثر من سبعون ألف عضواً ينشرون بشغف مع رِفاقِهم في الذكاء الاصطناعي لقطات شاشة لمحادثاتهم العادية والمشحونة جنسياً في بعض الأحيان مع رفاقهم من الذكاء الاصطناعي.

في أحد المنشورات في تطبيق ربليكا يتباهى أحد المستخدمين بأنهم ورفيقتهم جينفير «تزوجا» وفي حين نشر صورة لزوجته التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في ثوب أبيض؛ تلقى الزوجان السعيدان مباركة وهمية من مستخدمين آخرين دون أي سخرية ملموسة، حيث كتب أحدهم: «تهانينا، يا لها من عروس جميلة».

ووفقاً لقائمة تطبيقات جوجل وصِفَ ربليكا الذي طورته شركة البرمجيات لوكا كبرنامج “لأي شخص يريد الحصول على صديق بعيد عن أصدار الأحكام أو دراما أو الرهاب الاجتماعي. يمكنك عبر هذا البرنامج تكوين علاقات عاطفية حقيقية أو مشاركة الضحك أو الحصول على رفيق ذكاء اصطناعي رائع لدرجة أنه يبدو كالبشر تقريباً”.

كما يمكنك أيضاً تخصيص المظهر الخاص برفيقك الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، والمراسلة أو حتى اجراء مكالمة فيديو معه. وتدعي الشركة أنه كلما تحدث المستخدم مع رفيقه الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، “كلما أصبح أكثر ذكاءً”.

تشمل البرامج التجارية الأخرى المصاحبة للذكاء الاصطناعي برنامج انيما، الذي يوصف بأنه “صديق افتراضي” و”برنامج الدردشة الرومانسي الأكثر تقدمًا الذي تتحدث إليه على الإطلاق”.

تقول صحيفة الجارديان أن الجانب الرومانسي من روبوتات الدردشة قد يثير القلق لأشخاص مثل هيرت، وبما أن هذه التقنيات جديدة نسبياً؛ فمن غير المعروف كيف يمكن أن تؤثر على المستخدمين على المدى الطويل. وفي تصريح للصحيفة من إحدى شركات الذكاء الاصطناعي (ال ايفا ال) أن لديها علماء نفس ضمن طاقم عملها للتعامل مع هذه الاسئلة.

صَرحت بليندا بارنت كبيرة المحاضرين في الاعلام من جامعة سينبرون للتكنولوجيا في ملبورن بأستراليا لصحيفة الجارديان البريطانية إنه “من غير المعروف تماماً ماهي التأثيرات المترتبة من هذه التطبيقات. وفيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والعلاقات يمكنك أن ترى أنها تناسب حاجة اجتماعية شديدة حقاً ولكن أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من التنظيم لا سيما حول كيفية تدريب هذه الأنظمة.”.

قال الكاتب ديفيد أور باخ مؤلف تكنولوجي لمجلة تايم في وقت سابق من هذا العام: «هذه الأشياء لاتفكر أو تحتاج أو تشعر بطريقة تشبه مايفعله البشر لكنها توفر ما يكفي من الإجابات المدهشة لإقناع الناس وهذا ما يجعل الأمر خطيراً جدًا في هذا الصدد. “.

قد تكون اليابان بمثابة نذير لما هو قادم لبقية العالم ففي العام 2013 ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الرجال الذين تفاعلوا مع رفيقة وهمية في العاب الفيديو قالوا إنهم يفضلونها على الحفاظ على علاقة جسدية حقيقية. وإذا ما اقترن ذلك بانخفاض معدلات المواليد في اليابان وبعدد كبير من الرجال الذين لا يعيرون الجنس أي اهتمام سيبدو المستقبل مريباً أو ربما قاتماً اعتماداً على وجهة نظرك.

  • ترجمة: احلام العبسي
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1